تزاحمت الأحداث السياسية، سواء المحلية أو العربية طوال الأسبوع الماضي، فمن الترشيحات النيابية لاستكمال المسيرة الديموقراطية في البلاد إلى الانتخابات المصرية ووقائعها ونتائجها، وكلها أمور تستحق التعليق والكتابة، ولكنني آثرت الابتعاد عن كل ذلك لأشرككم بمتابعة حدث قد لا يتكرر لا في بلدنا ولا محيطنا العربي، وأكاد أزعم حتى الدولي.. وهو يمثل اشراقة من اشـــراقات الكــــويت في هذا الــزمن الصعب.. وتلك هي رحلة الأمل، هذه الرحلة التي حملت على ظهر قارب مجموعة من أبنائنا ذوي الاحتياجات الخاصة – الذهنية برفقة أولياء أمورهم ومجموعة خيرّة من شباب الكويت المتطوع كطاقم بحري وفني وإعلامي لإدارة شؤون الرحلة من قبطان السفينة إلى طاقمها من رجال القوة البحرية الكويتية، جميعهم يبحرون الآن من دولة إلى أخرى ومن ميناء إلى آخر، حاملين تلك الرسالة الإنسانية السامية بحق أبنائنا من هذه الفئات بالفرص المتكافئة في الحياة، وتحت ظل علم الكويت يقف خالد ومشعل يتحديان ويبرهنان للعالم أجمع بأنهما قادران ومبدعان، ولهما الحق ومعهما أقرانهما من ذوي الاحتياجات الخاصة في العيش والرعاية والعمل لخدمة أوطانهم، ويالها من رسالة عظيمة حملها من هم على القارب إلى موانئ العالم الذي غمرهم بحسن الاستقبال والضيافة أينما حلوا، فكان الاحتفال الرسمي والشعبي مبهراً سواء في البحرين أو قطر أو أبو ظبي أو عُمان أو جدة، وهاهم الآن ينتقلون إلى المياه المصرية لعبور قناة السويس إلى الموانئ الأوروبية ترافقهم دعوات الجميع وعناية الرب الكريم.
إنها ليست مجرد رحلة، ولكنها ملحمة كويتية تَمثّل فيها تعاون الجميع بأحسن صورة منذ أن كانت الرحلة فكرة في أذهان أولياء أمور بعض أبنائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى أن أصبحت حقيقة تجوب البحار.. لقد امتد العمل قرابة السنتين بإشراف مجلس الأمناء وأولياء الأمور الذين آمنوا بالقضية، إلى الدعم الشعبي المتمثل بتبرع أشخاص وشركات، إلى جهات رسمية، وبخاصة وزارات الداخلية والدفاع والخارجية والإعلام، وفوق ذلك كله دعم وعطاء وسخاء أمير البلاد، الذي ذلل كثيراً من الصعاب الفنية والمادية، ولا أنسى شباب ومسؤولي القوة البحرية الكويتية وتلفزيون الكويت.. فللجميع الشكر من العزيزين على قلوبنا.
دعواتكم لهم يا أهل الكويت ومتابعتكم لتشجيعهم، حيث تُنقل مقتطفات من رحلتهم على القناة التلفزيونية KUWAIT FEED كما تجدونها على الرابط [url]www.hopekw.org[/url] وعبر وســائل التواصل الاجتماعي: Journeyofhopekw
والله الموفق.
د. موضي عبدالعزيز الحمود