لا تقتصر مشكلة نقص مراكز تأهيل وتشغيل ذوي الإعاقة في القطاع الحكومي فحسب، بل تمتد أيضا الى القطاع الخاص، حيث لا يوجد في البلاد سوى معهد المجد لتدريب وتشغيل هذه الفئة في القطاع الأخير، ويعد هذا المعهد الذي أُسس عام 2013 من الأفكار الاجتماعية الرائدة إقليميا في تقديم الخدمات التعليمية التدريبية لذوي الإعاقة، بهدف تنمية مهاراتهم التعليمية والمهنية والاجتماعية والسلوكية التي تساعد على تطوير وصقل قدرات واستعدادات ذوي الإعاقة لإعدادهم للحياة العملية، من خلال خطط فردية ضمن منظومة تقنية متخصصة ومعايير الجودة العالمية في مجال الإعاقة، داخل ورش تعليمية متنوعة تتناسب ومتطلبات كل إعاقة على حدة.
وفي هذا السياق، أكد مدير عام معهد المجد العالمي للتدريب الأهلي د. عيسى السعدي وجود جملة من التحديات التي تواجه تشغيل وتمكين ذوي الإعاقة، فضلا عن دمجهم في سوق العمل، منها عدم وجود جهة تستقبلهم في القطاع الخاص عقب تخرجهم في المرحلة الدراسية، بالإضافة إلى النظرة النمطية للمجتمع وعدم تهيئته لقبول المعاق كموظف.
عقبات
وزاد السعدي بالقول «من واقع هذه العقبات، ارتأيت ضرورة توفير مكان لتدريب ذوي الإعاقة على الوسائل الحديثة والانتقال بهم من التدريب التقليدي لتأهيلهم في القطاع الخاص ودمجهم، لافتا إلى أن المركز يستقبل المعاقين من عمر 18 سنة إلى عمر 35 سنة من الجنسين، وكذلك حالات الإعاقة الخفيفة أو المتوسطة أو القابلة للتعلم، حيث بلغ إجمالي الدفعة الأولى التي تم قبولها 40 تلميذة من مختلف الإعاقات.
وعن طرق استقبال الحالات، أوضح السعدي أن البداية تكون مع الحالات المحولة من وزارة الشؤون، وهناك اتفاق مع مركز التأهيل المهني في الوزارة للتعاون وتحويل الحالات، بالإضافة إلى أننا نستقبل الحالات المحولة من وزارة التربية والهيئة العامة لذوي الإعاقة.
مناهج
وتحدث السعدي عن المناهج المتبعة في المعهد، مؤكداً أنها بريطانية تحت إشراف فريق عربي وإنكليزي من شركة سات البريطانية بالتعاون مع مناهج أسدان البريطانية، حيث يتم تطبيق المنهج لمدة 6 أشهر على يد خبراء مختصين بالتدريب والتأهيل المهني، بحيث يحصل الطالب في نهاية الدورة على دبلوم حسب التخصص، وهي مقسمة على مرحلتين، الأولى نظرية، وتتم داخل فصول وورش مؤهلة في المعهد، أما الثانية فهي عملية وتطبيقية وتتم داخل ورش فعلية عملية بالقطاع الحكومي أو الخاص.
وأشار السعدي إلى مجالات الفرص الوظيفية التي يوفرها المعهد للخريجين من ذوي الإعاقة براتب ودعم العمالة بهدف تغيير نمطهم في الحياة ليكونوا عناصر فاعلة في المجتمع، منها مصنع العطور لذوي الإعاقات الذهنية، بالإضافة إلى شركة للزراعة لتوظيف الإعاقات الحركية والذهنية البسيطة، حيث يتم تدريبهم على تقليم الحدائق وزراعتها، فضلاً عن إزالة الحشائش، لافتاً إلى التوظيف في مجال التصوير والطباعة لجميع الإعاقات، وذلك بالتعاون والتنسيق مع الجمعيات التعاونية لتخصيص أماكن داخل الأسواق التعاونية لهذه الفئة لتسويق منتجاتهم، بالإضافة إلى مراكز الاتصال للإعاقات الحركية والبصرية نظراً لقدرتهم على التواصل مع الجمهور.
وأشار السعدي إلى دعم وتمويل المعهد من قبل وزارة الشؤون ومركز التأهيل المهني، لافتاً إلى توقيع اتفاقية بين المعهد والشؤون، متمثلة في إدارة التأهيل المهني لتدريب الطلبة ومنحهم شهادة تعينهم على التوظيف في القطاع الخاص.