أكدت رئيسة مؤسسة الرحمة للتنمية الانسانية باليمن رقية الحجري والملقبة بأم الايتام ورائدة العمل الخيري التي تزور الكويت للتعريف بمشاريعها في المؤسسة ان المؤسسة كانت مجرد فكرة ومجرد حلم حتى تحقق عن طريق أحد المتبرعين الذي تبرع بنصف ماله وهو الشيخ احمد المنصري، حيث أهدانا ثلاثة مبان سكنية تضم الآن مئات اليتيمات.
جاء ذلك خلال لقائها مع نساء العمل الخيري والتطوعي في فندق الشيراتون، مشيرة الى اهمية السعي الى تحقيق حياة كريمة وطفولة آمنة للايتام واهمية توفير المأوى الآمن لهم وخصوصا الفتيات، وتأهيلهم وتنمية مهاراتهم وتعزيز قدراتهم، لافتة الى ان المؤسسة تقدم خدماتها الداخلية من خلال استقبال الحالات ورعايتها تربويا وتعليميا وتأهيليا وصحيا ونفسيا الى جانب خدماتها الخارجية التي تشمل صرف المخصصات المالية الشهرية وتوزيع المواد الغذائية وكسوة العيد ولحوم الاضاحي والهدايا والمساعدات العلاجية الطارئة.
ولفتت الحجري الى ان المؤسسة توفر المأوى الآمن للايتام وتنظم لهم برامج التربية والتدريب بهدف إعادة دمجهم في المجتمع وتوفير الحياة الكريمة لهم، وايضا المساهمة في حفظ اليتيمات من التسول وايجاد مكان آمن لاحتضانهن بعيدا عن التشرد والضياع وهن احدى الفئات المهمة في المجتمع والتي أمرنا ديننا الاسلامي بالوقوف بجانبها وقفة ايجابية فاعلة، مؤكدة اهمية السعي الى تحقيق حياة كريمة وطفولة آمنة للايتام، مشيرة الى ان مشروع الطفولة الآمنة للفتيات في تعز هو أول مشروع للطفولة الآمنة في اليمن.
لافتة الى ان هناك 650 ألف يتيم، بينهم 50 ألف يتيم، الأم والأب تكفلهما المؤسسة.
وتحدثت الحجري عن أهداف مؤسسة الرحمة التي تعمل على تحقيق مبدأ الطفولة الآمنة وتقديم الرعاية الشاملة لليتيمات والأيتام والإسهام في التخفيف من نسبة الانحراف والبطالة وتأثيراتها في المجتمع مع توعية أفراد المجتمع بدورهم ومسؤوليتهم نحو الفئات المستهدفة وتقديم خدمات الرعاية الشاملة للأيتام.
خدمات مقدمة للأيتام
وحول الخدمات المقدمة في مؤسسة الرحمة، بينت الحجري ان هناك جملة من الخدمات في العمل الإنساني ورعاية الطفولة تتمثل في دور إيواء ورعاية اليتيمات والأيتام والمراكز التدريبية والتأهيلية، حيث تهتم المؤسسة بالتنمية الإنسانية بشكل عام، وتولي فئة اليتيمات والأيتام من مختلف المحافظات اليمنية ممن فقدوا أمان البيت ودفء الأسرة اهتماما خاصا عن طريق توفير المأوى الآمن بكل احتياجاته من غذاء وملبس ورعاية تربوية وصحية، اضافة الى إلحاقهم بمدارس نموذجية وإقامة برامج تربوية وتدريبية ليصبحوا معتمدين على أنفسهم وإيجابيين في مجتمعهم.
وقالت الحجري: ان قيمنا تقوم على الرحمة والإنسانية والصبر والحلم والعمل بروح الفريق الواحد والعمل التطوعي والتضحية والعمل على توفير البنية التحتية للمساعدة في تقديم خدمات الرعاية الشاملة للأيتام وتنمية موارد المؤسسة عن طريق الحصول على الهبات والإعانات المحلية والدولية لدعم المؤسسة وأنشطتها الثقافية والصحية والتعليمية والتأهيلية ولتسيير الأعمال وفقا لأحكام القانون.
وعن طموح المؤسسة، قالت الحجري: ان طموحاتنا تنحصر في مشروع دار استقبال الحالات الإنسانية الطارئة (إيواء مؤقت) ومشروع افتتاح دور أخرى في محافظات الجمهورية، لافتة الى ان المؤسسة قامت بتزويج 16 بنتا من خريجاتها، وان 5 بنات تخرجن في الجامعة من اللاتي تمت تربيتهن بالمؤسسة وهن أطفال. وأضافت ان المؤسسة تضم مئات اليتيمات في السكن منهن 440 يتيمة في السكن الداخلي و650 ترعاهن أسر خارج المؤسسة، وان مؤسسة الرحمة هي المؤسسة الوحيدة التي تعلم أيتامها في المدارس الخاصة بعد إقناع مالك المدرسة بالتكفل بمصاريف اليتيم بدلا من دفع الزكاة للغير لأن المدارس الخاصة أفضل لحياة اليتيم.
