ارتفع عدد الشهداء مع دخول العدوان الإسرائيلي على غزة يومه الخامس إلى اكثر من 130 شهيدا وتسعمئة جريح، معظمهم أطفال ونساء وكبار في السن، في وقت لم ينجح العدوان في تحقيق هدفه وقف اطلاق الصواريخ.
وبناء على طلب الكويت قررت الجامعة العربية عقد اجتماع عاجل لمجلسها الوزاري غدا الاثنين لبحث تدهور الاوضاع اثر العدوان الاسرائيلي المتواصل.
وقال مصدر مسؤول في الامانة العامة للجامعة: ان الاجتماع جاء بناء على طلب من الكويت رئيسة القمة العربية، حيث تسلم الامين العام نبيل العربي دعوة رسمية من الكويت عبر مندوبها الدائم السفير عزيز الديحاني لعقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري.
وفي ضوء المشاورات التي اجراها العربي مع كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس والنائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير خارجية الكويت الشيخ صباح الخالد ووزير خارجية المغرب صلاح الدين مزوار رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري تم الاتفاق على ان يكون الاجتماع الاثنين.
في غضون ذلك، قال موقع «يديعوت احرونوت» الالكتروني إن مصر ودولة عربية أخرى، يبدو أنها قطر قد وضعتا صيغة مسودة أولية لاتفاق وقف إطلاق النار. .
وأضاف الموقع ان مسودة الاتفاق الأولية تتضمن مطلب حماس القاضي بإطلاق سراح 56 أسيرا فلسطينيا محررا ضمن صفقة «شاليط» أعادت إسرائيل اعتقالهم خلال عملية التنكيل الكبرى التي نفذتها في الضفة الغربية بحجة البحث عن المستوطنين الثلاثة .
ووفقا للموقع رفضت حماس حتى الآن مناقشة مسودة اتفاق إطلاق النار فيما أبلغت إسرائيل دول «المسودة» استعدادها المبدئي للبحث فيها.
قصف مساجد وجمعية للمعوقين
يأتي ذلك فيما واصلت اسرائيل عدوانها مستهدفة المساجد والبنوك ومؤسسات اجتماعية وانسانية ومنازل لمسؤولين في حركة حماس.
واستشهد أربعة فلسطينيين في قصف غرب مدينة غزة. كما استشهد خمسة في مخيم جباليا، و 5 في حي الشيخ رضوان.
واستهدفت طائرات الاحتلال فجر امس مبنى جمعية مبرة فلسطين للمعاقين في بيت لاهيا شمال غزة الذي يقطن فيه العديد من المعاقين الاناث مما أدى الى استشهاد فتاتين على الاقل بالاضافة الى اصابة أربع فتيات في حالة خطرة.
وقال الدكتور اشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، ان ثلاثة شهداء سقطوا في منتزة في حي التفاح هم: الشهيد ابراهيم نبيل حمادة، والشهيد حسن احمد ابو غوش، والشهيد احمد مازن البلعاوي.
واكد القدرة إن هؤلاء الشهداء وصلوا اشلاء ممزقة جراء استهدافهم بشكل مباشر ولم يتم التعرف على هويتهم الا بعد ساعات.
واستشهد فلسطينيان واصيب عشرون آخرون بجروح في غارة على مدينة دير البلح وسط القطاع غزة.
وكان العشرات من المواطنين الفلسطينيين قد اصيبوا بجراح فجر امس جراء سلسلة غارات دمرت واحدة منها مسجد الفاروق في مخيم النصيرات واخرى مسجد حليمة في خان يونس.
كما استهدفت منازل لمسؤولين في حماس في غزة وخان يونس والنصيرات. وطالت الغارات مقر جمعية الصلاح والبنك الوطني الإسلامي في خان يونس بالاضافة الى مبنى القضاء العسكري بغزة ومستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا.
أيام طويلة
قال وزير الحرب الإسرائيلي موشى يعلون امس ان إسرائيل تستعد لأيام طويلة من القتال.
وأضاف يعلون «نراكم انجازات كثيرة في سياق الثمن الذي تدفعه حركة حماس، ومستمرون في تدمير أهداف ذات مغزى تابعة للحركة ومنظمات إرهابية أخرى» .
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في مؤتمر صحافي في قاعة تخضع لاجراءات حماية مشددة في وزارة الدفاع الاسرائيلية في تل ابيب الجمعة: «ان اي ضغط دولي لن يمنعنا من ضرب الارهابيين الذين يهاجموننا».
وابدت الولايات المتحدة الجمعة استعدادها لاستخدام علاقاتها في الشرق الاوسط في محاولة للتوصل الى وقف لاطلاق النار بين حماس واسرائيل.
المزيد من الصواريخ
ومنذ بدء الهجوم الاسرائيلي اطلقت المقاومة اكثر من 630 صاروخا وقذيفة هاون، تمكنت منظومة القبة الحديدية من اعتراض 140منها. ولم تسفر هذه الصواريخ والقذائف عن سقوط قتلى من الاسرائيليين.
وسقط صاروخ في «اشكول» امس ادى الى اندلاع حريق في المكان .
ودوت صفارات إنذار في غير منطقة من جنوب إسرائيل خاصة في منطقة سدوت هنيغف والمجلس الإقليمي مرحفيم وفي نس تسيونا ورحوفوت .
واصيب جندي اسرائيلي بجروح خطرة بقذيفة هاون ليل الخميس الجمعة، بينما اصيب جنديان بجروح طفيفة على حدود غزة عندما اطلق فلسطينيون قذيفة مضادة للدروع.
وأعلنت كتائب القسام أنها قصفت للمرة الثانية مطار بن غوريون في تل أبيب بصاروخ من طراز ام 75 محلي الصنع. وكانت «القسام» قد قصفت مطار بن غوريون الجمعة بصاروخ من النوع نفسه، وطالبت شركات الطيران الأجنبية بوقف تسيير رحلاتها إلى إسرائيل.
وحذرت حركة حماس من استمرار الاحتلال في استهداف البيوت وقتل المدنيين، مؤكدة ان كتائب القسام ستدخل عناصر جديدة في المواجهة وستفاجىء وستربك حسابات الاحتلال وستجبره على احترام المعادلات.
ومع استمرار تدهور الوضع في غزة، دعت 34 جمعية انسانية دولية الى وقف اطلاق النار واحترام حقوق الانسان.
وطالبت منظمة العفو الدولية الامم المتحدة باجراء تحقيق دولي مستقل حول انتهاكات القانون الدولي من جانب الفلسطينيين واسرائيل.