0 تعليق
964 المشاهدات

ألطاف الموسوي: «القراءة المتزامنة» بين «المتلعثم» و«المتخصص» أكثر العلاجات «الكلامية» نجاعة



قالت استشارية التنمية الذاتية والبشرية الدكتورة ألطاف الموسوي ان التلعثم قد يحدث في سن مبكرة «سنة ونصف السنة من عمر الطفل» أو عند بداية تكوين الطفل للجمل، ورأت أن أقصى سن لحدوثه هو 7 سنوات الى 13 سنة ونسبة حدوثه هي 3 أو 4 ذكور الى 1 اناث أي يحدث عند الذكور بواقع ثلاثة أضعاف الاناث، وتحدثت عن أعراض التلعثم فقالت ان الصعوبة تبدأ بكلمة أو جملة بعدها يكون تكرار الأصوات أو المقاطع اللفظية والكلمات، وقد يصاحب التلعثم اللفظي ارتباك في حركة العين، وارتجاف في الشفة والفك مع التوتر والضيق أو تحريك الوجه أو الجزء العلوي من الجسم وفقا لما وصف في الاعراض الطب النفسية.
وعن الأسباب قالت د.الموسوي: لم يجد الباحثون العلميون حتى الآن أي جين محدد له علاقة بالتلعثم، أي أنه احتمال ان يكون السبب وراثياً.
واضافت: هناك عوامل مساعدة للتلعثم منها الجوانب النفسية والاجتماعية كتلك التي تتعلق بالتربية والتنشئة الاجتماعية، وأساليب التربية التي تعتمد على العقاب الجسدي والاهانة والتوبيخ كثيراً ما تؤدي الى اصابة الفرد بآثار نفسية واحباطات من شأنها ان تعيق عملية الكلام عند الأطفال.

إهانة الابناء

واشارت الموسوى ان كثيراً ما يلجأ الآباء الى اهانة الأبناء أمام الغرباء وتوبيخهم ومعاملتهم دون احترام، مضيفة ان اهمال الآباء للأبناء ومحاولتهم اسكات أبنائهم عند التحدث أمام الآخرين يؤدي في النهاية الى خلق رواسب نفسية سلبية، تعمل على زعزعة الثقة بالنفس لدى الطفل مما يجعله يشك في قدرته على التحدث بشكل صحيح أمام الآخرين.
وعن ضعف النمو اللغوي قالت انه يصيب الأطفال في فترة تعلم الكلام «التأتأة»، إذ يتلعثم الأطفال الصغار عندما تكون قدرتهم على استخدام اللغة غير كافية لمواكبة ما يريدون قوله.

التأتأة العصبية

وزادت: من العوامل ايضا صعوبة في الاشارات حيث ان التلعثم يحدث نتيجة ان الاشارات بين دماغ الشخص المصاب وأعصابه والعضلات التي تنظم الكلام لا تعمل بشكل متوافق وما يسمى في المصطلحات العلمية بـ«التأتأة العصبية».
وأردفت: التلعثم يزداد سوءاً عندما يكون الشخص منفعلاً أو مرهقاً أو تحت توتر نفسي أو عندما يشعر بمراقبة أو ملاحظة الآخرين أو بالعجلة أو بالضغط الخارجي، وقد يجد الشخص أيضاً صعوبه في التحدث أمام مجموعة من الناس وأحياناً حتى عبر الهاتف.
كما ان هناك أسبابا تشريحية عضوية كأن يعاني الشخص المصاب من خلل واضح في أعضاء الكلام أو يصاب بهذه المشكلة نتيجة لأصابة الجهاز العصبي المركزي بتلف في أثناء أو بعد الولادة، ويعتقد بعض علماء النفس ان هذا السلوك بدأ ارادياً وأصبح بعد ذلك لا إرادياً، وبصفة عامة فإن التلعثم يكثر عند الأولاد أكثر منه في الفتيات.

أوقات النصائح

وأفادت الاستشارية التنموية اننا نبحث عن نصيحة طبية اذا كان الكثير من الأطفال يتلعثمون عند فترة تعلم الكلام، وهو منتشر عند الأطفال بين عمر 2 و5 سنوات لكنه غالباً ما يختفي من نفسه، داعية إلى استشارة طبيب مختص عندما يتكرر التلعثم ويزداد مع الوقت واذا استمر بعد السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل ويصاحبه التوتر والضيق والخوف، فهناك حركات غير طبيعية بالوجه والجسم أثناء التلعثم ومن العوارض التي تؤدي الى استشارة الطبيب ايضا هو ان يصبح هذا الامر مؤثرا في المستوى الدراسي للطفل.

