«ما أبيها… ما أبيها» بهذه العبارة رد الأب الذي اودع ابنته دار الرعاية الاجتماعية للفتيات، على سؤال رئيسة الدار عن سبب احضار ابنته، ثم ادار ظهره مغادراً دون ان يتحرك له احساس. رئيسة الدار لطيفة الشوكة وقفت مذهولة ومصدومة من صراخ الاب في وجهها عندما حاولت اصلاح ذات البين بينه وبين ابنته التي اغرقها الموقف في بحر من الدموع دون ان تنبس ببنت شفة. الأب الذي تجرد من كل معاني الابوة والعطف، تجاه فلذة كبده والذي لم يتغير موقفه وتصرفاته منذ خمس سنوات، وفقاً لرواية الشوكة، نموذج يختزل كل حالة تضمها الدار من نزيلات، لكل واحدة منها قصة واشجان، ولعل ما يزيد من ألم هذه الحالة ان البنت التي تخلى عنها والدها، كما تقول رئيسة الدار، كانت تحصد النجاح تلو النجاح والتفوق في الدراسة، حتى خطت خطواتها الأولى في الحرم الجامعي عبر بوابة دار الرعاية الاجتماعية للفتيات. دخلت إلى عالم النزيلات، فاكتشفت اجواء وعوالم غير التي نعيشها، عوالم تخلت فيها الأسرة عن مهمتها المقدسة وقيمها التي جبلت عليها منذ بدء الخليقة لتكون الضحية «قوارير» لم يرفق بها القائمون على رعايتها، وتخلوا عنها في اسهل صور التخلي.
منى، زهرة تبلغ من العمر 16 عاماً، تحطم حلمها بأن تكون طبيبة تخفف آلام المرضى، على صخرة التفكك الأسري فأصبحت تبحث عمن يخفف آلامها، فتقول ان ظروفها القاسية وضعف التماسك بين أفراد اسرتها وعدم قيام والديها بمسؤولياتهما، كل ذلك مجتمعاً اوصلها الى دار الرعاية.
واضافت «ان تجاهل اسرتي في استخراج المستندات والأوراق الرسمية الخاصة بي حال دون تمكني من ممارسة الحياة بشكل طبيعي فلم اتمكن من دخول المدارس، كما هو حال صديقاتي بالرغم من حلمي الذي يراودني طويلاً في ان اصبح طبيبة تعالج الناس وتخفف اوجاع المرضى».
واشارت الى ان عدم وجود اي مستند يثبت شخصيتها جعل رجال الشرطة وفي كل نقطة تفتيش يتم ايقافها وتحويلها الى هذه الدار «ولهذا فأنا هنا نتيجة لاخطاء واهمال اسرتي».
وتمنت ان تستطيع استكمال دراستها في دار الضيافة للفتيات، بعدما عجزت اسرتها عن الحاقها بمقاعد الدراسة لكي تستطيع تحقيق حلمها، خاصة ان ادارة الدار تقدم العديد من الانشطة والفعاليات المفيدة التي تعود بالنفع والفائدة على جميع النزيلات.
وقالت «ان الدار حريصة على تقديم كل ما هو مفيد ونافع، ولهذا نجد العديد من البرامج المعدة سلفاً سواء اكانت التوعوية او الدينية او الارشادية التي يشرف على تقديمها مجموعة من المتخصصات والاكاديميات.
رجل آخر
اما حياة، البالغة من العمر 16 عاما، فقالت ان والدتها هي التي اودعتها الدار لانها بعد وفاة والدها تزوجت برجل آخر مما حال دون تمكنها من العيش معها.
واضافت «مازلت ادرس في الصف التاسع بالرغم من ان زميلاتي اصبحن في الصف الحادي عشر بسبب اهمال والدتي وعدم اكتراثها بالتعليم حتى اصبحت الرعاية التي نتلقاها في الدار افضل من رعاية أمي».
واضافت «ان لدي عدداً من الاشقاء جميعهم يعيشون بشكل طبيعي في منازلهم، الا انا امي وظروفي اوصلاني الى هذه الدار التي اتمنى ان اتخلص منها حتى تستقيم حياتي».
واضافت «ان اسرة ادارة الدار تقدم لنا البرامج والانشطة التي تساعد على بناء وتكوين الشخصية والتي نراها مفيدة جداً بالنسبة لنا وخاصة اننا نعيش غياب دور الأسرة في التوعية والارشاد».
اما لولوة البالغة من العمر 16 عاماً فقالت «ان سبب دخولي الى دار الضيافة خروجي مع ابن خالتي دون علم والدتي الامر الذي لم يعجبها ففكرت بايداعي في هذه الدار».
