0 تعليق
378 المشاهدات

الأجواء الرمضانية فرصة للدمج وكسر العزلة



يمثل شهر رمضان الفضيل فرصة جيدة لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة وتشجيعهم على التعايش والتكيف مع أفراد المجتمع الذي ينتمون إليه.

ولا شك أن للأسرة دورا كبيرا في تعزيز الصلة بين ابنائها من هذه الفئة والمجتمع من خلال مشاركتها لهم في أداء العبادات والروحانيات الرمضانية، ناهيك عن دور المدارس ومراكز الرعاية والتأهيل في تدريبهم على سلوكيات وقيم من خلال الطقوس الدينية.

استعدادات ذوي الاعاقة وأولياء أمورهم لاستقبال شهر رمضان، واستطلعت آراءهم حول الأثر النفسي والاجتماعي، الذي يعود عليهم خلال هذا الشهر الفضيل، وأتاحت لهم الفرصة لسرد همومهم والصعوبات التي تعيقهم خلال هذه الشهر، والتعرف على مدى اهتمام المجتمع بهم من النواحي الدينية والاجتماعية.

أكد ذوو الاعاقة أهمية دور الاسرة والجمعيات العاملة في مجال حقوق ذوي الاعاقة في غرس الجانب الديني والروحاني لديهم، الأمر الذي يساهم في منحهم الثقة بأنفسهم والشعور بالاستقلالية، وذلك من خلال إلقاء القصص الدينية التي تتضمن معلومات عن هذا الشهر الفضيل، وحثهم علي الالتحاق بدورات تحفيظ القرآن، فضلا عن تشجيعهم على المشاركة في المسابقات.

لا فرق

وفي هذا السياق، قالت صفية الشمري، عضو حقوق الانسان، (من ذوي الاعاقة الحركية): انه لا يوجد اختلاف في استقبال ذوي الاعاقة لرمضان مقارنة بأقرانهم الأسوياء، نظرا لارتباطهم بأسرهم والمحيط الذي ينتمون إليه، وبالتالي فطقوسهم مرهونة بالبيئة التي يعيشون فيها، مشيرا الى اهمية هذا الشهر الفضيل، سواء لذوي الاعاقة او لنظرائهم الأسوياء، لما يحمل في طياته من روحانيات إيمانية خاصة.

وأشارت الى الصعوبات التي تعيق صيام بعض أفراد هذه الشريحة، ممن يتعاطون أدوية، او ممن يعانون من إعاقة ذهنية، ولكن هذا لا يمنعهم عن استمتاعهم بالأجواء الرمضانية، لافتة إلى حرص واهتمام بعض الجمعيات المعنية بحقوق هذه الفئة بإقامة الغبقات الرمضانية الترفيهية لهم، فضلا عن حفلات القرقيعان.

واختتمت حديثها قائلة: «الأجواء الرمضانية في الكويت مختلفة، ولها طعم خاص، فهي ديرة المحبة والخير».

فروق فردية

ومن جانب أولياء الأمور والعاملين في مجال حقوق ذوي الاعاقة، أشارت حصة البالول، نائبة رئيس الجمعية الكويتية لمتلازمة الداون، وولية امر فتاة من فئة الداون، الى اختلاف الفروق الفردية بين ذوي الاعاقة وقدراتهم الاستيعابية حول الشعور بالصيام في شهر رمضان، وممارسة الطقوس الدينية، لافتة إلى ان ذوي الاعاقة الذهنية لا يشعرون بهذا، ولكن نحاول قدر الإمكان إشعارهم بهذا الشهر الفضيل وروحانياته من خلال الأنشطة الرمضانية والقرقيعان والاستعداد للعيد في أواخر الشهر.

ولفتت البالول إلى تفوق وتميز الذكور من ذوي الاعاقة الذهنية مقارنة بأقرانهم الإناث، من حيث قدراتهم الاستيعابية والاعتماد على النفس، وإبراز مواهبهم وابداعاتهم، مشيرة الى حرصهم على أداء الشعائر الدينية والنوافل، وإلمامهم بالأمور الدينية والحياتية على نحو افضل من الفتيات.

وتحدثت البالول عن الصعوبات التي تواجه هذه الشريحة في هذا الشهر الكريم، مبينة ان أبناء الاعاقة الذهنية (الداون ) يعيقون أولياء أمورهم، وخصوصا الفتيات، وذلك من واقع تجربتها مع ابنتها، حيث لمست عقبات عديدة.