القراءة والتمثيل

وتحدثت الموسوي عن العلاجات فقال: العلاج الكلامي يتميز بتكوين استجابات كلامية تتميز بالانسياب والطلاقة اللفظية وأفضل طريقة للعلاج الكلامي هو القراءة المتزامنة، حيث يقرأ التلميذ المتلعثم المعالج الموضوع نفسه أمام بعضهما البعض مما يؤدي الى التحويل الجزئي لإدراكات التلميذ عن أصوات كلامه الى أصوات كلام المعالج.
وزادت: أيضاً هناك العلاج النفسي الجماعي ويشمل أنواعاً متعددة منها العلاج عن طريق اللعب، والعلاج الجماعي التعليمي من خلال المحاضرات والمناقشات الجماعية، والاندية العلاجية من خلال الأنشطة الجماعية والألعاب الترويحية والترفيهية.
وأيضا العلاج السيكودراما وهو العلاج التمثيلي المسرحي القائم على المشكلات النفسية.
وأضافت: من أهم النقاط في علاج التلعثم عند الأطفال تغير سلوك البيئة المحيطة بهم تجاه تلعثمهم وذلك بإعطاء بعض الارشادات للوالدين، مع دور الأسرة في البرنامج الارشادي الخاص بالأطفال المتلعثمين في الاصغاء الجيد لهم عندما يبدأ طفلهم بالحديث مع اعطاء الاهتمام لما يقوله الطفل وليس للطريقة التي يتكلم بها ويجب النظر بشكل طبيعي للطفل أثناء كلامه.

بطء الكلام

وأضافت د.الموسوي: إن أمهات الأطفال الذين يعانون من مرض التلعثم يتكلمن مع أطفالهن بطريقة أسرع من أمهات الأطفال غير المتلعثمين، لذلك يجب ارشاد الأمهات للتحدث بشكل أبطأ مع أولادهن، وكلما زادت مقاطعة الأبوين للطفل المتلعثم أثناء الحديث ازدادت درجة عدم الطلاقة، وبالتالي تؤدي تلك الزيادة الى زيادة التلعثم.
وأيضا فإن التساؤلات تمثل نوعا من الضغوط في عملية التخاطب لأنها تحتاج إلى درجة من السرعة في عملية الاستجابة لهذا فإن تقليل عدد التساؤلات يؤدي الى تقليل المواقف التخاطبية التي توجد بها ضغوط.
وأردفت: يجب إعطاء الوقت الكافي للطفل في الحديث قبل الرد عليه حتى لا يصبح الطفل متعجلاً ويهدأ، والاكثار من التصحيح للطفل المتلعثم أثناء حديثه ومحاولة تغيير طريقته في الحديث تعوق تقدم خطة العلاج، لهذا يجب توضيح الأمر للأهل ان يتقبلوا الطفل مما هو عليه.
وزادت: الأهل لا يقدرون مقدار الصعوبة التي يعاني منها الطفل المتلعثم عندما يطلب منه التعبير مستخدما بعض العبارات مثل قول «السلام عليكم» لشخص آخر.
ويجب على الأبوين ملاحظة الطفل لتحديد الأوقات التي تتغير فيها درجة التلعثم سواء بالزيادة والنقصان، مع وجوب التوضيح للأهل انه عليهم التركيز على ما يقوله الطفل وليس بالطريقة التي يتحدث بها وينصحهم بعدم تشجيع الطفل أو عقابه على تلعثمه بل عليهم ان يكونوا حياديين قدر المستطاع.
وبينت الموسوي انه غالباً ما تكون الصعوبات الاجتماعية، كالخوف من التحدث في العلن هي أهم المضاعفات ولكن قد يتطور الأمر الى اكتئاب أو خوف وخاصة في حالات التلعثم الشديد فقد يتجنب الحديث تماماً ويعزل نفسه، منوهة إلى انه لا يوجد علاج دوائي للتلعثم. معظم الأطفال بفضل الله يتخلصون منه بأنفسهم، أما اذا استمر التلعثم لأكثر فإن مراكز علاج النطق مع دعم الأسرة والطبيب المعالج ستساهم في التقليل من التلعثم.

