[B]
اشتكى عدد من المواطنين الصم من ظلم وزارة الخدمة المدنية لهم، وعدم وجود نسبة معينة لتوظيفهم. مشيرين إلى أن "المؤسسات والشركات الخاصة تتهرّب منا ومن توظيفنا، وبمجرد أن يعلموا أن المتقدم أصم يوضع ملفه في الأدراج". وقالوا إن 80% من الصم لا يوجد لديهم وظائف رغم ظروفهم، إضافة إلى التعامل السلبي معهم من فئات كثيرة من المجتمع، حتى على مستوى أُسَرهم، وعدم اهتمام ذويهم بهم. مؤكدين أنهم مؤهلون علمياً وعملياً، ولديهم شهادات خبرة ودورات في الحاسوب، وأنهم خريجو كلية الاتصالات بالرياض.
عبد القادر محمد السبيعي (26 سنة) حاصل على دبلوم في الحاسب الآلي عام 1427هـ، متزوج، وموظف "عامل ببلدية العالية بصبيا"، وراتبه 2000 ريال. يقول: إن مشكلة الصم في نظرة "الخدمة المدنية" لهم في التوظيف؛ فنسبتهم لا تكاد تُذكر، رغم أن ظروفهم صعبة. أما عن القطاع الخاص فلا تقبل شركة أو مؤسسة تجارية خاصة أن يعمل فيها الصم؛ لأنهم يعتبرون الموظفين العاديين أفضل منهم في أداء العمل.
وأضاف بأنه وُظِّف منذ سنتين، وتزوّج منذ عام، وراتبه لا يكاد يكفي حاجاته الأساسية. وأكد "عبدالقادر" أنه لا توجد فرص متاحة في التوظيف للصم "فأنا خريج حاسب آلي، ولدي سبع دورات في الحاسوب والبرمجيات، و3 شهادات خبرة، ومع ذلك أنا في المرتبة الدنيا وظيفياً. أريد التساوي مع زملائي في العمل نفسه وهم أقل مني تعليماً وخبرة، ومع ذلك هم في الدرجات الرابعة والخامسة!". مشيراً إلى أن راتبه لا يكفي احتياجاته الأساسية.
حامد محمد شويعي (26سنة)، دبلوم حاسب آلي، خريج 1429هـ، يكتب على الكمبيوتر بشكل ممتاز، التحق بالعمل في إحدى شركات القطاع الخاص بعد أن يئس من انتظار الخدمة المدنية. خاطِب، ويريد الزواج، وراتبه لا يتجاوز ثلاثة آلاف ريال، ويعمل من السبت حتى الخميس سبع ساعات يومياً. يقول: إن الأصم له مشكلة، والجميع يعرف ذلك، ولا بد أن تؤخذ مشكلاتهم في الحسبان؛ فظروفهم الخاصة حرمتهم من الكثير، وكان من المفترض أن يُعوَّضوا. ويضيف: تقدمتُ للتوظيف في الخدمة المدنية، وطال الأمر. لجأت إلى المؤسسات والشركات الخاصة، ولكن بمجرد أن علموا أنني أصم وضعوا ملفي في الأدراج، وليس لي واسطة أو مَنْ يتدخل لتوظيفي.
ويتابع "شويعي": لا أعرف هل سأستمر في وظيفيتي في الشركة الخاصة أم لا! مؤكداً أن أهل خطيبته يريدون أن يعمل في الحكومة؛ ففيها استقرار وظيفي، ويشكو من طول المسافة بين مسكنه في إحدى قرى ضمد وعمله في جازان "30كم يومياً"، يقطعها في سيارة أجرة تستنزف ماله ووقته. ويقول: "الراتب تلتهم جزءاً كبيراً منه المواصلات". ويطالب بوظيفة حكومية، وهو يحمل المؤهلات المطلوبة لها، ويؤكد أن قدراته في الحاسوب مثل أي شخص عادي، فلماذا يُحرم من المزايا الوظيفية؟!
عادل ضيف الله المسعود (28 سنة)، دبلوم في الحاسب الآلي من كلية الاتصالات بالرياض، لم يحصل على وظيفة حتى الآن. يقول: تقدمت للخدمة المدنية، وحتى الآن لم يأتِ الدور. ذهبتُ إلى محافظ العالية أطلب وظيفة؛ فأحالني إلى محافظة القوز، الذي أحالني إلى جازان، وكلٌ يحوِّلني إلى الآخر؛ هم يتهربون من توظيف الصم. لدي دورتان في الحاسب ودورة في التمديدات الكهربائية، وأسكن في صبيا. لا أريد سوى وظيفة أعمل فيها، وأحصل على راتب. أريد الزواج والاستقرار، ولا أريد أن أستمر عالة على أحد أو في انتظار مساعدات الخيّرين.
حسين علي أبو الخير (26سنة)، تخرج في كلية الاتصالات 1430هـ، موظف في بلدية هروب بجازان على البند، وراتبه 2000 ريال، الوحيد في البلدية الذي يتقن استخدام الحاسب الآلي، ويقوم بكل العمل، ومع ذلك – كما يقول – هو موظف على البند. مطالباً بالتثبيت، والنظر إلى ظروفه. ويضيف بأن موظفاً مثله تماماً في المؤهلات راتبه ثلاثة آلاف ريال!
أسامة أحمد كاميلي (27 سنة)، يعمل في إدارة التربية والتعليم بجازان، راتبه 3500 ريال، 6 سنوات خبرة، يعمل بعقد، ولم يُثبَّت، لديه دورات في الحاسب الآلي والتمديدات الكهربائية، يريد التثبيت في الوظيفة.
عبد الرحمن إبراهيم ظفراني (22 سنة)، مؤهله ثانوية، ويعمل في شركة خاصة، وراتبه 3000 ريال، يريد الزواج والاستقرار، ويؤكد أنه تقدم للتوظيف في الخدمة المدنية ولكن لم يأتِ عليه الدور، ويطالب بالنظر إلى الصم وحل مشكلاتهم
[/B]