0 تعليق
349 المشاهدات

السنان ناشد المؤسسات المدنية والقطاع الخاص زيارة «الأحداث» لمساعدة الأبناء النزلاء على تخطي الظروف الصعبة



مجمع دور الرعاية الاجتماعية في أيام الأعياد يختلف عن الأيام العادية ولا يشعر الداخل إليه بأن هناك إجازة بل حركة لا تهدأ على مدار الساعة، فهناك جهات حكومية وأهلية ومدنية أرادت المساهمة في إدخال البهجة والفرحة إلى نفوس النزلاء من مختلف الفئات.

بدورها، تجاوبت وزارة الشؤون مع رغبة الجهات وفتحت أبواب المجمع أمام المؤسسات الخاصة وهيئات المجتمع المدني والجهات الحكومية لتقديم المعايدة للنزلاء وفق برنامج اعد مسبقا ينظم دخول الجهات والأفراد والمجموعات إلى مؤسسات الرعاية ووضعت برامج ترفيهية على مدار أيام الإجازة للنزلاء منها داخل المؤسسات ومنها خارج المؤسسات.

ارتأت أن تكون مع الجنود المجهولين العاملين في دور الرعاية الاجتماعية أيام العيد المبارك فخصصت يوما لكل من إدارة الأحداث والمعاقين والمسنين والأيتام أرادت من خلاله معايشة فرحة العيد مع نزلاء الدور من الصباح والاستعداد للأنشطة فكانت البداية مع إدارة رعاية الأحداث استهل بلقاءات مع عدد من النزلاء الذين سردوا لنا يومياتهم في الدور لاسيما أيام الأعياد والتي ترافقت جميعها مع ألم البعد عن الأهل والأصحاب والندم على فعل طائش دون تفكير أوصلهم إلى داخل أسوار مؤسسات الرعاية الاجتماعية، متمنيا ألا تتكرر هذه الحالة وان يكونوا الأعياد المقبلة وسط بيئتهم الطبيعية مع أسرهم.

الابن م.ع ابن الـ 14 ربيعا قبل ثلاثة أشهر دخل المؤسسة إثر مشاجرة مع عدد من الصبية في احد الأسواق، قال: لا يعرف قيمة حياة الحرية والهواء الطلق إلا من فقدها إن العيد داخل المؤسسة رغم كل ما يقدم مختلف، لا أهل ولا أصحاب ولا خروج ولا سينما ولا سوق ولا شيء، ننهض في الصباح، نؤدي الصلاة، ونتناول الفطور ونجلس في الصالة لمشاهدة التلفاز أو قاعة الرياضة لممارسة بعض الألعاب كالعادة في الأيام الأخرى، العيد هنا لا يختلف عن أي يوم آخر غير أن الإدارة هذا العيد سمحت للأهل بالزيارة وقضاء وقت معنا ومعظم الأهالي للأسف يتهربون من الحضور ويأتي شخص واحد من الأسرة، ولكن الحمد لله هذا درس لي، تعلمت أهمية ضبط الأعصاب وقت الغضب، إن شاء الله العيد المقبل في المنزل مع أهلي وأطلب من الوالدة والوالد المسامحة لأنني أخطأت بحقهم وحق نفسي واطلب المغفرة من الله عز وجل.

أما الابن ح.ر فيقول: اللعب أوصلنا إلى هنا قبل سنة ورفض أن يقول ما هي قصته واكتفى بالقول نحمد الله على ابتلائه، وعن العيد قال أيام السنة كلها متشابهة الوجوه نفسها والعادات نفسها ولا طعم للعيد، الحمد الله هذا ابتلاء من الله، وقال هذا العيد الأسرة زارتني ما غير من الروتين اليومي إلى حد ما.

