برعاية وحضور كل من وزير التربية ووزير التعليم العالي أحمد المليفي، والرئيس الفخري للنادي الكويتي الرياضي للمعاقين الشيخة شيخة العبدالله الخليفة الصباح، وحضور مدير عام الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بالإنابة د. محمود فخرا، وبرعاية كريمة من وزارة الأوقاف والشئون الاسلامية، ومدير العلاقات العامة والإعلام بنادي الكويت الرياضي للمعاقين خليف القحص، وعدد من نواب المدير العام بالتطبيقي وعمداء الكليات، ، وبمشاركة عدد من الجهات ذات الصلة وجموع من الطلبة، دشن الاتحاد العام لطلبة ومتدربي الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب معرض وملتقى “طموحي يغلب إعاقتي” الثاني على مسرح كلية التربية الأساسية بنات بالعارضية، ويستمر لمدة يومان برعاية ذهبية من وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، وكان عريفا للملتقى أ. حمد البطي المعلم بمدرسة زيد بن حارثة.
وأكد وزير التربية ووزير التعليم العالي أ.أحمد المليفي في الكلمة التي القاها بالملتقى على أن الامم لا تقوم ولا ترتقي إلا من خلال الاهتمام بالعنصر البشري واعتبر ذلك مؤشرا حقيقيا لقيمة البلدان، لافتا إلى أن الأمم الذكية هي من يمكنها اكتشاف الطاقات البشرية والاستفادة من إمكانياتها وإبداعاتها من خلال ترجمتها على ارض الواقع.
وأشار الوزير المليفي إلى أن الكويت من أوائل الدول التي تهتم بشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة وتوليهم أولوية خاصة ولذلك نجد تلك الشريحة قد أبدعت ورفعت اسم الكويت عاليا في المحافل الدولية سواء الرياضية منها أو العلمية، مؤكدا على ضرورة التفكير الجيد وتحديد الهدف للوصول إلى النجاح، مشيرا إلى أن هناك اشخاص يتمتعون بالصحة والحركة الجيدة ولكن وجودهم مجرد أرقام في المجتمع لأن ليس لهم طموح أو هدف.
وقال المليفي أنه على الرغم من وجود بعض الأجواء والظروف المحيطة والاحباطات والانتكاسات إلا أننا نستطيع دائما أن ننطلق من جديد من خلال هذه الأنشطة الفعالة والروح الحماسية التي يمتلكها ذوي الاحتياجات الخاصة فاليوم دور الطلبة في بناء المستقبل في قضايا المجتمع وتحقيق ما يريده الطلبة من خلال الابتعاد عن الخلاف والسعي لتحقيق الإبداعات المرجوة، لافتا إلى أنه استمع إلى الهموم والصعوبات التي تواجه الطلبة من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة وسوف يكون له اجتماع مع قيادات مؤسسات التعليم العالي والعام لذليل تلك الصعوبات وتوفير سبل الراحة لهم.
بدورها قالت الشيخه شيخة العبدالله الصباح إن الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة مسؤولية الجميع فنحن قادرون كمجتمع على تحقيق طموحاتهم الرياضية والتعليمية وغيرها، مشيرة إلى أنها خلال تواجدها في أحد الدول الأوروبية أجبت عن سؤال عن أحوال المعاقين بالكويت فأجابت بأن الكويت لديها قانون يحميهم وينظم عملهم ويهتم بشؤونهم الخاصة وهذا دليل وفخر بأن الكويت بلد قانون.
وأضافت أن المسئولين لم يصدقوا أن هناك قانون واهتمام بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة وقد اثبت لهم بالأدلة والوقائع بأن هناك اهتمام كبير بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة ومستعدون لتقديم المزيد لهم.
وفي كلمة لرئيس اتحاد التطبيقي عبدالمحسن الشمري شكر فيها وزير التربية الأستاذ أحمد المليفي على تفضله برعاية الملتقى، وقال أن حضوره لفتة كريمة تؤكد مدى اهتمام الدولة بأبنائها الطلبة ولا سيما شريحة ذوي الإعاقة، كما شكر سعادة الشيخة شيخة العبدالله على رعايتها للملتقى، وكذلك الراعي الذهبي للملتقى وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية.
وقال الشمري أن الهيئة الإدارية الحالية للاتحاد حرصت على تقصي هموم ومشاكل الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة للعمل على تذليلها، حيث سبق وأن نظم الاتحاد بالتعاون مع رابطة مدربي الكليات ندوة تحت عنوان “ذوي الإعاقة بالتطبيقي بين الواقع والطموح” وكانت تلك الندوة برعاية كريمة من الشيخة شيخة العبدالله التي لم تتأخر يوما عن أبنائها المعاقين، وخرجت الندوة بعدة توصيات، وبفضل الله قامت إدارة الهيئة مشكورة بتشكيل لجنة بالتعاون مع الاتحاد لحصر أعداد زملائنا من ذوي الإعاقة، والتعرف على أنواع الإعاقات الموجودة للتعامل مع كل منها على حدة وتذليل الصعوبات التي تواجهها، ونأمل أن يوفقنا الله تعالى لذليل كافة الصعوبات التي تواجه تلك الشريحة، وأن يمنحهم الله مزيدا من الأمل والعزيمة ليواصلوا تحديهم للإعاقة ويكونوا أعضاء فاعلين بالمجتمع.
