من قال ان الاعاقة عقبة امام الابداع والتفوق، ومن قال ان الاعاقة حاجز امام النجاح فإنه مخطئ خطأ كبيرا، فالاعاقة ليست عائقا بل حافز للتحدي والنجاح، انه شعار الابن طلال عبيد الصمادي الذي يعاني من اعاقة حركية منذ الولادة، لكنها لم تشكل له أي عائق في الحياة، فكان الطالب المتفوق منذ اول سنة دراسية في مدرسة الرجاء حتى الثانوية العامة، حيث حل في المركز الاول ومجموع علاماته ادخله كلية العلوم في جامعة الكويت، واجه بعض العقبات في الدراسة الجامعية ليس لناحية الدراسة، بل تقبل بعض الدكاترة له واخذ حالته في عين الاعتبار، ورغم ذلك حصل على تقدير جيد في السنة الاولى وحاليا يدرس في السنة الثانية وطموحه الانتقال الى كلية الهندسة ودراسة هندسة الكمبيوتر وتكملة دراساته العليا في جامعة هارفرد.
التقينا بطلال عبيد الصمادي لعرض تجربته في الحياة ومواجهته للاعاقة وهزم اعاقته وتفوقه الدراسي، حيث استهل كلامه بالقول: انا فعلا معاق لكنني مكافح، أهوى التحدي وأصر على النجاح، لا التفت الى النظرة السلبية لإعاقتي بل الى انها التحدي لاثبات القدرة على التفوق والنجاح منذ ان ابصرت النور ودخلت المدرسة ورفعت شعار التحدي، واطلق عليه زملاؤه في الدراسة لقب «البرنس»، واكثر ما يزعج طلال نظرة الشفقة من اي شخص كان، فهو لا يحبها، قائلا: انا انسان لي كل الحق في الحلم والتعليم والعمل في الجامعة، واجهت بعض المصاعب لناحية عدم تأهيل الفصول لمن هم في مثل وضعي وتعامل بعض الدكاترة لنا وعدم مراعاتهم لاحتياجاتنا كأشخاص لديهم اعاقة، ومن الناحية الدراسية الحمد لله انا متفوق وان شاء الله سأتابع الدراسة في كلية الهندسة، وأتمنى ان اتشرف بمصافحة والدنا صاحب السمو الأمير، وتقديم اول كتاب اعددته وانا في المرحلة الثانوية علما اني تشرفت بمصافحته اثناء تكريم الطلبة المتفوقين في شهادة الثانوية العامة، وفيما يلي تفاصيل لقائه:
هل تستعرض لنا تجربتك؟
٭ انا شاب صحيح انني معاق لكنني طموح واعشق التحدي، لدي طموحات كثيرة اولها الاثبات للجميع ان المعاق انسان يدرس ويجد ويتفوق ومن حقه ان يحلم ويتعلم ويعمل، منذ سنوات الدراسة الاولى وضعت امامي تحديا بأنه يجب ان اكون من المتفوقين والمنفتحين اجتماعيا، لا يهم انني اسير على كراسي او بواسطة جاهز هذا لا يعني لي انني مختلف عن اقراني، وفعلا تحديت كل الصعوبات وحققت التفوق من السنة الاولى الى التخرج في الثانوية العامة، حيث حللت في المركز الاول وكان لي الشرف ان اقف الى جانب اخواني المتفوقين برعاية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وتكريمنا من سموه كان دافعا لنا للجد والاجتهاد لتحقيق التفوق في الدراسة الجامعية.
كتاب «لا تيأس»
أعددت كتابا خاصا تحت مسمى «لا تيأس»، كيف أتت فكرة التأليف والهدف منها؟
٭ وانا في الثانوية العامة أتت فكرة ان اتحدى الاعاقة الجسدية في الفكر والعقل وعدم الاستسلام لليأس من شعار «لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس»، وقد جلست في الغرفة منفردا مع الكمبيوتر وبدأت البحث وشاهدت الكثير من العلماء والشراء والادباء والمفكرين وروساء دول كانوا يعانوا من اعاقات وثبتوا للعالم جدارتهم وقوتهم ومقدرتهم على العطاء وأردت ان اجمع هذه النماذج في كتاب بالاضافة الى انواع الاعاقات وكيفية التعامل معها والغلب عليها بعد سنة بالتمام خرج كتاب «لا تيأس» الى النور وطلبت من والدي وهو السند الاساسي مع والدتي واخواني ان يتكرم بمساعدتي في طباعة الكتاب، وكان الكتاب الذي بين ايديكم اليوم اول باكورة محاولات الكتابة والاعداد، وقدمتها الى وزارة الاعلام وكان من بين الكتب الاوائل التي حازت اهتمام القراء، وحاليا تروادني افكار حول اعداد كتاب آخر تحت مسمى «اسطورة العالم» وأتمنى ان انجزه خلال فترة قريبة.