أما الابنة س.خ ابنة الـ 15 سنة فتقول: تمردي على أهلي أوصلني إلى هنا والحمد الله تجربة غيرت الكثير من السلوك التمردي الذي كان مسيطرا على حياتي، وعن قضاء أيام العيد قالت انه مثل بقية الأيام ولكن يختلف بزيارة الأهل لبعض الأخوات، نرى من خلال الزيارة وجوها جديدة، أما البقية فروتين يومي وان حاولت المشرفات إدخال البهجة عبر برامج وأنشطة مثل جلسات السمر واللعب الجماعي ووجبات اكل متميزة، ولكن صدقا كل شيء لا يساوي دقائق في الخارج مع الحياة الطبيعية، إن شاء الله يكون هذا آخر عيد لي داخل المؤسسة، وأطلب السماح من أسرتي التي أسأت لها كثيرا وخصوصا الوالدة أتمنى أن تسامحني وأقول للبنات انتبهن لتصرفاتكن ولا تتمردن على الأهل لان العواقب وخيمة، ليلة واحدة في مؤسسات الرعاية درس كل الحياة، الله لا يقع أي بنت في هذه التجربة المريرة رغم أن المؤسسة توفر لنا كل شيء وتقدم لنا كل ما يساعدنا على قضاء الأيام الطويلة لكن صدقا لا طعم للحياة مع الشعور بالأبواب المغلقة على الفرد.

والتقت «الأنباء» مدير إدارة رعاية الأحداث د.عبداللطيف السنان الذي قال إن الإدارة وبالتنسيق مع نيابة الأحداث سمحت لعدد من نزلاء الرعاية الاجتماعية بقضاء إجازة العيد مع ذويهم في منازلهم وذلك لتقييم سلوكهم خارج المؤسسات ومدى استفادتهم من إعادة التأهيل.

وأضاف: كما فتحنا أبواب المؤسسات والدور المختلفة أمام الأسر لقضاء ساعات مع أبنائهم وبناتهم في المؤسسة، وبعض الأسر تجاوبت وأخرى لا ندري ما ظروفهم.

وأوضح السنان انه تم توزيع العيدية على كل النزلاء ووضع برامج ترفيهية لهم لعلها تعوضهم قليلا عن فقدان الحرية وأقامت كل دور بإدارة الأحداث صلاة العيد ونستقبل مؤسسات المجتمع المدني الرغابة في الزيارة لدعم الأحداث ولو نفسيا.

وناشد مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص عدم التردد في زيارة دور رعاية الأحداث لمساعدة الأبناء النزلاء على تخطي الظروف الصعبة التي وضعوا انفسهم بها وتأكيد أن المجتمع يقبلهم ويقف إلى جانب توبتهم.

وتمنى على أولياء الأمور أن ينتبهوا لأبنائهم في سن المراهقة ولا يقطعوا الحوار معهم ويضعوا لهم برامج تتناسب وأعمارهم خلال الإجازات ويراعوا أعمارهم وتقلبات المزاج عندهم ويعلموا أبناءهم الصبر والتحكم في الغضب لكيلا يصلوا مع نهاية الإجازات إلى داخل مؤسسات الأحداث.

وأوضح أن أكثر الحالات التي يتم تحويلها إلى مؤسسات الأحداث مشاجرة في الأماكن العامة والديوانيات أو استغلال من أشخاص بالغين لبيع ممنوعات، وهنا على الأهل أن يكون أكثر وعيا وينتبهوا لسلوك أبنائهم، لاسيما أيام الأعياد لكيلا تتحول فرحة العيد إلى مأساة عليهم.

ردود نزلاء الأحداث

* العيد هنا لا يختلف عن أي يوم آخر

* تمردي على أهلي أوصلني إلى هنا

* والتجربة غيرت الكثير من سلوكي

* ليلة واحدة في مؤسسة الرعاية درس لكل الحياة

* أطلب السماح من أسرتي التي أسأت إليها كثيراً

* أقول للبنات انتبهن لتصرفاتكن

* ولا تتمردن على الأهل لأن العواقب وخيمة

* المؤسسة توفر لنا كل شيء لكن لا طعم للحياة مع الشعور بالأبواب المغلقة

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3776 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4153 0
خالد العرافة
2017/07/05 4693 0