شدد مسؤولون وناشطون في شؤون ذوي الاعاقة على ان التعليم في الكويت يحتاج الى اعادة النظر على صعيد «التعليم العام والتربية الخاصة»، واصفين مستوى تعليم الصم ب «المتدني» الذي لا يرقى الى مستوى الطموح.
جاء ذلك خلال ا لحلقة النقاشية التي نظمها نادي الصم حول تعليم وتأهيل وتشغيل الصم بمناسبة اسبوع الصم العربي، وذلك بحضور مدير عام الهيئة العامة لشؤون ذوي الاعاقة د. جاسم التمار وعدد من الناشطين في مجال ذوي الاعاقة بالاضافة الى اعضاء النادي وطلبة من الصم.
واشار المتحدثون الى القصور في تأهيل فئة الصم وتوظيفهم وعدم تبوأهم للمناصب القيادية رغم امكاناتهم وقدرتهم على التواصل مع المجتمع في ظل توافر التكنولوجيا، واضعين ايديهم على مكامن الخلل في القطاع التعليمي.
قصور
وفي ادارته للحديث، شدد التمار على ضرورة اعادة النظر في التعليم، مؤكداً حرص هيئة الاعاقة على المشاركة في هذا الاسبوع نظراً لما يعانيه الصم من قصور في التعليم، فهم لا يتمتعون بتعليم جيد يتناسب مع المعمول به في الدول الاخرى فضلاً عن التأهيل والتوظيف بدليل عدم تبوأهم للمناصب القيادية رغم قدراتهم العقلية وتوافر التكنولوجيا التي تساعدهم على توصيل ما يريدونه وتيسير عملية تواصلهم مع افراد المجتمع.
واضاف التمار: نضع جميع امكاناتنا بالتعاون مع وزارة التربية لمعرفة الواقع الحالي لهذه الفئة، لا سيما عقب التحاق طالبتين من فئة الصم بجامعة الكويت، مشيراً الى ان هناك تعثرا شديدا في مستوى التعليم العالي.
جهود مبذولة
وفيما اثنى التمار على الجهود المبذولة في قطاع التربية الخاصة لتعليم هذه الفئة، اشار الى انه من خلال استطلاعنا في جميع دول العالم العربي والخليجي وجدنا نوعاً من القصور والضعف الشديدين في تعليم هذه الفئة، خاصة الذكور علماً بأن الاناث يتمتعن بفرص افضل.
ولفت التمار الى اجتماعه مع الوكيل المساعد للتعليم الخاص والنوعي د. طارق الشطي لبلورة جميع احتياجات هذه الفئة والخروج بتوصيات، بالاضافة الى تواصل الهيئة مع الاخوة في السعودية والخليج لحضور حلقة نقاشية اوسع لترجمة هذه التوصيات مع المتخصصين، مضيفاً «لدينا تصور لإيجاد مناهج متطورة لهذه الفئة، وواجب الدولة ان تحميهم وترعاهم وتمكنهم في قضايا التعليم والتأهيل».
تخفيف المناهج
أما مدير إدارة مدارس التربية الخاصة حمود بن ثاني، فأكد حاجة التعليم في الكويت ككل إلى إعادة النظر، وليس التربية الخاصة فحسب، علماً بأن هناك جهودا مخلصة تُبذل في هذا المجال.
وأردف بالقول «طالبنا بتأليف مناهج جديدة لكل مدارس التربية الخاصة وعددها 18 مدرسة للبنين والبنات، بدءاً من مرحلة رياض الاطفال الى الثانوية لجميع الاعاقات، غير ان الوكيل المساعد للتعليم الخاص والنوعي د. طارق الشطي بيّن عدم وجود كوادر قادرة على تأليف مناهج جديدة لكل المدارس، والآن نبحث عن كوادر قادرة على تأليف المناهج او المواءمة».
صعوبات
وبدوره، تحدث مدير مدرسة الأمل يوسف الهدهود عن السلم التعليمي للصم، والذي يواكب مدارس التعليم العام على حد قوله، مستعرضاً الصعوبات التي تواجه القطاع التعليمي لهذه الفئة منها مادة اللغة العربية المتمثلة في الإملاء وإلقاء الشعر الذي يعتمد على الإشارة.
وشدد الهدهود على ضرورة التدخل المبكر، الذي يعد احد اسباب رقي الطالب الاصم، لافتاً الى ان بعض اولياء الامور يرفضون اصدار شهادات اعاقة سمعية لأبنائهم، حيث يؤثر هذا التأخير في مخزونهم اللغوي، وبالتالي يحتاج الى التأهيل لمدة سنتين على الأقل.
وأشار الهدهود الى نسبة وتناسب سقوط الطلبة الصم بناء على متابعة اولياء الامور لهم، لافتاً الى التحاق 5 طلاب فقط من فئة الصم بالجامعة منذ تاريخ التربية الخاصة.
ووصف ولي الأمر والناشط في مجال الإعاقة فواز الحصبان تعليم الصم في الكويت بــ «المتدني» جداً، والذي لا يرقى الى مستوى الطموح، مستذكراً النماذج العالمية في تعليم الصم.
وأشار الحصبان الى ان تعليم الصم في الكويت مهني، وليس اكاديميا، كما ان برامج التأهيل لا تتماشى مع سوق العمل، مستشهداً بتجربة ابنه الأصم، والذي تخرج كمساعد فني نجارة.
قاموس ومنهج لغة الإشارة
طالب الناشط في مجال ذوي الاعاقة علي الثويني بعمل قاموس مصور بلغة الاشارة لجميع المناهج وجميع الكلمات الواردة فيه، حتى يتسنى للطالب والمعلم وولي الامر الاستفادة منه، بالاضافة الى وضع منهج للغة الاشارة معتمد من قبل وزارة التربية، ومن ثم ديوان الخدمة المدنية، حتى يمكن من خلاله توظيف مترجمين للغة الاشارة اسوة باللغات الاخرى.
هجرة المعلمات
لفت التمار الى وجود نوع من الهجرة لمعلمات لغة الاشارة من التعليم العام الى الخاص مؤخراً، بدافع الراحة وليس الرغبة في التعامل مع هذه الفئة.