من جهتها أكدت مدير مؤسسة التأهيل الارشادي للمعاقين ذهنيا أ. ازدهار العنجري أن الكويت بحاجة الى تخصصات علمية في جامعة الكويت يتيح لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة استكمال دراستهم العليا إضافة إلى توفير معلمين مميزين في مدراس الكويت المختلفة ، مبينة أن الهيئة العامة للتعليم التطبيقي تضم تخصص التربية الخاصة لهذه الفئة ولكنه غير كاف فالوضع في ازدياد مستمر وفئة ذوي الاحتياجات الخاصة يحتاجون الكثير.
وأشارت العنجري إلى بعض الصعوبات التي تواجه فئة ذوي الاحتياجات الخاصة بعد عام 21 حيث أنه لا توجد مؤسسات حكومية وخاصة توفر لهم الوظائف فهذا الأمر غير مقبول لذلك يجب أن نتعاون بهذا الشأن ونجد لهم فرص عمل مناسبة لهم ، كما أن هناك شرائح من بعض المجتمع يتجاهلون حقوق المعاقين ويسيطرون على مواقفهم في الجمعيات والأسواق وغيرها لذلك تطبيق القانون بدأ مهم جدا، مشيدة بدور اتحاد طلبة التطبيقي على هذا الملتقى والاهتمام بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة
وتحدث الرياضي الأوليمبي مشعل العتيبي عن قصة نجاحه وكيف أنه تحدى إعاقته وسافر إلى اسبانيا للتعرف على السوق العالمي أهم الصناعات التي يمكن أن تنجح في الكويت ويمكن مع 3 من اقرانه بالبدء في تدشين مشروع صناعي خاص بهم.
أما الطالبة سجى العازمي من كلية التربية الأساسية وبطلة العاب القوى في النادي الكويتي للمعاقين فقد تحدثت عن بداية إعاقتها حينما هوت من سريرها على الأرض وهي طفلة مما تسبب لها في شلل دماغي، وقالت أن الجميع فقد الأمل في علاجها إلا والدها الذي تمسك بالأمل وقام بعلاجها بالخارج إلى أن تحسنت حالتها وقالت أنها تحدت المستحيل للتثبت للجميع أن الإعاقة بالجسد فقط وليست بالعقل فطالما العقل يعمل يستطيع المعاق تحقيق ما يفشل الأصحاء في تحقيقه، وتطرقت للبطولات الرياضية التي حصلت عليها وأنها كان دافعا لها لتحقيق مزيدا من النجاحات.
ورفضت العازمي نظرة الشفقة التي تتلقاها من المجتمع مؤكدة أن لديها من العزيمة والإصرار ما يمكنها من التفوق على الأصحاء، واستنكرت رفض الكلية قبولها في تخصص التربية البدنية بسبب إعاقتها وقالت إن المعاقات لديهن القدرة على العطاء ربما أكثر من العديد من الأصحاء، ومن ضمن الصعوبات التي يتعرض لها المعاق عدم توافر الطاولات الخاص بهم فهي تضطر لوضع دفترها على أرجلها لتتمكن من الكتابة، مطالبة بمزيد من الالتفات للمشاكل التي تواجه المعاقين، وتوجهت بالشكر لوزير التربية على حضوره الملتقى، وشكرت الشيخة فريحة الاحمد، والشيخة شيخة العبدالله، وإدارة الهيئة، واتحاد الطلبة لتنظيمه هذا الملتقى.
من جانبه أوضح رئيس لجنة ذوي الاحتياجات الخاصة بالاتحاد فهيد العنزي أن هذا الملتقى والمعرض يهدف للفت انتباه المجتمع لشريحة المعاقين وما يعانونه من صعوبات، والتأكيد على أنهم جزء أصيل من نسيج المجتمع، وكذلك لعرض بعض انجازات ونجاحات أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة وأنهم شريحة منتجة وليست عالة على المجتمع.
واستعرض العنزي لبعض الصعوبات التي تواجه تلك الشريحة داخل أسوار الهيئة لا سيما المتعلقة بعدم الصيانة الدورية لدورات مياه المعاقين وأن اغلبها تحول لمخازن مغلقة، ونقص الكتب الدراسية، وعدم توافر الكراسي والطاولات الخاصة بذوي الإعاقة، وغيرها من الصعوبات التي تواجه تلك الشريحة.
وتم خلال افتتاح الملتقى عرض فيلم وثائقي يعرض الإصرار والعزيمة لذوي الاحتياجات الخاصة ومدى تمكنهم من التغلب على تلك الصعوبات، وصاحب الملتقى معرضا تضمن عرض أحدث المقتنيات الحديثة المتوفرة والتي تقدم خدماتها لذوي الاحتياجات الخاصة، فضلا عن عرض لبعض المشروعات والمنتجات التي صُنعت بأيادي ذوي الاحتياجات الخاصة.
جدير بالذكر أن عريف الحفل أ. حمد البطي خرج عن البرنامج المكتوب للحفل ليعلن عن قرار لرئيس الاتحاد عبدالمحسن الشمري بتعيين الطالبة سجى العازمي نائبة لرئيس لجنة ذوي الاحتياجات الخاصة تقديرا من الاتحاد للعزيمة والإصرار اللذان تمتلكهما العازمي، وأن تواجدها بلجنة ذوي الاحتياجات الخاصة سيساعد كثيرا في نقل صوت زميلاتها بالشكل الصحيح ويساهم في الارتقاء بالخدمات المقدمة لتلك الشريحة بشكل ملموس وهو ما يسعى الاتحاد لتحقيقه.