خلل بعض أعضاء النطق وعلاقته باضطرابات الكلام عند الأطفال

النطق عبارة عن نمط معيّن من الأوامر الحركية فى الدماغ، بالإضافة إلى التمييز السمعى للأصوات المنطوقة والنماذج البصرية للعديد من أصوات الكلام المنتج ضمن جهاز النطق والذى يتكون من فك، لسان، شفاه، تنفس، حنجرة وأحبال صوتية، وأى خلل فى تلك الجوانب يؤدى إلى اضطراب النطق.
تقول الدكتورة ولاء كرم أستاذ برامج التربية الخاصة إن هناك عدة أنواع لخلل أعضاء النطق لدى الأطفال ضعاف السمع فمنها ما يعود إلى الإعاقة السمعية ومنها ما يعود إلى العيوب الخلقية والإصابات أثناء الحوادث، وقد يكون الخلل فى اللسان أو الفك أو الحلق والشفاه أو تشوه الأسنان والتنفس، ويمكن عرضها كما يلى:
1- خلل اللسان:
قد تنتج اضطرابات النطق لدى الكثير من الأطفال المعاقين سمعياً بسبب ضعف مرونة اللسان الناتجة عن الإعاقة السمعية، كما قد تؤدى زيادة الروابط اللحمية التى تربط اللسان بالفك السفلى إلى إعاقة حركة اللسان وبالتالى ينتج عن ذلك اضطرابات فى النطق.
وهناك مجموعة من المشكلات التى تحدث للسان، مما يؤدى إلى اضطرابات النطق وهى كما يلى:
– اختلاف حجم اللسان: يمكن أن يؤدى إلى اضطرابات النطق، فقد يكون حجم اللسان صغيراً جداً، أو كبيراً جداً مما يعوق عملية تشكيل أصوات الكلام.
– أورام اللسان: فأى تضخم غير عادى للسان يعوق سهولة حركته، وتكون النتيجة عموماً هى ضخامة الصوت وخشونته وعدم وضوحه، وتتأثر تبعاً لذلك الأصوات التى تحتاج لطرف اللسان فى نطقها، حيث يكون من الصعب على الشخص نطقها.
– اندفاع اللسان: ففى تلك الحالة يحدث اندفاع للثقل الأمامى من اللسان اتجاه الأسنان العليا والقواطع أثناء البلع، مما يؤدى إلى تشويه بعض الأصوات فهناك أطفال يركزون على الحركة الأمامية للسان فيؤثر على البلع وكذلك النطق.
2- خلل الفك:
تؤدى حركة الفك المفرطة الناتجة عن الإعاقة السمعية إلى اضطرابات النطق لدى الأطفال المعاقين سمعياً, والفك يشكل دوراً فى عملية إطباق الأسنان بصورة كاملة، ولذا فإن حركة الفكين تتحكم فى التجويف الفم، ومن ثم تتمكن أعضاء النطق من أداء عملها عند إنتاج الأصوات، ولذا فأى خلل فى الفكين سوف يؤثر تأثيراً واضحاً على وضوح الصوت وجودته، ومن بين الاضطرابات التى تصيب الفكين.
– بروز أحد الفكين عن الآخر مما قد يؤدى إلى حدوث خلل فى عملية إطباق الأسنان، فقد يتقدم الفك السفلى على العلوى والعكس.
– عدم القدرة على التحكم فى حركة الفك وخاصة السفلى.
3- خلل الحلق والشفاه:
يوجد لدى بعض الأطفال خلل غير عادى فى الأعضاء الخاصة بالنطق، مثل وجود ثقب فى سقف الفم أو شق فى الشفاه، وهذه أمور يمكن معالجتها جراحياً، ويحدث شق الحلق أو الشق الخلفى فى سقف الحلق بسبب إخفاق عظام الرأس فى الالتحام على نحو سليم بسبب خلل فى النمو قبل الولادة، وإن لم يعالج هذا العيب جراحياً فى الشهور الأولى من الميلاد فإن الطفل يعانى من عيب خلقى.
ويوجد على الأقل 50% من أطفال ذوى الحلق المشقوق يحتاجون خدمات أخصائى أمراض لغة ونطق لتحسين فصاحتهم أو تطوير الأصوات خاصة بعد إجراء عملية شق سقف الحلق، والشفتان عضوان مهمان فى عملية الـتأثير على صفة الصوت ونوعه، وذلك لما يتمتعان به من مرونة تمكنهما من اتخاذ أوضاع وأشكال مختلفة من الانفراج والإغلاق لفتحة الفم، ولاستدارة والانبساط والانطباق، وفى الغالب فإن الإصابة بشق الشفاه يؤدى إلى عدم احتباس الهواء عند نطق الحروف الاحتباسية كالصوت (ب)، كما يصعب على الفرد نطق الأصوات التى تشترك فيها الشفتان مثل (ر.م.ف).
4- خلل التنفس وتشوه الأسنان:
يمكن أن تنتج اضطرابات النطق لدى الأطفال المعاقين سمعياً، بسبب عدم التحكم بدرجة كافية فى التنفس أثناء نطق مخارج أصوات الحروف.
إن وجود ضعف شديد بعظام الفك العلوى قد يؤخر عملية نمو الأسنان أو تشويه شكلها، كما يعوق حركة اللسان، وقد يحتاج الطفل هنا إلى عملية تقويم تتضمن وضع دعامات للأسنان بالفك السفلى، مما قد يؤثر فى حركة اللسان مرة أخرى ومن ثم يؤدى إلى مزيد من اضطرابات النطق.
وعلى ذلك فإن الطفل ضعيف السمع قد يعانى من خلل فى أعضاء النطق سواء اللسان أو الفك أو الحلق والشفاه أو التنفس وتشوه الأسنان، وقد ينتج هذا الخلل من عيوب خلقية أو حوادث أو إعاقات سمعية، وتهتم الدراسة الحالية بالخلل فى أعضاء النطق الناتج عن ضعف السمع والذى يؤدى بدوره إلى اضطرابات فى النطق.