[B]
شاركت مجموعة من طلاب مدرسة الأمل للصم التابعة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في بينالي الشارقة العاشر من خلال ورشة فنية تحت عنوان (من أنا) استمرت من 8 ولغاية 12 مايو 2011 أشرفت عليها الأستاذة مايا أحمد من مؤسسة الشارقة للفنون.
اشتملت الورشة على عدة مراحل مبطنة بأهداف محددة لتعزيز وتنمية الاحاسيس الفنية والإبداعية، الحركية والمجتمعية لدى الطلبة. ففي اليوم الأول تم جمع الطلاب و تعريفهم بالفرق بين الفن التقليدي والفن الحديث ومن ثم تقديم مفهوم البينالي بطريقة مبسطة وذلك من أجل التحضير للزيارة وتطبيق الافكار المميزة من خلال رؤية الصم للعالم من حولهم في زمن تغلبه الصراعات والحروب على السلطة والمال.
تلا ذلك زيارة للبينالي حيث اطلع الطلبة على طبيعة الأنشطة التي يتم تنظيمها في البينالي ومناقشة الأفكار التي بنى عليها الفنانون المشاركون أعمالهم بالإضافة الى شرح واف عن التقنيات والأدوات الفنية التي استخدمت في اتمام الأعمال.
وقد ابدى الطلاب الصم تفاعلا مسرحيا وحركيا كبيرا مع العمل الرابح للفنان الباكستاني عمران قرشي حيث جسدوا بعفوية المأساة الإنسانية التي جسدها في عمله الفني المستوحى من تفجير ارهابي وقع في قريته بإسلام أباد منذ عدة سنوات. كما تفاعلوا مع العمل الساخر لعدد من الفنانين الصغار وكذلك مع عمل للفنانة آنا بيجوجيان حيث استعمل الطلبة كاميراتهم الشخصية لتصوير أنفسهم وأصدقائهم بطرق مبتكرة من أجل ادماج تلك الصور في المرحلة الأخيرة من العمل.
وقد رأت الأستاذة مايا أحمد أن هذا التفاعل هو من أبرز الأدلة على أن الصم يتمتعون بنسبة عالية من الإدراك الحسي والإبداع الفني الذي سيمكنهم من الإندماج بالنشاطات المجتمعية والفنية مبينة أن الفائدة لم تقتصر على الطلبة وحسب بل شملت معلمي التربية الفنية الذين استفادوا بدورهم واطلعوا على التجارب الجديدة في هذا المجال.
ومع نهاية الورشة التي شارك بها الطلبة الصم قاموا بتقديم عرض بوربوينت عن أعمالهم الفنية الشخصية التي استعملوا فيها القصاصات الورقية، الوان الأكريليك والألوان الخشبية وقاموا بمناقشة تجربة مشاركتهم في البينالي مع عدد من طلبة المدارس والجامعات ومنها الجامعة الأميركية في الشارقة من خلال فعالية (حوار8 ( حيث قدمت الترجمة من لغة الإشارة وإليها وقد كان تفاعل الحضور مع هذه التجربة إيجابياً جداً.
من جانبه أوضح طالب مدرسة الأمل للصم عبد السلام زغرب أنه قبل تجربة البينالي لم يكن يهوى الفن ودراسته أما بعد هذه التجربة الغنية فقد تكونت لديه أفكار جديدة وإمكانية استخدام تقنيات وأدوات خارج النطاق التقليدي وبالتالي فإن الفن بالنسبة له أصبح أمراً ممتعاً وسيعمل على تطويره باستمرار.
[/B]