وتابعت «ان ظروف اسرتي غير مناسبة بسبب انفصال والديّ، الامر الذي شتت الاسرة وفرق افرادها، وان كنت اتطلع الى هذه الدار التي ارى انها باتت تجمع عدداً من البنات في اجواء ايجابية، قد تكون بيئة حاضنة لهن افضل من اسرهن».
واشارت الى ان ادارة الدار خصصت لهن ايام الخميس والجمعة والسبت لزيارة اهاليهن والاستمتاع بأجواء اسرية بعض الوقت.
واتمنى ان التحق بكلية الشرطة لكي «اتمكن من خدمة بلدي الكويت وابناء مجتمعي والعمل على رفعة هذا الوطن الغالي».
قانون الدار
وللوقوف على ذلك قالت رئيس دار الرعاية الاجتماعية للفتيات التابعة لادارة دار رعاية الاحداث في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لطيفة الشوكة ان دار الرعاية الاجتماعية تستقبل الفتيات المعرضات للانحراف وهن وفق القانون اللائي اعتدن على الهروب من المنزل او المدرسة او التي لديها رفيقات سوء او من اعتادت على التمرد على سلطة الوالدين او عدم وجود عائل مؤتمن، اما المنحرفة هي تلك التي تدخل الدار بسبب ادانتها بقضية او اكثر.
واضافت اما في ما يتعلق بشروط استقبال الفتيات في الدار فهي ووفق القانون لذوات الأعمار من 7 الى 18 سنة، بالاضافة الى خلوها من الأمراض المعدية او العقلية او العصبية.
واشارت الى ان عدد النزيلات يزداد خلال فترة العطل الصيفية بسبب كثرة المشاكل التي يقدم عليها الاحداث ولهذا نجد اعداد نزيلات الدار ازداد خلال هذه الفترات، اما عدد النزيلات خلال هذه المرحلة فيبلغ 15 فتاة اودعن على اعتبار انهن معرضات للانحراف وليس من بينهن من سجلت في حقها اي قضية.
وتابعت ان الجهات التي يمكن لها تحويل الفتاة لكي يتم ايداعها في الدار هي ادارة شرطة الاحداث في وزارة الداخلية، فهي الوحيدة المخولة بتحويل اي فتاة قاصر يتم القاء القبض عليها لاي سبب، ويرفض ولي امرها تسلمها، فهنا يتم تحويل هذه الفتاة الى الدار، او عن طريق كتاب خطي يتقدم به ولي الأمر برغبته في ايداع ابنته في الدار.
واشارت الى ان الاعمار الموجودة في الدار حالياً تتراوح بين سن الرابعة عشرة والعشرين سنة وذلك بسبب عدم وجود مكان آمن لهن اما اذا كانت الفتاة اودعت الدار بسبب قضية وبلغت سن الثامنة عشرة يتم تحويلها الى السجن المركزي.
واوضحت ان اغلب القضايا التي يتم على اثرها ايداع الفتيات في الدار تتنوع فيما بين تعاطي المخدرات والسرقة، لان من تتغيب لابد انها ذهبت مع شباب وحينها اصبحت هذه الفتاة منحرفة، فمن تتغيب عند احدى صديقاتها لا تتجاوز نسبة 1 في المئة من عدد المتغيبات عن ذويهن.
المخدرات
وقالت ان احدى الفتيات التي اودعت الدار كانت تتاجر في المخدرات دون ان تتعاطى وبعد البحث والتحري عن سجل الاسرة اكتشفنا ان الام والاب مودعان السجن المركزي بسبب قضايا التعاطي والاتجار بالمخدرات.
واوضحت ان ادارة الدار وضعت برنامجاً خاصاً للفتيات يبدأ منذ الساعة السابعة والنصف صباحاً في النظافة الشخصية وترتيب الغرف، فأنا فضلت ان ادع البنات لا يعتمدن على العمالة في الامور الشخصية لاني وضعت في اساس العمل ان هؤلاء البنات هن ربات بيوت في المستقبل فمن الواجب تدريبهن على امور الحياة خاصة انهن فقدن اسرهن لاسباب مختلفة.
واشارت الى ان اغلب البنات لا يعرفن كيفية الصلاة او الوضوء ولهذا نجد المهمة صعبة امامنا الا ان تضافر الجهود وتعاون العاملين استطعنا تجاوز كل تقصير من خلال التعاون مع مركز الهدى الذي يبدأ برنامجه اليومي بالتوعية الدينية منذ الساعة التاسعة وحتى الساعة الثانية عشرة والنصف من كل يوم فهي مدرسة دينية شاملة تقدمها للبنات النزيلات.
تعاون التربية
وقالت الشركة ان وزارة التربية قدمت مساهمتها في التعاون مع الادارة وذلك خلال الفترة المسائية نظرا لقدرة وزارة التربية على توفير الكوادر الراغبة في العمل مما حفظ حقوق الفتيات في مواصلة تحصيلهن العلمي.
