اعتبر بحث أن التدخل المبكر في تأهيل الأطفال ذوي الإعاقة له مردود كبير في عمليات النمو لديهم، مما يعود عليهم بالفائدة في تجاوز كثير من المشكلات الناتجة عن إعاقتهم.
وسلط البحث الذي قامت به مجموعة من طالبات جامعة الأميرة نورة، الضوء على عملية التدخل المبكر عند الأطفال المصابين بإعاقات معينة دون سن السادسة من العمر، وجاء في البحث المقدم للجامعة تعريف للتدخل المبكر بأنه خدمات متنوعة طبية واجتماعية وتربوية ونفسية تقدم للأطفال دون سن السادسة الذين يعانون من إعاقة أو تأخر نمائي أو الذين لديهم قابلية للتأخر أو الإعاقة.
ويستهدف التدخل المبكر الأطفال الذين يعانون من تأخر نمائي أو الأطفال الذين تتدهور حالتهم المرضية إلى تأخر نمائي أو الأطفال الذين هم في حالة خطر من معاناتهم من التأخر النمائي إذا لم تقدم لهم برامج التدخل المبكر المناسبة لحالاتهم كل على حدة.
وتتعدد برامج التدخل المبكر التي تعنى بتقديم خدمات لفئة إعاقة محددة كالإعاقة البصرية أو السمعية مثلاً والبرامج غير الفئوية التي تقدم خدمات لأي طفل كان مهما كانت إعاقته، ويتم ذلك عبر عدة إجراءات منها الكشف الشامل أو الكشف واسع النطاق من خلال استخدام طرق معينة منها الكشف العام لتحديد نوع الكشف وطريقته التي سيتم إجراؤها، وإحالة الطفل الذي تبين بالكشف أنه يعاني من ضعف حسي أو تعلمي.
وذكرت الطالبات الجوهرة القحطاني وأفنان السلمان وغدير العتيبي ورزان العنزي ونهى الشهري وسارة الشهري، أن للتدخل المبكر عددا من الفوائد منها، زيادة مستوى الإنتاجية الاقتصادية، وخفض التكلفة، والحد من عدم تساوي الفرص الاجتماعية والاقتصادية، وترسيخ القيم وإفادة المجتمع والأسرة.
وأضافت الطالبات أن التدخل المبكر مجال عملي يستند إلى معرفة علمية بنمو الأطفال من جهة وبالسمات العامة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من جهة أخرى، كما تقوم على تكامل خدمات طبية وتربوية ونفسية واجتماعية من أجل الكشف المبكر عن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وإيجاد بيئة أفضل لتسهيل عمليه نموهم، ويقوم على هذه الخدمات مختصون مؤهلون للعمل مع تلك الفئة.
وهو ما يشاهد أخيرا بعد أن بدأ في السنوات الأخيرة ظهور مهنيين متخصصين في هذا المجال، كما بدأت المعاهد والجامعات في تطوير برامج أكاديمية لإعداد أولئك المختصين، ويتطلب العمل في هذا المجال أيضا توافر أدوات قياس مقننة وتطوير مقاييس تشخيصية ومناهج تطبيقية.
واتضح أنه بمراجعة مبادئ التدخل المبكر وللوصول إلى برنامج فعال للتدخل المبكر، يتطلب ذلك توفير موارد مالية وبشرية ذات كلفة عالية، وتوصلت الطالبات إلى نتيجة مفادها أن يكون للنساء النصيب الأوفر في العمل ببرامج التدخل المبكر، حيث إنهن أصلح لمعاملة الأطفال في مثل هذا العمر، بالإضافة إلى أن فعالية البرامج والخدمات المقدمة للأطفال تزداد كلما قدمت في وقت مبكر.
ولا تقتصر برامج التدخل المبكر في التعامل مع الأطفال فقط بل يجب أن تشمل أسرهم حتى تكون الاستفادة كاملة، ولا بد أن يشتمل البرنامج الذي يسعى لخدمة الطفل على مجموعة متنوعة من الخدمات تتناسب مع تنوع حاجات الأطفال وأسرهم وتصميم خدمات التدخل بحيث تكون جزءاً أساسياً من أنشطة الحياة اليومية للطفل وأسرته، وبعض هذه الخدمات تتطلب معرفة علمية ذات طبيعة تخصصية، وعليه فإن برنامج التدخل المبكر الناجح يجب أن يعمل على بناء شراكة مستمرة مع أسرة الطفل واحترام احتياجاتها وإمكاناتها في الوقت نفسه الذي يقدم فيه العون لهذه الأسرة للتغلب على أية مصاعب تكيفية قد تواجهها في التعامل مع احتياجات طفلها. ولا يمكن تحقيق المشاركة المشار إليها إلا من خلال العمل على رفع درجة دافعية الأسرة وإيمانها بحق وإمكانات طفلها في النمو وتعزيز مثابرتها على العمل مع هذا الطفل ومساندة التدخلات العلاجية والتربوية المقدمة له من قبل برنامج التدخل المبكر.