عبر لغة واقعية تستلهم الحياة بكل تفاصيلها، و تحت رعاية وحضور عميد شئون الطلبة الدكتور عبدالرحيم ذياب، نظمت إدارة الأنشطة الثقافية والفنية ورشة فنية للفنان عبدالإله آل رشيد من ذوي الاعاقة السمعية عرضت فيه أعماله التي تنوعت بين اللوحات التشكيلية والرسم على الصخور والأواني والخشب، والذي اعتمد فيها الفنان على الاسلوب الواقعي الذي يرصد عناصر تشكيلية حية في المجتمع، كما تضمنت أعماله تجارب حياتية مفعمة بالحيوية وفيها العديد من المواضيع ذات العلاقة بالإنسان وبيئته، وذلك في بهو كلية العلوم الاجتماعية بحضور عميد الكلية د.عبدالرضا أسيري، و المدير الاداري في الكلية عبدالعزيز بولند، ومراقب إدارة الأنشطة الثقافية والفنية فهد المطيري، ورئيسة القسم الفني عبير المقلد، وكان ذلك بإشراف المشرفة الفنية شيماء أشكناني.
وفي هذا الصدد قال عميد شئون الطلبة الدكتور عبدالرحيم ذياب إننا حريصون كل الحرص على إشراك ذوي الإعاقة مع جميع أطياف المجتمع الجامعي وذلك إيمانا منا بدورهم الفعال في خدمة وتنمية المجتمع، مؤكدا سعي العمادة المتواصل لتهيئة كافة الأجواء الملائمة لتسهيل الطرق أمام ذوي الإعاقة من أجل تنمية مهاراتهم وتحقيق احلامهم وتطلعاتهم، وإبعاد أي عائق أمامهم قد يعرقل طريقهم نحو التألق والبروز في المجالات المتعددة.
وأكد ذياب أن ذوي الاعاقة لديهم رغبة جامحة نحو التعلم والتعبير عن انفسهم بمختلف الطرق والأساليب لاسيما من خلال الفن التشكيلي، لافتا إلى أن الهدف من ربط الأنشطة الفنية لذوي الاعاقة ليس لتحقيق إنتاج فني فقط بل يعد وسيلة للتعلم واكتساب مهارات وتنمية القدرات العقلية مع تعزيز الشعور عندهم بالإنجاز والرضا والسعادة وهو الهدف الأهم.
وأوضح أن هناك طلبة أصماء بالجامعة تم توفير لهم مترجمين بلغة الإشارة، مبينا ان لغة الإشارة عبارة عن لهجات تختلف من دولة لأخرى وليس لغة واحدة كما يعتقد البعض، مضيفا اننا نتشرف بوجود الفنان عبدالإله آل رشيد بيننا الذي قدم لوحات فنية تجريدية معبرة تحاكي واقع المجتمع الكويتي، وقال أن معرض اليوم هو تحفيز وتحدي له في إثبات نفسه وإطلاق العنان لإبداعاته.
من جانبه، أكد عميد كلية العلوم الاجتماعية د.عبدالرضا أسيري حرص الكلية على دعم كل الأنشطة الفنية والثقافية للفنانين والمبدعين سواء كانوا طلبة من الكلية أو فنانين من خارجها، معربا عن سعادته بحضور هذا المعرض الفني الرائع للفنان المبدع عبدالاله آل رشيد الذي تضمن عددا من اللوحات الفنية الجميلة، مشيدا بقدرات وإبداع الفنان آل رشيد في التعبير عن ذاته من خلال لوحاته الفنية والذي تميز بحس فني مرهف جعله يتجاوز حدود إعاقته ليعبر عن ذاته ورؤيته للأحداث والكون بلغة الالوان والاشكال ويستعين بإبداعاته الفنية لكسر الحواجز بينه وبين المجتمع بعد ان فقد وسائل الاتصال الرئيسية كالسمع والنطق.
وأشاد أسيري بالتعاون القائم بين عمادة شؤون الطلبة وكلية العلوم الاجتماعية، مؤكدا ان دعم هذه الأنشطة يصب في تحقيق رسالة كلية العلوم الاجتماعية.
وبدوره ذكر مراقب إدارة الأنشطة الثقافية والفنية فهد المطيري أن الفن التشكيلي هو أحد لغات التواصل الفكري بين المجتمع وذوي الاعاقة، مشيرا إلى أن الأعمال التي قدمها الفنان عبدالاله آل رشيد تدل على ما يتمتع به من ذائقة فنية وتشكيلية تحاكي الواقع، مشددا على ضرورة دعم هذه الفئة لاسيما وأن مهاراتهم الفنية أصبحت حاضرة في المشاركات العالمية.
وذكر المطيري أن هناك مواهب من ذوي الاعاقة لديهم إبداعات وقدرات فكرية ويمتلكون طاقات كامنة بداخلهم ممكن الاستفادة منها إذا أحسن استثمارها، وقال: نحن في هذه الورشة عملنا على إبراز موهبة من مواهب ذوي الاعاقة لنقلها إلى شريحة من المجتمع الجامعي والأهم من ذلك هو الدعم المعنوي، مبينا ان الهدف من هذه الورش، تنمية قدرات ذوي الاعاقة في التعبير عن الذات دون قيود أو حواجز، مما يعطيهم الثقة بأنفسهم أكثر ويدفعهم نحو الاندماج في المجتمع بشكل اسرع.
وأضاف أن ورشة الفنان عبدالاله آل رشيد هي إحدى خطط القسم الفني لدعم مواهب ذوي الاعاقة لاسيما الصم والبصم، مؤكدا ان رعاية وحضور عميد شئون الطلبة الدكتور عبدالرحيم ذياب وعميد كلية العلوم الاجتماعية الدكتور عبدالرضا أسيري يعتبر وسام على صدورهم و يعطينا الدافع الأكبر للعمل وبذل المزيد من الجهد.
من جانبها، أكدت رئيسة القسم الفني في إدارة الأنشطة الثقافية والفنية عبير المقلد أن ممارسات الفن تدعم التجارب المتواصلة للبيئة، وهي وسيلة لتنشيط اهتمامات الفرد بالبيئة وتوثيق علاقته بها، مضيفة: يمكن أن نلاحظ أهمية هذه الممارسات لأولئك الذين فقدوا بعض وسائل التفاهم الرئيسية تماما، كالصم وضعاف السمع، لكي يتمكنوا من التعبير عن أنفسهم.
وأكدت المقلد أن الإدارة ترحب بجميع الفنانين المبدعين، لافتة الى حرص الإدارة على تنظيم مثل تلك المعارض والورش الفنية لعرض لوحات وإبداعات الفنانين، مشيدة بالأعمال الفنية الرائعة التي نفذها الفنان عبدالاله آل رشيد.
وأوضحت المشرفة الفنية بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت شيماء أشكناني أن الفن التشكيلي يعزز القدرات والحالة الابداعية الموجودة بداخل أصحاب ذوي الاعاقة، مؤكدة ان الفنان عبدالاله آل رشيد يتمتع بحس فني عال ولديه العديد من اللوحات الفنية الرائعة والمتميزة، مشيدة بإمكانياته الفنية والجمالية.
وأضافت: انني حرصت على تنظيم هذه الورشة الفنية بهدف عرض اللوحات الجميلة للفنان المبدع آل رشيد وايضا لإتاحة الفرصة للطلبة والطالبات للاطلاع على تلك الأعمال الفنية الجميلة والاستفادة منها.