وأشارت الحجري الى ان التعامل في المؤسسة يتم عن طريق الأنظمة الأسرية وليس نظام الملاجئ، حيث تعتمد اليتيمات على انفسهن وممارسة حياتهن العملية في مجال الطبخ والتطريز والنظام والترتيب كأنهن في بيوتهن، كما نشغل اوقاتهن بالانشطة الرياضية والترفيهية، ونقوم بعمل تقرير اسبوعي لليتيمات في مجال الدراسة والادب والنظام عن طريق مدربات ثم قياس اثر ذلك في تطورهن، ولذا فنحن في تنافس للرقي بالمشروع عن طريق الانظمة الادارية خاصة بعد حصولنا على شهادة الايزو، ولاهمية الرقي بمستوى اليتيمات وتسخير قدرتهن العقلية لخدمة مجتمعهن لكي نرتقي بهؤلاء الفتيات ونحن في مجتمع اسلامي تكافلي، وكثير من الآيات والاحاديث تحثنا على رعاية الايتام، وتحقيق حياة كريمة لهم.
لافتة الى ان العمل التطوعي ضعيف في مجتمعاتنا ويحتاج الى جهد اكثر خاصة في التربية.
أول دار لليتيمات
من جابنها تحدثت مسؤولة فريق مزن الكويتي التطوعي عادلة الجار الله عن مؤسسة الرحمة وقالت انها مؤسسة اهلية اقيمت تحت اشراف وزارة الشؤون اليمنية وتعتبر اول دار لليتيمات في اليمن.
وتم عرض فيلم لايتام اليمن يحكي قصصا مؤثرة وحقيقية من الايتام المكفولين لعدد 680 طفلا تكفلهم مؤسسة الرحمة كما عرضت الجار الله مقاطع فيديو تبين المأساة التي يعيشها الاطفال قبل انتقالهم الى المؤسسة بعنوان «من حقي ان اعيش» وهي عبارة عن قصة حقيقية لثلاث بنات وطفل توفي ابوهم ثم اصيبت امهم بحالة نفسية قتلت فيها ابنها الطفل واحتضنت المؤسسة البنات الثلاث.
وتناولت الجارالله كثيرا من القصص لايتام المؤسسة عن طريق العرض التلفزيوني وحثت الحضور على التفاعل مع هذه المؤسسة معنويا وماديا.
لقطات
٭ قالت مستشار رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية شذا المشري في مداخلة: لقد زرت مؤسسة الرحمة في اليمن وعشت مع الأيتام هناك، وأكثر ما لفت نظري الاستقرار النفسي وابتسامة اليتيم التي لا تفارق محياه، وكأنني أزور أسرة متكاملة، رأيت كل بنت تقوم بدورها، قمة في التنسيق والنظام، هناك من تقوم بالتنظيف وأخرى بالطهي وأخرى بالترتيب، مشيرة الى ان شعب اليمن يعشق الشعب الكويتي بما قدمته الكويت من مشاريع تنموية هناك.
٭ تساءل سالم عميران وهو يمني يعيش في الكويت: لماذا لا تقام في حضرموت مؤسسة أو فرع كما في تعز وقال: ربما الظروف السياسية تعوق ذلك، ولكن نتمنى أن يشمل جميع أنحاء اليمن.
٭ قالت د.سهام الخترش ما تسمعونه وما تشاهدونه أقل بكثير من المعاناة التي يعيشها فقراء وأيتام اليمن، فبكل إمكانيات الكويت لم نصل الى 80% من المساعدات، وذلك لشدة الفقر والعادات الاجتماعية القاسية وقصص الرعب التي يعيشها أيتام اليمن، فكل فلس يدفع لهؤلاء الأيتام حلال لهم وهي مسؤولية كل مسلم.
يوسف عبدالرحمن: نحتاج إلى إعلام جديد وخطاب يربط الكافل باليتيم
في مداخلة لمستشار الإدارة العامة الزميل يوسف عبدالرحمن قال: أرحب بالأستاذة رقية عبدالله الحجري وأعتبرها بحق أم أيتام اليمن لجهودها وأنقل لكم تحيات وتقدير أسرة جريدة «الأنباء» لأدواركم التطوعية وعلى رأسهم الاستاذ يوسف خالد المرزوق.وقد كتبت في 2012 مقالا مطولا بعنوان «أما أيتام اليمن فلا بواكي لهم» وأنا اليوم أعد الاستاذة رقية بإعادة الكتابة ملتزما بالتفاؤل الذي وصلني منها اليوم، وما شاهدناه من أفلام وان كانت المادة والمحتوى صعبا إلا اننا نتفاءل مثلها بقادمات الأيام.
وأيضا هذه فرصة نترحم وندعو لمن علمونا هذا العمل التطوعي مثل العم عبدالله المطوع ود.عبدالرحمن السميط وشيخنا نادر النوري رحمهم الله جميعا، وندعو للعم يوسف الحجي ـ شفاه الله ـ الذي يعالج في ألمانيا حاليا ادعوا له جزاكم الله خيرا.
