0 تعليق
437 المشاهدات

أوباما يشيد بتلميذ إماراتي قهر إعاقته وحقّق التميّز



«فخور بك وبما وصلت إليه في مشوارك التعليمي، أعتمد عليك كي تكون قدوة حسنة للآخرين، فأنت تقدر دوماً على مواجهة التحديات»، ربما القارئ لعبارات الثناء والإطراء هذه، أول ما يتبادر لذهنه أنها صادرة من أب لابنه أو من أستاذ لتلميذه، إلا أنها في حقيقة الأمر لا تمثل سوى سطور قليلة ضمن رسالة تهنئة وشكر وتقدير طويلة من رئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك أوباما، متوجهاً بها إلى أحد أبناء المواطنات الذي لم يتجاوز العقد الأول من العمر بعد، وهو يوسف يعقوب باتا.

فالطالب يوسف يعقوب الذي تستعرض «البيان» قصته في السطور التالية، ليس مجرد أحد أبناء المواطنات – وما أكثرهم – الذين يكون التميز والتفوق دائماً حليفهم في مختلف مجالات التعليم، وإنما هو نموذج بارز للتحدي والصمود والقدرة على قهر الصعاب، فالطفل الذي ولد في أبوظبي من أم مواطنة وأب غير مواطن، استطاع أن يحصد جائزة التميز الأكاديمي خلال مشواره الدراسي في معهد للصم بسانت لويس بولاية ميزوري الأميركية، بعد أن كافح أبواه كي يبحثا له ولإخوته عن مؤسسة تعليمية يلتحقون بها، مع معاناتهم جميعاً إعاقة سمعية.

البداية

قبل عشر سنوات، أنعم المولى سبحانه وتعالى على الزوج يعقوب والزوجة مريم العامري بأول أبنائهما «يوسف»، ليضفي أجواءً من البهجة والسعادة والفرحة على هذه العائلة البسيطة التي كانت، مع الأسف، على موعد مع أنباء حزينة، وقعت عليهم كالصاعقة بعد مرور 6 أشهر فقط على مولد يوسف، وهي أن ابنهما يعاني إعاقة سمعية.

وتشرح الأم مريم العامري كيفية اكتشاف معاناة ابنها ضعف السمع، قائلة: «ذات يوم كان يستمع أبوه إلى الراديو، ولفت انتباهه حديث طبيب عن كيفية معرفة إذا كان الطفل يعاني مشكلات في السمع أو لا، وكنا بالفعل نرغب في الاطمئنان إلى ابننا، فسارعنا بتطبيق ما ذكره الطبيب، وقرعنا الأبواب والأجراس وكل شيء في المنزل كما طلب الطبيب، للوقوف على مدى استجابة ابننا لهذه الأصوات، إلا أنه، مع الأسف، لم يعر ابني يوسف أي انتباه لكل تلك الأصوات، ولم يستجب لها».

وتضيف: «سارعنا باصطحاب ابننا إلى أحد المراكز الطبية المتخصصة في الدولة التي، مع الأسف، أكدت مخاوفنا من أنه يعاني ضعفاً كبيراً في السمع، وهنا بدأت رحلة معاناة طويلة وشاقة، من أجل العثور على الرعاية المناسبة ليوسف، في خضم ظروف صعبة نعانيها».

الصدمة الثانية

وتابعت: «في عام 2007، أنجبنا طفلنا الثاني «لقمان»، وعند عمل الفحوص الطبية اللازمة له، كانت الصدمة الثانية عندما أثبتت تلك الفحوص أنه يعاني أيضاً ضعفاً شديداً في السمع، كما هي الحال بالنسبة إلى يوسف».

وينتقل الحديث إلى الوالد يعقوب: «في طريقي للبحث عن المكان المناسب لتقديم الرعاية والاهتمام اللازم لابنيَّ الاثنين، قررت بمساعدة أهل الخير التوجه بصحبه ابنيَّ إلى أحد مراكز الصم المعروفة في الولايات المتحدة الأميركية، وهي المعهد المركزي للصم بسانت لويس في ولاية ميزوري الأميركية، ومن هنا بدأت رحلة تميز ابني وتفوقه». وتابع: «تعرضت قبل عامين خلال فترة وجودي في الولايات المتحدة الأميركية، إلى إصابة في الرأس، ورضوض في القدمين خلال عملي، ما دفعني إلى اصطحاب أسرتي والعودة مرة أخرى إلى دولة الإمارات، وخلال هذه الفترة أنجبت زوجتي ابنتي «هيفاء» التي اكتشفنا أيضاً أنها تعاني ضعفاً حاداً في السمع».

ثلاثة أبناء

ويقول: «في عام 2011، قررت العودة مجدداً إلى سانت لويس في الولايات المتحدة الأميركية، بصحبة يوسف ولقمان، وأعدت تسجيلهما في المعهد المركزي للصم، حيث نجحا في تحسين مهاراتهما الاتصالية، أما هيفاء البالغة من العمر خمس سنوات، فقد انضمت إلى أخويها في المعهد المركزي للصم عام 2012».

وبقي الأب يتابع حالة أولاده الثلاثة (يوسف لقمان هيفاء)، إذ كان لهم بمنزلة الأب والأم حتى سنة 2014، حيث انضمت إليه لاحقاً زوجته مريم العامري، والابن الأصغر عبدالتواب الذي كان يعاني ضعفاً شديداً في السمع أيضاً.

نجاح وتميز

ويعود الحديث مجدداً إلى الأم مريم العامري قائلة: «نجح يوسف في مواصلة مشواره بنجاح وتميز في المعهد المركزي للصم، ونال إشادة مستمرة لمستواه، حتى جاء التكريم من الرئيس الأميركي باراك أوباما له قبل شهر من حصوله على جائزة التميز الأكاديمي، تقديراً لتفوقه في المعهد على أقرانه، لا سيما في المواد الاجتماعية والعلوم والإملاء واللغة والرياضيات والقراءة، مضيفة: «أشعر بالاعتزاز الكبير والفخر بهذا التكريم».

وتضيف: «بفضل الله، منحنا المعهد المركزي للصم في سانت لويس بالولايات المتحدة الأميركية، منحة دراسية كاملة لأطفالنا الأربعة الذين يعانون ضعفاً حاداً في السمع تصل نسبته إلى 90 %»، مضيفة: «المعهد المركزي للصم يعلّم الأطفال حتى بلوغ السن الثانية عشرة، وبعد ذلك يجب عليهم استخدام لغة الإشارة، ويجري الآن تصميم برنامج لإعداد الأطفال، من أجل الاندماج في المدارس العادية».

فخر

أعرب يوسف يعقوب عن فخره وسعادته بهذا التكريم من رئيس الولايات المتحدة الأميركية، وقال: «التحدث وفهم اللغة يتحسن لدي مع مرور الوقت، وذلك بمساعدة العاملين في المعهد المركزي للصم في سانت لويس، كما أنني أستطيع الآن فهم الأشخاص إذا تحدثوا إلي بهدوء».

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4151 0
خالد العرافة
2017/07/05 4691 0