قالت الباحثة في تربية الموهوبين والتربية الخاصة آمنة الشطي إن الطفل الذي يتأتأ حتى يتفادى سخرية من حوله لابد للوالدين ان يواجها مشكلة التأتأه أو التلعثم عنده مع ضرورة مراجعة الطبيب للتأكد من خلو مناطق السمع والنطق من أي مشكلة عضوية، فإذا ما تم التأكد من السلامة العضوية نحاول معرفة ما اذا كان هناك مشكلة وراثية أم لا، مضيفة أن التلعثم يكون وراثيا في الغالب وهو أمر لم يتوصل البحث الطبي الى علاجه حتى الآن.
وعن الاسباب البيئية والنفسية افادت الشطي بأن تأثير البيئة في كثير من الاحيان اقوى واشد تأثيرا من الاسباب النفسية والعضوية، ويبدأ هذا التأثير بعد السنة الثانية من العمر، بالاضافة الى ان الضغط النفسي يساهم بشكل ما في اظهار تلك العلة.
وأضافت: في بعض الاحيان نرى ان بعض الاهل يجبرون الطفل على الكلام، وهو ما يزال في سن الثانية او الثالثة من عمره، الامر الذي يسبب له اضطرابات في الكلام، كما ان بعض الآباء يأمرون اطفالهم باعادة الكلمة التي قالوها بتلعثم، ويطلبون منهم التحدث ببطء، او يقولون للطفل كن حذرا.
دلال وتشجيع
وأكملت: في اغلب الاحوال فان هذه التعقيبات تجعل الاطفال قلقين، الامر الذي يؤدي الى تلعثمهم بشكل اكبر وهنا تتفاقم المشكلة، ونلاحظ في اوقات كثيرة ان بعض الاطفال يستمرون في استخدام لغتهم الطفولية بسبب الدلال وتشجيع الكبار لهم على هذه اللغة.
وعن الأسباب النفسية أكدت آمنة الشطي أن الجدل العنيف او المستمر بين أفراد الأسرة يعتبر مصدر قلق لكثير من الاطفال، مما يؤدي الى التوتر داخل الاسرة وبالتالي تلعثم الاطفال، ونلاحظ ان خوف الطفل من ان يبدو بطيئا او بليدا، وكذلك خوفه من انتقادات الآخرين يجعله يتوقع انه لن يتكلم بشكل جيد، ويشير بعض علماء التحليل النفسي، الى ان التأتأة عارض عصابي تكمن خلفه رغبات عدوانية مكبوتة، مما يعني ان التأتأة تأجيل مؤقت للعدوان، ويعتقد ان عدم تعبير الطفل عن مشاعر الغضب يعتبر سببا رئيسيا للتعلثم.
وعن أنواع «الجلجلة» قالت: هناك انواع عدة من التلعثم تصيب الاطفال وتختلف باختلاف مراحلهم العمرية فهناك التلعثم النمائي ويكون لدى الذين تتراوح اعمارهم بين 2 – 4 سنوات ويستمر لعدة اشهر.
والتلعثم المعتدل ويظهر في الفئة العمرية من 6 – 8 سنوات، ويمكن ان يستمر مع الطفل لمدة سنتين او ثلاث سنوات.
أما التعلثم الدائم فيظهر لدى الاطفال من عمر 3 – 8 سنوات، ويمكن ان يستمر معهم لفترة، الا اذا عولج بأسلوب فعال.
التلعثم الثانوي تبدو معه تكشيرة في الوجه، حركات الكتفين، تحريك الذراعين او الساقين ورمش العينين او تنفس غير منتظم.
تحسن تلقائي
وعن اساليب المعالجة للتغلب على تلعثم الاطفال قالت الشطي: في الغالب نجد ان نسبة 50 الى %80 من حالات تلعثم الاطفال، تتحسن تلقائيا من دون تدخل خارجي، ويلاحظ ان التحسن يكون اعلى لدى الاناث منه لدى الذكور.
وأردفت: ينبغي عدم اجبار الاطفال على تعلم الكلام، الا اذا كانوا يتقبلونه، فلابد للوالدين من الانتباه لضرورة التكلم الدائم مع طفلهما وهما يرياه وجهيهما وفميهما وليسا معرضين عنه، وعليهما التحدث معه ببطء.
ومن المفيد تعويد الطفل على الكلام البطيء مع الايقاع او الموسيقى، وذلك باستخدام اليدين او آلة موسيقية، وتعويد الطفل على القيام بعملية شهيق وزفير قبل كل جملة، فالتنفس يؤدي الى ابقاء الاوتار الصوتية مفتوحة.
وزادت: كذلك ينبغي خفض القلق تدريجيا عند الطفل، بتجنب ابداء التعليقات عليه حول تلعثمه، مع تقديم المزيد من التقبل والاستحسان عندما ينطق بكلمة بشكل صحيح، ويمكن للأهل استخدام اسلوب الترديد كعلاج سلوكي للمشكلة.
نفخ البالونات
وأردفت: على الأم محاولة تحسين الوضع النفسي للطفل، خاصة اذا كانت التأتأة قد اعقبت صدمات نفسية مثل «موت قريب او حادث»، كما انه يجب على الاهل عدم ارغام الطفل على سرعة الاستجابة، بينما هو في حالة فزع او توتر نفسي او ارغامه على الصمت اذا كان يصرخ.
وقالت: انه في بعض الحالات يمكن اللجوء للتدخل الجراحي، او يمكن اعطاء الطفل بعض العقاقير الطبية المفيدة تحت اشراف الاختصاصي، وعلى الأهل تقوية عضلات النطق لدى الطفل، وذلك بجعله ينفخ الفقاقيع او البالونات.
وختمت: على الاهل ان يشرحوا للمدرسة حتى يتم مراعاة الطفل بحيث لا يؤثر الأمر في نفسيته.