ايضا لا بد من شكر الهيئة الخيرية وجمعية الإصلاح وجمعية احياء التراث الاسلامي وجمعية العون المباشر وجمعية عبدالله النوري وجمعية النجاة الخيرية والجمعية الكويتية المشتركة للإغاثة على أدوارهم في احتضان الأيتام وهو عمل رائد ومنظم في الكويت.
أتصور اننا اليوم بحاجة الى إعلام جديد وخطاب يربط الكافل باليتيم في زمن ثورة المعلومات، بالفعل نحب ان نرى مشروعا طموحا يحقق لنا وجود أجهزة الاتصال الحديثة بيد اليتيم لكي يتواصل مع كفيله وهذا ينمي العلاقة الثنائية بينهما، أرجو ان نلتفت الى أهمية هذا الأمر بدل التقارير السنوية القديمة، وشكرا للجميع.
الغانم: جهود واضحة لـ«عطاء»
قالت عضو فريق عطاء للجنة الكويتية ليلى الغانم: ان مؤسسة الرحمة من اكبر المؤسسات في اليمن التي تقوم على خدمة شريحة من اهم شرائح المجتمع وهم الاطفال والايتام. وقد تبرع امس فاعل خير بكفالة 40 يتيما وفاعلة خير بكفالة 10 ايتام واخرى تبرعت بكفالة 20 يتيما وأخرى بكفالة 5 ايتام، واكثر ما اسعدني تبرع ثلاثة اطفال كويتيين كل واحد منهم يكفل يتيما يمنيا.
وعن فريق عطاء، قالت الغانم: انه مكون من 10 نساء كويتيات متطوعات من اجل تقديم الخير والمساعدات، ولنا فروع في سورية، وفرع آخر في اليمن، وقد تأسست «عطاء» عن طريق مجموعة من سيدات المجتمع من الاهل والاصحاب، وعملنا في خيام اللاجئين على حدود سورية وتركيا.
اما في اليمن فيقوم فريق عطاء بمساعدة مؤسسة الرحمة ومؤسسة امان للمكفوفين في اليمن، ونعمل مع جمعية العون المباشر، حيث تم اجراء 1300 عملية للمياه البيضاء المنتشرة في اليمن بسبب تلوت مياه الشرب.
«الأيتام» ملف جاذب
بحكم عملي الخيري المتواصل استطيع ان اقول بكل صدق: ان ملف الايتام في كل جمعياتنا الخيرية ولجان الزكوات وجهات الاهتمام هو ملف جاذب، ولا يحتاج الى الجهد المكثف لإقناع المتبرع، لان كل مسلم من المواطنين والمقيمين يريد ان يكون بصحبة الرسول صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، غير ان المطلوب اليوم هو ان يؤمن اصحاب القرار في هذه المؤسسات الخيرية بجدوى الصرف المالي على هذا الجانب الحيوي، لان الإعلام يصنع لنا المعجزات، وايضا وجوب ضرورة تغيير النمط السائد من تقرير سنوي الى تواصل مباشر، مع وجود اجهزة الاتصال من ايفون وجلاكسي، وايباد وغيرها.
ما احوج الايتام في العالم الى جهدنا الخيري المؤسسي، فهناك عشرات الايتام في سورية، ومصر، وتونس، وليبيا، واليمن، واريتريا، وبورما، وفلسطين، وبلدان الاقليات المسلمة، لقد تعلمنا من اخلاق ابائنا واجدادنا ضرورة احتضان اليتيم ودعمه وعدم قهره، هذه هي اخلاقنا الاسلامية التي اثرت في شعوب العالم قاطبة فدخلوا في دين الله افواجا.. لعل مؤسسة الرحمة للتنمية الانسانية نموذج نفخر به وندعمه ان شاء الله.
بو مهند
جهود فريق مزن التطوعي
بدأ فريق مزن نشاطه عام 2013، ويتكون من عدد من نساء الكويت المتطوعات بالتنسيق مع جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية لتوفير حياة أفضل لأيتام اليمن.
وعن أهداف «مزن» تقول المتطوعة سمية الجاسم: هدفنا تنفيذ مشاريع تنموية وإنسانية، بدءا من أهل الخير بالكويت من أجل مستقبل أفضل لأيتام اليمن، وأيضا توجيه الجهود الداعمة للمؤسسات العاملة في مجال رعاية فقراء الأيتام والمكفولين في اليمن، وقد قمنا بحملات عديدة من خلال فريق مزن التطوعي التي من بينها: جمع التبرعات والملابس والأحذية الجديدة، وقد وزعت على أكثر من 500 يتيم، كما تم توزيع ألعاب على الأطفال بتبرعات تجار الكويت، حيث وفروا ألعابا مفيدة ومسلية وعلمية، كما تم توزيع عطور من تبرعات شركة أطياب المرشود.