وأشارت الى ان الدار تقدم العديد من الدورات كصناعة العطور والكمبيوتر والسكرتارية والخياطة التي قد توفر فرصة عمل مناسبة للفتاة بعد خروجها من الدار.
وتابعت كما تقدم الدار رحلات ترفيهية للفتيات المتميزات والتي عادة ما تكون الى السوق لشراء الاحتياجات او المكتبات او تكون الى شاليه وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في منطقة الزور او رحلات عمرة وذلك بهدف تقوية الوازع الديني لدى الفتيات.
وقالت ان ادارة الرعاية الاجتماعية تتكون من رئيسة الدار ونائبه وعدد من الاخصائيات النفسيات والاجتماعيات واخصائيات الجماعة ويبدأ عمل هذه المكاتب منذ دخول الفتاة الى الدار حيث يبدأ العمل لدراسة الاسباب التي ادت الى دخول الفتاة الى الدار ورصد تداعيات هذه الاسباب وفتح باب حوار متواصل مع الاسرة وذلك من خلال الاخصائية الاجتماعية، فنحن لا نتوقف على حالة الفتاة فقط بل نرصد سلوكيات الوالدين وغالبا ما نجد ان انحراف سلوك الفتاة بسبب الوالدين، بالاضافة الى متابعة الحالة النفسية لكل فتاة ومدى تقبلها لوجودها في هذه الدار ناهيك عن المتابعة الصحية للنزيلات.
وأضافت ان قسم الاستقبال يختص بدراسة الحالة التي تم ايداعها الدار ونرصد كل جوانب حياتها سواء المستوى المعيشي او التعليمي او الحالة النفسية او العقلية او السلوكية، وتستمر هذه المدة شهرا وهي في نفس الوقت فترة يمكن من خلالها لولي الامر استعادة ابنته مرة اخرى وإخراجها من الدار اما اذا تجاوزت الشهر الاول واستمر بقاؤها في الدار تحولت رعايتها الى لجنة برئاسة الوكيل المساعد فاطمة الملا وعضوية مدير شرطة الاحداث من وزارة الداخلية ووزارة الاوقاف والشؤون القانونية ووزارة التربية والعدل واستشاري نفسي فهؤلاء جميعا يتحملون سرعة ايجاد الحل المناسب للمشاكل التي تعاني منها الفتاة كل بحسب اختصاصه وبالتالي تصبح حضانة الفتاة تابعة لهذه اللجنة.
وتابعت ان معظم الاسر غير متعاونة مع عمل الادارة، وهو من اهم اسباب انحراف الفتاة، فهؤلاء الفتيات ضحايا أسرهن، فلو كانت اجواء الاسر طبيعية ومستقرة لما وصل بهن الوضع الى الايداع في الدار. واشارت الى ان ادارة الدار تحرص على خلق اجواء اسرية مماثلة لاجواء الاسرة الكويتية للفتيات داخل الدار خلال الاعياد والمناسبات الوطنية بالاضافة الى 5 دنانير تقدمها ادارة التوعية والارشاد كعيدية لكل فتاة، لأن معظم الاسر لا تتذكر بناتها المودعات في الدار في الاعياد او رمضان.
واضافت ان جميع العاملات في دار الرعاية الاجتماعية للفتيات يحرصن على حسن التعامل مع جميع النزيلات وتعويضهن عن كل المواقف السيئة التي تعرضن لها قبل دخولهن الدار، بالاضافة الى متابعتهن لكل أمورهن سواء كانت التعليمية او الشخصية لأننا نرى ان الدار هي البيت الثاني لكل فتاة.
من جانبها قالت الباحث الاجتماعي هيفاء المطيري ان طبيعة العمل الفني للباحثة الاجتماعية لا يقتصر على الحدث بل يشمل اسرته، فدورنا هو استقبال الحالات المنحرفة والمعرضة للانحراف ومتابعتها ودراسة الاسباب التي أدت الى تراجع تصرفاتها من خلال وضع الحلول المناسبة للمشكلة تمهيدا لخروج الحالة من هذه الدار والعيش في المجتمع كحدث سوي.
واضافت ان هناك حالة اعتاد والدها على اصطحابها الى الدار في اكثر من مرة بسبب تمرد الفتاة على القوانين التي يضعها هو بنفسه، في حين اكتشفت ان الأب ذو شخصية ضعيفة في البيت يستسلم لرغبات ابنته سريعا في حين يصر على اصطحابها الى الدار بحجة عدم قدرته على تمردها، فهذا تناقض في التربية وقد لا يأتي اي علاج نقدمه بنتيجة ايجابية لان الاسرة هي التي تمارس سوء التربية.
وتابعت ان التعامل مع هذه الحالات لابد ان يركز على اسلوب السهل الممتنع فلا شدة ضاربة ولا سهل فيقطع خيط التواصل، ولهذا نتعامل مع الفتيات بشكل حذر لكي نتمكن من تصحيح الاخطاء لان معظم مشاكل البنات تكمن في التمرد على القوانين.
