يعبر العمل التطوعى عن شعور الإنسان بالآخر – أيا كان هذا الأخر- وهذا ما فعله «كفيف» استطاع قيادة مجموعة من الشباب المصريين – تعدى عددهم 1750 – لمساعدة ذوى الإعاقة البصرية على قراءة الكتب المختلفة من خلال تحويلها من ورقية إلى مسموعة فى مشروع ضخم قد يتعدى 120 ألف كتاب.
وحول هذا العمل يقول محمد أبو طالب – كفيف ومدير المشروع ومختص المونتاج والهندسة الصوتية للكتب المسموعة – إن مشروع الكتب الصوتية هو مشروع تابع لموقع متخصص في الكتب عبر الإنترنت إعمالا لمبدأ الإتاحة المعرفية حق للجميع، ويخدم أكثر من 3 ملايين كفيف مصرى وأضعاف هذا الرقم فى العالم العربى، ويهدف إلى توفير أكبر محتوى عربي مسموع من الكتب الصوتية على الإنترنت في جميع المجالات كأكبر مكتبة عربية تتاح لخدمة المكفوفين. ويضيف أبوطالب: انطلاقا من مبدأ الإتاحة المعرفية حق للجميع جاءت فكرة مشروع الكتب الصوتية للمكفوفين من القائمين على موقع الكتب دوت كوم، والذي سينطلق خلال الأيام المقبلة لتوفير محتوى عربي للقراء العرب، ومن أهم ما تم طرحه هو أنه من حق المكفوفين كفئة من ذوى الإعاقة أنها تطلع على الكتب وخصوصا أن الصيغة الإلكترونية التي ستتاح بها هذه الكتب غير متوافقة مع قارئات الشاشة الخاصة بالمكفوفين فكان حتميا إيجاد حلول بديلة وسريعة لكي تكون الكتب متوافقة مع فئة المكفوفين فكان من هنا إقتراح أن تكون تلك الكتب على شكل مسموع، وبدأت حملة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لدعوة متطوعين ممن يرغبون في تسجيل الكتب بأصواتهم وتم عقد ورشة عمل لعدد منهم عن كيفية التسجيل الصوتي باستخدام أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الذكية، وأيضا تم عقد تلك الورشة بالقاهرة وقمت خلالها بتدريب 19 متطوعا كبداية، وتم وضع إستراتيجية عمل معتمدة للعمل من خلال الإنترنت بحيث تم تصميم قاعدة بيانات لحصر المتطوعين والمجالات التي يحبون أن يقرؤوا فيها وبريدهم الإلكتروني لكي يتم إرسال الكتب المراد تسجيلها لهم حسب قاعدة البيانات هذه ويقوم المتطوع بإتباع خطوات التسجيل الصوتي الصحيحة ليخرج الكتاب في أفضل صورة وكأن المتطوع هو عين الشخص الكفيف في قراءة الكتاب ثم يقوم المتطوع أيضا بوضع ملفات التسجيل على أحد مواقع التخزين ويقوم بإرسال روابط هذه الملفات ويتم تجميعها، وأقوم أنا بعدها بعملية المونتاج والهندسة الصوتية للكتاب الصوتي حتى يكون جاهزا للاستماع له ويتم وضعه على الموقع الإلكتروني عبر الإنترنت بعد ذلك، يعمل بهذا المشروع حتى الآن أكثر من 1750 متطوعا ومتطوعة ويعمل بالفريق الإداري 19 متطوعا ومتطوعة وكل هذا لتحقيق هدف أسمى وهو أن من حق الكفيف أن يقرأ مثله مثل أى شخص فى مصر.