الطفل غانم المعاق حركياً يعتبر نموذجا مشرفا ومفخرة لدولة قطر ، فهو الصامد منذ أن كان على المهد الى أن بلغ الآن الـ 12 من عمره ، وعلى الرغم من إعاقته الحركية التي فوجئت بها الأسرة وهورضيع ، إلا أنه كان سبب سعادة حقيقية لوالدته التي قالت عنه :إن ابتسامة غانم تمنحها القوة وتجعلها تعيش الآن بسعادة كبيرة وتواجه بها كل الصعوبات وتتغلب عليها ، قصة والدة غانم تعتبر قصة نضال في عالم تخشاه أي أسرة ، إلا أن مسيرتها عبر الـ 12 عاما أثبتت من خلالها أن لا وجود للخجل الاجتماعي في حياة أسرة غانم
يجب أن نعترف بأن هناك تطورا كبيرا في مجال ذوي الإعاقة في دولة قطر ، ووعيا أكثر، وعلينا أن نؤكد أن الدولة لم تقصر في شيء حيث إنها لا تألو جهداً في توفير كافة احتياجات هذه الفئة ، وتابعت : سافرت الى دول كثيرة ولم أجد حقوق ذوي الإعاقة متوفرة كما في دولة قطر ونوهت أم غانم بوفرة المراكز المعنية بهذه الفئة والعلاج والتدريب والتأهيل، إلا أنها تعتقد أن القصور يرجع الى الأهل أنفسهم وترى أن هناك طرقا كثيرة لكي يطالب بها المعاق بحقوقه ، وهناك أساليب كثيرة تجعل الآخرين يتعاطفون معه لينال هذه الحقوق وقالت : كنت أعترض خلال محاضرتي التي أوجه فيها رسالتي للأهل ، بأن حقوقنا نقدر نأخذها والدولة لا تقصر في ذلك إلا أن الأساليب تختلف.
وترى أن الإعلام سلاح ذو حدين يمكن أن يجعلك تفتخر بابنك المعاق وتثبت أنه قادر على العطاء ، وفي المقابل يمكن أن يساهم الإعلام في إثارة الشفقة على المعاق لإبراز أن هذا المعاق محتاج وتنقصه الكثير من الأشياء ، وأؤكد أن ابني غانم استطاع أن يصل لقلوب الجميع في قطر من خلال تعزيز الرسالة التي تؤكد قدرة المعاق على العطاء في كل مجالات الحياة، ويكفي مواجهته للمجتمع وهو يبتسم ويتفاعل مع الناس وتقبله الجميع .
ويؤكد غانم لـ الراية أنه من أكثر المتابعين في قطر على الانستجرام ووصل الى 158 ألفا خلال ثلاثة أشهر ، وجميع تداولاته تعكس الفرحة والسعادة والأمل والإصرار والقوة والتحدي ، بعيداً عن الخجل .
ومن خلال رصدنا لتعليقات الانستجرام نجد أن الكل تجمع في حب غانم ، ويرددون له بأنه فخر الخليج وليس فخر لقطر فقط، ويقول غانم : الحمد لله استطعت أن أثبت ذاتي وأقهر الإعاقة بالتفوق الدراسي وحفظ القرآن الكريم ، كما أنني أجيد السباحة بمهارة عالية رغم إعاقتي ، وأمارس تلك الهواية بنادي الغرافة.
ويضيف: كما شاركت في العديد من المعسكرات الرياضية ، ومن نعم الله علي هو التزامي الديني في سن مبكرة ، بالصلاة في مواعيدها وحفظ عدة أجزاء من القرآن الكريم ، وأمارس حياتي بكل ثقة دون خجل من إعاقتي وأذهب الى أي مكان وأجد نظرات الإعجاب في عيون كل المحيطين بي بسبب تفوقي الدراسي والرياضي وشهرتي على مستوى قطر والدول الخليجية والعربية.