وأضافت: «لا استمتع بيومي كله، فابنتي تعيقني ولابد من الاهتمام بها، ووجودها في حياتي يتحكم بي، فلا أستطيع ان أتسوق معها خلال رمضان في ظل الزحمة».

وعرجت البالول الى الحديث عن دور وزارة الأوقاف تجاه هذه الفئة خلال هذا الشهر، لافتة الى تخوف محفظات القرآن التابعات للوزارة من التعامل مع المعاقين ذهنيا، بحجة جهلهم لطريقة التعاطي مع هذه الفئة، متسائلة: لماذا لا يتم توفير محفظات متخصصات للفتيات، يجدن التعامل مع الاعاقة الذهنية؟!

قدرات

وبينت البالول ان هذه الفئة قادرة على العطاء، ولكن لا يوجد من يلتفت الى قدراتهم في النواحي الدينية.

ولفتت البالول إلى توقف أنشطة الجمعية الصيفية والرمضانية، نظرا لعدم وجود الدعم المادي، مشيرة الى انه في السابق كانت الجمعية تتلقى الدعم من قبل وزارة الأوقاف غير انها توقفت، وفي الوقت ذاته لا يمكن رفع الرسوم على أولياء الأمور لعدم المتاجرة بهم ولتخفيف الأعباء عليهم.

خبير تنمية بشرية: الجانب الروحاني يعزز الثقة بالنفس والاستقلالية

شدد خبير التنمية البشرية وشؤون الاسرة د. مساعد الوقيان على ضرورة إشراك ذوي الاعاقة في البرامج والأنشطة الاجتماعية والايمانية الخاصة بهذا الشهر الفضيل باعتبارهم جزء لا يتجزأ من المجتمع الذي ينتمون إليه، لافتا إلى الآثار النفسية والاجتماعية التي تنعكس ايجابا في نفوس هذه الفئة وتعزيز الشعور بالاستقلالية وتقدير الذات بأنهم ليسوا اقل من أقرانهم الأصحاء في معايشتهم لروحانيات هذا الشهر وممارسة طقوسه الدينية والاجتماعية المتعارف عليها.

وتابع الوقيان بالقول «نحن كتربويين لدينا شعار ثابت مفاده تحقيق الدمج المجتمعي لهذه الشريحة، ويعد هذا الشهر فرصة جيدة لتحقيق هذا الهدف لما يحمله في طياته من نفحات إيمانية، وذلك يتحقق من خلال مشاركتهم في البرامج والأنشطة مثل الإفطار الجماعي وأداء العبادات، مثل صلاة التراويح والقيام الأمر الذي يساهم في تحقيق التكاتف والتآلف بين هذه الفئة وأفراد المجتمع، فضلا عن مشاركتهم الاجتماعية في القرقيعان والاستعداد للعيد.

عمرة رمضانية

اقترح الوقيان تخصيص رحلة جماعية رمضانية لذوي الاعاقة من قبل الهيئة العامة لشؤون ذوي الاعاقة لأداء مناسك العمرة وذويهم، او ان تتبنى جمعيات النفع العام المعنية بحقوقهم هذه المبادرة، بحيث تكون تكاليف هذه الرحلة مدعمة.

أستاذ شريعة: المعاق ذهنياً يفطر وليس عليه كفارة

أكد استاذ الشريعة وخطيب بالأوقاف حاي الحاي اهمية تشجيع ذوي الاعاقة ممن لديهم القدرة على الصيام ومشاركتهم في اداء الروحانيات والعبادات الخاصة بهذا الشهر الفضيل للتعرف على الثواب والأجر الذي قد يعود عليهم من جراء هذا.

وأشار الحاي إلى أن المعاق ذهنيا بمنزلة الكبير الذي خرف، فلا يستطيع التمييز بين الأشياء، لافتا الى ان بعض العلماء ذهبوا الى ان المعاق الذهني ليس عليه كفارة، فيما ذكر البعض الآخر ان عليه دفعها والصحيح انه ليس عليه كفارة، اي إطعام مسكين يوميا بمعدل دينار.

وفيما يتعلق بدور الأوقاف، ذكر الحاي ان الوزارة تنظم أنشطة دينية عامة من دون تخصيص نشاط خاص للمعاق مثل دروس ومسابقات تحفيظ القرآن والتي يشترك فيها الأصحاء وأقرانهم من ذوي الاعاقة في إطار تحقيق الدمج، مشيرا إلى حرص ذوي الاعاقة على حضور خطب صلاة الجمعة.

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3776 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4153 0
خالد العرافة
2017/07/05 4693 0