حرية الطفل

واوضحت استشارية تنمية الذات ان من أهم العوامل لينجح علاج التلعثم هو رفع الرقابة عن الطفل لينطلق بحرية في اللعب والكلام سواءً كانت هذه الرقابة من الأسرة أو من نفسه هو ولكي تساعد طفلك للتقليل من هذه المراقبة لنفسه أو مما يسمى من الوعي الذاتي بالتلعثم، حاول ألا تشدد أو تمعن النظر في المشكلة وفي المقابل أوجد جواً من الدعم والراحة في المنزل لكي يستطيع طفلك ان يتحدث فيه بحرية.
وأضافت: لمساعدة الطفل علينا ان ننصت بانتباه الى ما يقوله، وان نحافظ على الاتصال العيني الطبيعي عندما يتكلم ولكن لا تركز النظر فيه كثيراً، وان ننتظر حتى ينطق طفل الكلمة التي يحاول قولها ولا نتسارع لإكمال الجملة أو الفكرة بدلاً عنه، مع الجلوس جانباً لبعض الوقت مع الطفل حتى نستطيع التحدث معه بأريحية وصداقة ولكن من دون تشتيت.
وزادت: من المهم للأب والأم ان يتعودا على التحدث بهدوء وبطء من غير عجلة، مما يؤدي الى تقليل التلعثم، والتناوب في الحديث، شجع جميع أفراد عائلتك على الاستماع الجيد والتناوب في الحديث وعدم انتقاد بعضهم البعض.
إن الشعور بالتوتر والاستعجال والضغط الخارجي من أهم ما يزيد من التلعثم ولذا عليك في الأسرة ان تتجنب توجيه الكثير من الأسئلة والمقاطعة أثناء الكلام والاصرار على الطفل في تكرار الكلمة المتلعثمة أو جعل الطفل يعيد الكلام أخيراً، مع تشجيع طفلك على الحديث أمام مجموعة من الناس بالتدرج، مع ضرورة الابتسامة بوجه طفلك وشجعه على الكلام وألا تعاقب طفلك أبداً على التلعثم فهذا لا يحل المشكلة بل يعقدها.

مراكز متخصصة

وأوضحت الموسوي ان الكويت يوجد بها العديد من المراكز العلاجية فهناك مراكز متخصصة لعلاج مشاكل النطق تابعة لوزارة الصحة ويوجد أيضا مراكز متخصصة خاصة تقدم الجلسات الاستشارية والتدريبية لكل من الأطفال المتلعثمين وأولياء أمورهم وهناك برامج تدريبية متخصصة لتأهيل الأطفال لغويا وتدريبهم على الكلام.
وتمنت د.ألطاف الموسوي أن يعلم الناس ان الانسان يرتفع بايمانه وخوفه وتقواه، ويعلو بحفظه لكتاب الله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين»، كما ان الانسان ينال الرتب العالية بعلمه وفضله قال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} (المجادلة: 11).

================

التحصيل الدراسي ودور «المدرسة»!

حول تأثير التلعثم في مستوى التحصيل العلمي للطفل المتلعثم قالت د.الموسوي: انه بالطبع قد يؤثر ويؤدي الى انخفاض مستوى استيعابه وبالتالي تأخره دراسيا عن بقية زملائه ومن الممكن ان يكون أحد اسباب انخفاض المستوى التحصيلي للطالب وخصوصا اذا لم يتعامل مع مشكلة التلعثم بالشكل الصحيح.
واشارت الاستشارية التنموية الى ان دراسة استرالية اظهرت ان مشكلة التلعثم في الكلام عند بعض الأطفال لا تعوق نمو الطفل أو تؤثر في أدائه في المدرسة، بل أنها قد تساعد أيضا في تحسين مهاراته اللغوية.
وهنا يأتي دور المدرسة الذي لا يقل أهمية عن دور الأسرة في تحديد مقابلة مع الأبوين والمعلم والمعالج تتم خلالها مناقشة مشكلة الطفل بصورة واضحة، مع وجوب ان يعامل المعلم الطفل المتلعثم بنفس الطريقة التي يتعامل بها اقرانه، وعلى المعلم وضع أسس يتم من خلالها تحديد طريقة المناقشة داخل القاعات.
واعطاء المدرس الطفل المتلعثم الوقت الكافي قبل ان يبدأ الرد على الأسئلة، وان يشرح المعلم للطفل كيفية القاء الدروس أمام زملائه والتعود عليها بالمنزل.

================

قصص واقعية!

رأت الاستشارية في تنمية الذات د.ألطاف الموسوي ان التلعثم لا يشكل عائقاً في شخصية الرجل فهناك الكثير من الامور الاخرى التي منّ الله بها على صاحب التلعثم الا وهي سعة الصدر وطمأنينة القلب ورحابة الفكر والعقل المتزن وقوة الاحتمال على الشدائد.
وقالت: هناك قصص واقعية عن رفض شاب من قبل فتاة بسبب تلعثمه والعكس صحيح ولكن برأيي ان هناك أموراً الأولى ان ننتبه وندقق عليها عند الزواج مثل الأخلاق والالتزام وتحمل المسؤولية مقارنة بمشكلة التلعثم ويجب ان يكون هناك وعي وتوعية بخصوص مشكلة التلعثم.

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4151 0
خالد العرافة
2017/07/05 4691 0