وتؤكد والدته أن من أهم المشاكل التي تواجهها أسر ذوي الإعاقة الخجل الاجتماعي ، ويعتبر ذلك شيئا مؤسفا ، وهنا يبرز دور الأسرة في مساعدة نفسها وابنها للتغلب على هذه المشكلة ، وتشجع ذوي الإعاقة للظهور طالما أن الدولة فتحت كل المجالات ، وأشارت الى أن التسهيلات شملت الكثير من المرافق بما فيها الألعاب التي تسمح بالدخول مجاناً للمعاق ، وتابعت: طالما أننا نستطيع أن نطالب بحقوقنا أين هي واجباتنا التي نؤديها للدولة .
وتقول : منذ نعومة أظفاره أعلم “غانم” معنى الولاء والانتماء للوطن الغالي ، وأقول له دوما إن قطر منحتك الكثير ، وأكثر من ما أعطاك والداك ، وفرت لك العلاج ، والتعليم ، فخر قطر فيك ، فما هو دورك لكي ترد لقطر الجميل ، حتى إذا كنت على كرسي متحرك ، والحمد لله أثبت غانم نفسه وتفوق في كل المجالات.
وتضيف: بدأ غانم مشاركاته وظهوره الإعلامي منذ عمر الثمانية أشهر ،حيث استطعت خلال هذه المسيرة المشرفة أن أعزز ثقته بنفسه وعدم خجله ، وعلمته كيف يتغلب على نظرات الآخرين ، وقد استطاع أن يسند نفسه حتى في ممارسته للسباحة ويصر على الغوص داخل المسبح لدرجة أن كثيرا من المرات قفزت داخل المياه خوفاً عليه ، بعد أن اعتقدت أنه غرق ، إلا أنه كان يصر على الغوص في صمود وتحد كبير واستمتاع ، الأمر الذي أثار إعجاب مدربيه .
وقالت إن سر إرادة غانم سببها التشجيع وروح التحدي والإرادة وتشجيع المجتمع ومساندته لنجاحاته دائما .
وينتقد غانم البنية التحتية التي لم تصل مرحلة الكمال بالنسبة للمعاق على الرغم من النداءات المستمرة .
وأشار الى أن الإعاقة الحركية تواجه صعوبات البيئة وعدم توفير المنحدرات بمواصفات صحيحة ، و85% من هذه المنحدرات غير مهيأة للكراسي المتحركة لذوي الإعاقة والمسنين .
وتقول والدته: والدة زوجي أيضاً تجلس على كرسي متحرك كيف لنا أن نحملها لدخول بعض المباني الخدمية غير المهيأة لاستقبال ذوي الإعاقة ، وبالطبع لايمكن أن نحجبها عن الخروج بسبب سوء المنحدرات التي تسببت في سقوط ابنها أكثر من مرة .
وتضيف: من حق المعاق أن يخرج ويرفه عن نفسه ، إلا أن البنية التحتية تعتبر صعوبة أساسية رغم المحاولات التي بدأت ببطء شديد، وما يوجد منها مصمم بطريقة خاطئة تدل على عدم الكفاءة والتخصص لمن أشرف على تصميمه ، ويبدو أنها خصصت لحمل الأغراض وليس الأشخاص، والمشكلة ليست خاصة بذوي الإعاقة فقط، بل بكبار السن أيضاً ، وعن نفسي فإن جدتي وأمي وأم زوجي أهم من عيالي لذلك أحب دائماً أن أخرج بهن.
وأشادت بدعم أكاديمية الكون المدرسة التي يدرس بها غانم وتفوق ، ويرجع ذلك لاهتمام الإدارة والمدرسات، وهم السبب في أن يحب غانم مدرسته ، ودفعوه للتفوق، لدرجة أن غانم الآن أصبح قائدا في الصف وفي المدرسة .
مطلوب توفير مداخل بالمباني لذوي الإعاقة