ماذا عن الدراسة الجامعية؟ هل من عقبات تواجهك؟
٭ الحمد الله من حيث الدراسة لا أواجه أي عقبة ونتائج الاختبارات تشهد على ذلك، ولكن من ناحية تأهيل الفصول وطريقة تعامل بعض الدكاترة وعدم مراعاتهم لأوضاعنا، كان بعضهم يقولون لنا لا مكان لأمثالكم في الجامعة، ونحن نقول لهم اننا نصر على الدراسة والنجاح ولا نطلب التهاون معنا في الاختبارات وعاملوني مثل كل الطلبة وليكن التقييم وفق الاختبارات لا وفق الالتزام بمواعيد الحضور، نحن لنا وضع خاص ويتطلب وقتا اضافيا ، وانا والحمد لله متفوق في جميع المواد العلمية الاساسية وعلاماتي بين A ،B في جميع المواد واني من المتفوقين، وان شاء الله سوف اتابع الدراسة في كلية الهندسة واثبت لكل من حاول احباطي انني اعشق التحدي وسأنجح ان شاء الله.
لا خدمات للمعاقين
ماذا عن الخدمات التي تقدمها الجامعة للمعاقين؟
٭ لا يوجد اي اهتمام ملاحظ بالمعاقين، نحن في كلية العلوم فقط اثنان انا وزميلة لي، وهناك غياب لأي نوع من الخدمات التي تساعد المعاقين وبعض الدكاترة وتصرفاتهم كانهم يقولون لنا لا مكان لكم هنا، وهذا الامر محبط في بعض الاحيان لكن تحدينا مستمر للنجاح.
هيئة المعاقين ترسل الطلبة المتفوقين للدراسة في جامعة في الخارج وانت قلت حلمي الدراسة في جامعة هارفارد، فلم لا تسافر؟
٭ حقيقة بالنسبة لي فقد وافقت الهيئة على ابتعاثي لاستكمال الدراسة في الخارج ولكن وضعي يحتاج الى وجود مرافق معي، وهذا غير متوافر حاليا، والهيئة مشكورة ترفع كتبا تطالب فيها باعتماد مرافق مع الطلبة المبتعثين للدراسة في الخارج واذا تمت الموافقة بالتأكيد لن اتردد في الذهاب الى احدى الجامعات الخارجية لاستكمال الدراسة لأنهم دون ادنى شك يراعون اوضاع المعاقين ويوفرون كل الخدمات التي تساعد المعاق في الدراسة.
شكراً للكويت
ماذا تقول لوالديك واخوانك من المعاقين؟
٭ اولا اقول لأمي وابي انتما تاج على راسي لولا دعمكم ووقوفكم الى جانبي ومساندتي لما حققت التفوق الذي حققته وان شاء الله اصل الى ما تطمحان اليه والشكر لام الجميع الكويت وقيادتها على دعمهم المتواصل لأبنائهم المعاقين فبفضل هذا الدعم بعد فضل رب العالمين استطاع معاقو الكويت تحقيق الكثير من الانجازات على مستوى العالم في شتى المجالات، ولاخواني المعاقين اقول لا تسمحوا لاحد بأن يحبط هممكم، انتم اقوياء في مواجهتكم التحدي والنجاح، توكلوا على الله وجدوا واجتهدوا وستصلون بإذن الله.
[IMG]http://im88.gulfup.com/sBK36j.jpg[/IMG]
تكريم من صاحب السمو الأمير للمتفوق طلال الصمادي
[IMG]http://im88.gulfup.com/3PFUu0.jpg[/IMG]
درع تكريمية لطلال الصمادي من عمادة شؤون الطلبة