واشارت الى ان ادارة الدار وضعت عقوبات عدة لمعاقبة الفتاة التي لا تخضع لشروط وقوانين الدار، ولكل فعل ردة فعل ومنها حرمان من الزيارة اوالمصروف فغالبا نحرم البنت من الشيء المحبب اليها، وهو ما جعل اساليب العقاب لدينا تأتي بنتيجة في معظم الاحيان.
وأوضحت ان الدار تستقبل جميع الجنسيات دون تمييز فأبواب الدار مفتوحة امام الجميع ولا تفرق بين النزيلات الاحداث فأي فتاة ليس لديها مكان آمن وأسرة مستقرة أبواب الدار مفتوحة امامها وتستقبلها في اي وقت.
مركز الهدى
اما مشرفة مركز الهدى بدرية المطيري فقالت ان الهدف من انشاء مركز الهدى هو توعية وتدريس فئة الاحداث التي تقل اعمارهن عن 18 عاما، بالاضافة الى اقامة العديد من الانشطة الثقافية والاجتماعية كالاحتفال بالعيدين والاعياد الوطنية وشهر رمضان والقرقيعان، ناهيك عن اصدار الشهادات للدارسات بناء على ما تم تحصيله من العلوم الشرعية.
واضافت ان مركز الهدى يسعى الى ان يكون سباقا في كل مجال من خلال الحرص على تقديم افضل الخدمات التعليمية والانشطة الثقافية والاجتماعية لنزيلات دار الاحداث بالاضافة الى الانشطة والرحلات المتنوعة والاحتفالات الشعبية التي تعزز الاتصال بالتراث وماضي الاجداد ورحلة العمرة السنوية.
واكدت المطيري ان التعاون المثمر مع رئيس دار الرعاية الاجتماعية للفتيات لطيفة الشوكة دائما يأتي بالنتائج الايجابية التي تخدم مصلحة النزيلات وتغير من سلوكهن نحو الافضل خاصة انها استطاعت توفير الاجواء الاسرية داخل الدار والتي من خلالها استطعن الفتيات التعايش في هذه الاجواء وذلك بعيدا عن اجواء العزلة التي يظن البعض وجودها في الدار.
مراقبة الفتاة 3 أشهر
قالت رئيسة دار الرعاية الاجتماعية للفتيات لطيفة الشوكة ان الادارة تستطيع اعادة الفتاة الى أسرتها اذا زالت الاسباب التي أودعت على اثرها الدار، وذلك من خلال السماح لها بالبقاء عند اسرتها لمدة ثلاثة اشهر تجدد بعد انتهائها اذا ثبت تحسن العلاقة بين الفتاة وأهلها.
واضافت انه اذا ما بدر خلاف ما كان متوقعا من الفتاة او اهلها فيمكن اعادتها فورا الى الدار.
وبينت ان وزارة الشؤون تخصص مصروفا يوميا لجميع الفتيات بالاضافة الى مكافأة نهاية الاسبوع التي تمكن الفتاة من شراء التزاماتها واحتياجاتها.
نادٍ صحي… وحفظ القرآن
وفرت ادارة دار الرعاية الاجتماعية للفتيات ناديا صحيا متكاملا بجميع الاجهزة الرياضية التي تحتاجها الفتاة وذلك بهدف خلق اجواء رياضية وترفيهية تساعد على شغل أوقات الفراغ للفتيات داخل الدار.
وتحرص نزيلات الدار على حفظ القرآن الكريم والاحاديث النبوية خلال فترة وجودهن وتجري بينهن مسابقات في حفظ اجزاء القرآن.
أوراق رسمية لدخول الجامعة
قالت لطيفة الشوكة ان احدى الحالات تجاوزت سن الثامنة عشرة ورفضت اسرتها تسلمها مما دعا الادارة الى استخراج الاوراق الرسمية لها وتسجيلها في الجامعة لاستكمال التحصيل العلمي.
وذكرت ان فتيات الدار يتمتعن بذكاء مميز حيث يتفوقن جميعا في الدراسة اذا أتيحت لهن فرصة التعليم ولهذا فمن الواجب حسن استغلال هذه المواهب في التحصيل العلمي وتطوير الذات وتنمية بناء الشخصية.
نزيلة صينية
ذكرت رئيسة دار الرعاية للفتيات ان الدار استضافت نزيلة صينية بسبب صغر سنها ووقوعها ضحية لأحد مكاتب الخدم الذي استقدمها بجواز سفر مزور فيه عمر الفتاة الا ان الجهات المعنية في الكويت اكتشفت انها لاتزال قاصرا وتمت اعادتها الى بلدها بالتعاون مع سفارة بلدها.