بفكرة بسيطة، وبمبادرة شبابية شخصية، تجمع عدد من الأصدقاء والأقارب من المهتمين بذوي الاعاقة، يحملهم الحس المجتمعي والرغبة بتقديم شيء ما لهذه الفئة، لشعورهم بتهميشها في المجتمع. تحمل هذه الفكرة اسم «جريدة الأمل الالكترونية التطوعية»، وهي تضم مجموعة من الشباب الكويتيين من كل الفئات العمرية هدفهم خدمة ذوي الإعاقة لإيصال صوتهم وإبراز طاقاتهم وقدراتهم وتنميتها ودمجهم بالمجتمع.
تأسست الجريدة سنة 2010 بعد فوزها بالمركز الأول في جائزة سالم الصباح للمعلوماتية. وهي اليوم تحقق المركز الأول في مسابقة بنك بوبيان للمشاريع التطوعية 2014.
عن الفكرة والإنشاء يقول مؤسس الجريدة عبدالله عيد الشمري :»كوني مبرمج ومصمم مواقع خطرت لي الفكرة بعد ان اطلعت على موقع جائزة الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية وهى عبارة عن جائزة تشجيعية يرعاها أمير دولة الكويت بشكل دوري وكانت هناك مجالات عدة لدخول المسابقة من بينها ملف ذوي الاعاقة، وهو المجال الذي اخترته بعد ان لمست غياب الاهتمام الكبير بهذه الفئة في عالم التكنولوجيا آنذاك، وكسبت التحدي ومن ثم حاولت استثمار النجاح لخدمة مجتمعي من خلال هذا الموقع الالكتروني الذي حمل في البداية اسم «موقع معاقي الكويت»، ليصبح في ما بعد جريدة الأمل الإلكترونية التطوعية».
وعن تجميع الشباب المتطوعين يقول الشمري: «بدأت عن طريق الاصدقاء والأقارب ومن ثم وسائل التواصل الاجتماعي عبر فتح باب التطوع للجميع من الجنسين حتى اصبحنا اليوم اكثر من 73 متطوعاً لخدمة ذوي الإعاقة عبر موقعنا الإلكتروني».
ويضيف: «للتطوع قيمة كبيرة في حياتي تعلمت منه الكثير، اصبحت لدي صحبة صالحة، وتطورت علاقتي الاجتماعية، وأصبحت أجيد مخاطبة الجمهور بشكل إيجابي لتوصيل معلومة توعوية يستفيد منها الجميع، فالعطاء من غير مقابل يشعر من امامك بسعادة ينقلها لك من حيث لا تشعر».
ويشدد عبدالعزيز غنام العنزي وهو محرر متطوع في «جريدة الأمل الألكترونية» على أهمية التطوع كثقافة عامة بين الشباب: «التطوع يعزز مفهوم التنميه البشريه من خلال استثمار الفرد في تقديم عمل يسهم في مد جسور التعاون والتكاتف بين أفراد المجتمع وتقديم خدمات تطوعيه لأشد الفئات ضعفاً».
ويتابع: «جريدة الأمل سباقة دائماً في مواكبة أحدث التقنيات وتكنولوجيا المعلومات حتى تتمكن من تقديم مادة إخبارية موثقة وذات صدقية وحيادية، لذا حرصت على استقطاب التفاعل والتجاوب من شرائح المجتمع عبر تغطياتها الصحافية، وتواجدها الإعلامي في كل نشاطات وفعاليات وبرامج ذوي الحاجات الخاصة وتقديم تغطيات حصرية ومتميزة واظهار الأخبار بأفضل صورة ممكنة».
وعن رسالة الجريدة يقول العنزي: «رسالتنا للمجتمع ضرورة احترام فئات ذوي الحاجات الخاصة، والنظر إليهم بعين الحب والاهتمام، إلى جانب تكثيف البرامج التوعوية عبر الرسائل في وسائل الإعلام المختلفه بضرورة عدم التعدي على المواقف المخصصة لهم وتغليظ العقوبات على المتجاوزين».
ويحدد أحمد يوسف المطوري مسؤول الموقع الإلكتروني اهداف «الأمل»، بتوفير المعلومات الكافية والصحيحة لأولياء أمور ذوي الإعاقة، وتسليط الضوء على قدراتهم وطاقاتهم وتنميتها والاستفادة منها في المجتمع والتركيز على أبرز إنجازاتهم، والاهتمام بالجوانب الرياضية والدينية والترفيهية والاجتماعية والثقافية التي تكفل تنمية مهاراتهم، ورسم الأمل والتفاؤل على وجوههم من خلال النشاطات المختلفة للجريدة.
ويقول المطوري: « نشارك دائماً في المعارض المحلية والنشاطات الميدانية فنقوم بالتعريف بالجريدة وكذلك فتح باب التطوع في ارسال دعوة عبر الموقع الإلكتروني والوسائل الإجتماعية من انستغرام وتويتر وفايسبوك، كما نقوم بمقابلات شخصية للمقبلين على التطوع لتحديد موقعهم، فنحن نتوزع على أقسام عدة وهي: الموقع الإلكتروني – التنسيق والمتابعة – العلاقات العامة – التطوير والإبداع».
ويشدد المطوري على أن الجريدة ليست محصورة فقط بموقع الجريدة الإلكتروني «فهناك نشاطات ميدانية نقوم بها وهي الزيارات الميدانة لدور الرعاية للمعوقين وكبار السن وكذلك النشاطات الترفيهية لهم وزيارة المدارسة الخاصة في التربية، كما نشارك في ملتقى بزة الشهري للفتيات ذوات الإعاقة (للنساء فقط) بأن ندعو أصحاب الاختصاص لاقامة ندوة توعوية للفتيات وأولياء أمورهن، وشخصيات ناشطة بهدف كسر حاجز الخجل وتعزيز الإقبال على الحياة بكل قوة وعطاء».