0 تعليق
851 المشاهدات

خبيرة مصرية تعالج ذوى الإحتياجات الخاصة بالرسم و الغناء و الرقص



[B]الفنون طريق الشفاء
كشفت الدكتورة نادية العربي عن الدور الحيوي الذي يلعبه الفن في تنمية حواس ومهارات الأفراد ذوي الإعاقات المختلفة وقالت الخبيرة المصرية إنه يمكن التوصل لنتائج جيدة جداً عند علاج الأفراد ذوي الإعاقات المختلفة بالفن، ويعتبر الرسم والموسيقى والفن المسرحي من أهم الآليات التي يتم الاعتماد عليها، في سابقة هي الأولى من نوعها في مصر للتعامل مع الأفراد ذوي الإعاقات المختلفة.

ورغم تخصصها في التعليم أو تنمية مهارات ذوي الإعاقات عن طريق الرسم، وهو احد الفنون التي أثبتت نجاحها في التعامل مع أنواع الاعاقات، إلا أنها قالت: "يعمل جميع الخبراء المتخصصين في هذا المجال كفريق عمل متكامل، فهناك من يعتمد في التعليم أو العلاج على الرسم، وهناك المتخصص في الموسيقى والغناء، وثالث يتخذ من الفن التمثيلي المسرحي وغيره، طريقة لتنمية حواس وإدراك الفرد المعاق، وبالنسبة للأفراد المعاقين بصرياً يتم التعامل معهم من خلال الفنون التشكيلية البارزة مثل الصلصال وغيره من فنون يدركها المعاق بصرياً بحاسة اللمس"

الخبيرة المصرية نادية العربي أكدت أنها نجحت في تفعيل أسس التعليم الجديدة عن طريق الفن من خلال جمعية "الحق في الحياة"، وهي جمعية أهلية تابعة لوزارة التضامن المصرية، وأضافت: "الاهتمام بالفرد المعاق ذهنياً أو غيره بدأ في خمسينيات القرن الماضي تقريباً، وذلك من خلال "جمعية الفن الخاص جداً" الأمريكية، وتعكف هذه الجمعية على وضع البرامج والخطط التعليمية الرامية إلى علاج وتنمية مهارات المعاق سواء كان طفلاً أو متقدماً في السن

وجمعية الفن الخاص جداً، التي يدور الحديث عنها تعقد العديد من المؤتمرات في دول مختلفة منها دول عربية مثل المملكة العربية السعودية ولبنان ومصر وغيرها، وآخر هذه المؤتمرات سيُعقد في الولايات المتحدة الشهر القادم، وخلال هذه المؤتمرات يتم مناقشة آخر ما تم التوصل إليه من أساليب لعلاج المعاقين، ومن هذه الأساليب العلاج بالفن، بمعنى انه يتم استقبال الفرد ذي الاحتياج الخاص، وتحديد مستوى إعاقته للتعامل معه بطريقة العلاج المناسبة.

وتقول الدكتورة نادية: "عن طريق الفن يتم علاج مشاكل عديدة يعاني منها الأفراد ذوو الإعاقات، مثل الانطوائية أو العزلة، والتغيرات الجسدية المتزامنة مع فترة المراهقة لدى الفتاة والشاب المعاق، فكلاهما يشعر في هذه الفترة بميل نحو الجنس الآخر، ويظهر ذلك من خلال تعبيراتهم الفنية، خاصة في الرسم، فمن الممكن أن يرسم بعضهم شاباً يسير بجوار فتاة، ورسم آخر لسيدة حامل، وهو تعبير عن رغبة بيولوجية لدى الأفراد ذوي الإعاقات المختلفة، يمليها عليهم احتكاكهم اليومي بالمجتمع المحيط بهم

معارض فنية خاصة

النتاج الفني لذوي الإعاقات يتم جمعه كل فترة وتقديمه في معارض خاصة تابعة لجمعية "الحق في الحياة"، والفن الخاص، هذه المعارض عبارة عن اتيليه خاص يقدم فيه الأفراد ذوو الإعاقات المختلفة أعمالهم الفنية مثل أي فنان، وكانت آخر هذه المعارض ذاك المعرض الذي أقيم في دار عرض "ساقية الصاوي" بحي الزمالك في القاهرة، وعرض فيه الفنان المعاق ذهنياً كريم فوزي رسومات إبداعية، وكان لعلاجه بالفن بالغ الأثر في تنمية مهاراته الحسية والفنية التي عبر بها عما يدور بداخله

الخبيرة المصرية أوضحت مجدداً أن تحديد مستوى الإعاقة الذهنية، يكون نقطة الانطلاق في علاج أو تنمية المهارات، فلا يمكن على حد قولها الحديث مع المعاق شديد الإعاقة عن كرة القدم أو مشاكل سياسية يتابعها في وسائل الإعلام، إذ لابد أولاً من تحديد قدراته الذهنية، أما إذا كان بسيط الإعاقة فيبدو الأمر مغايراً، حيث يتم البدء بالعلاج معه عن طريق الرسم بالقلم الرصاص، ورويداً رويداً عن طريق المتابعة اليومية، حتى تنمو قدرات المعاق ويصبح مدركاً لما يرسمه على الورق ويتحكم فيه بإتقان
وعن علاج وتعليم الأفراد ذوي الإعاقات المختلفة عن طريق الغناء والموسيقى قالت الخبيرة المصرية: "نجح هذا النوع من الفن إلى جانب الفنون الأخرى في تنمية قدرات معرفية ووجدانية ومهارية لدى الفرد المعاق، إذ يحدد مؤلف الأغاني نوع المفردات اللغوية التي تؤدى في الأغنية ليتعلم منها المعاق التعامل مع البيئة والأشياء المحيطة به، ومن هذه الأغاني على سبيل المثال "بلاش تلعب بالسكينه علشان دي ممكن تأذينا"، وغيرها من الأغاني التي تقوي إدراك المعاق خاصة في فترة المراهقة، وكيفية حماية الفتاة والشاب المعاقين لجسديهما، لاسيما بعد التغيرات البيولوجية التي طرأت عليه بعد سن المراهقة".

التعليم والعلاج بالموسيقى والرقص

والفنون المستخدمة في علاج وتعليم الأفراد ذوي الإعاقات المختلفة ليست مقتصرة على الرسم أو الموسيقى كما تقول الدكتورة نادية العربي، فهناك من الفنون الأخرى مثل الرقص، ويُقصد بالرقص هنا التعبير الحركي وليس الرقص المبتذل المتعارف عليه، فضلاً عن التعليم أو العلاج باللعب، وهو نوع من العلاج متعارف عليه في الولايات المتحدة، فهذه الفنون وغيرها بمضومنها العام أثبتت فاعليتها في علاج وتعليم الأفراد ذوي الإعاقات المختلفة

وعلى الرغم من الإنجازات التي حققها أسلوب علاج ذوي الاحتياجات الخاصة فإن الجمعيات الأهلية تعاني من نقص في الموارد المالية التي يمكن من خلالها توفير أدوات التعليم والعلاج بالفن، ويقتصر ما تتلقاه من دعم على تبرعات زهيدة من رجال الأعمال وبعض الجمعيات الخيرية، وعندما حاولت بعض الجمعيات الحصول على دعم مالي من وزارة التضامن، وقدمت ما يثبت حاجتها إليه لم تجد آذاناً صاغية تحقق لها ما تريده

المشكلة الأكثر تعقيداً من منظور الخبيرة المصرية نادية العربي هي اصطدام الأفراد ذوي الإعاقات المختلفة بعد تلقيهم العلاج بالواقع، فثقافة المجتمع المحيط بهم ترفض التنازل عن تصنيفهم بأنهم معاقون، فكثير ممن باتت قدراتهم ومهاراتهم عالية حاولوا الزواج إلا أن المجتمع مازال يرفض الاعتراف بقدرتهم وتحول كل شخص منهم إلى إنسان طبيعي، فضلاً عن أن تعثر الظروف المالية من جهة أخرى ينأى به عن رغبته في الحياة الاستقلالية والزواج.

[/B]

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4151 0
خالد العرافة
2017/07/05 4691 0