شدد امين عام مبرة «خير الكويت» ناصر العيار على ضرورة ايجاد وقف خيري للأيتام في البلدان العربية، وناشد جامعة الدول العربية بسط غطائها على العمل الإنساني والخيري بهدف تحصينه من الاتهامات والانتقادات التي توجه اليه افتراء من دون اي براهين.
هيهات.. هيهات
جاء ذلك خلال كلمة له في احتفالية عربية حاشدة لمناسبة يوم اليتيم العربي اقيمت في سفح الأهرامات ونظمتها جمعية الأورمان بحضور ستة وزراء من اعضاء الحكومة المصرية من بينهم ممثل لرئيسها المهندس ابراهيم محلب الذي اقيمت الاحتفالية تحت رعايته وقد استهل العيار كلمته بالقول: بادئ ذي بدء نعبر عن خالص سعادتنا لوجودنا وسط هذا الجمع الطيب لكي نشارك في احياء ذكرى محببة الى نفوسنا وهي «يوم اليتيم» ويزيد من سعادتنا ايها الأخوة والأخوات ان نرى مصر الغالية كالعهد بها شامخة مرتفعة الهامات عالية السواري على الرغم من محاولات مكر الماكرين بها وكيد الكائدين لها وحقد الحاقدين المتطلعين الى النيل منها ولكن هيهات هيات فستبقى مصر العزيزة ابية وقائدة لا منقادة تتعافى سريعاً من أية أزمات، كما وستبقى واحة للأمن والأمان فذلك وعد الحق تعالى في الذكر الحكيم أن {ادخلو مصر إن شاء الله آمنين} والله عز وجل لا يخلف وعده.
وأضاف العيار: إننا عندما نأتي مشاركين في احتفالية يوم اليتيم العربي فإننا نأتي من بلاد العرب «الكويت» وقد تملكنا الفخار لخروج هذه الفكرة المباركة من أرض العروبة «مصر» التي تعودنا أن يخرج منها كل ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ليقتدي به الأشقاء في سماء العروبة وها هي المناسبة الآن وقد باتت أمراً واقعاً بل وحدثاً مهماً وسيمفونية تعزف في المحروسة وتصل نغماتها إلى أرجاء عالمنا العربي، وكم نحن تواقون إلى أن تحلق في سماء العالمية خصوصاً مع توافر كافة الإمكانات اللازمة وأولها وأهمها في آن هؤلاء الرجال الذين ومن دون تزكية على الله تعالى نحسبهم ممن عناهم الله عز وجل في قوله تعالى {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}، فقد غرسوا النبتة لشجرة طيبة أصلها في مصر ثابت وفروعها في بقية بلداننا واضحة، ويزيد من فخارنا أن تكون جمعية الأورمان هي من أطلقت هذه الفكرة المباركة وغرست تلك النبتة الطيبة وروتها واعتنت بها حتى أينعت وأثمرت لنجني جميعا من ثمارها وما هذا بمستغرب على جمعية الأورمان التي باتت بحق قلعة من قلاع العمل الخيري والإنساني في عالمنا العربي وصرحاً من صروحه، وكم نحن في مبرة «خير الكويت» سعداء بأن نكون شركاء لجمعية الأورمان من خلال اتفاقية سبق توقيعها بين الجانبين قبل عدة سنوات واجتهدنا في ترجمتها إلى واقع يدلل عليه وجودنا الليلة بينكم.
ملتقى سنوي
وتحدث العيار عن مقترح سبق وتقدمت به مبرة «خير الكويت» وخاطب الحضور قائلاً: لعلكم تذكرون ما سبق وطرحته مبرة «خير الكويت» في العام الماضي من قلعة صلاح الدين الأيوبي ضرورة إيجاد وقف خيري للأيتام وتأملنا أن يتم طرح الموضوع على بساط البحث لينال حقه من الحوار والنقاش فذلك بحسبنا عمل نحن في أمس الحاجة إليه وقد انتهينا في مبرة «خير الكويت» من دراسة الأمر وبتنا على شديد القناعة بأهميته وانسجاماً مع هذه القناعة فإننا الآن في إطار التنسيق مع الأشقاء في جمعية الأورمان في سبيل تنظيم ملتقى سنوي للأيتام تحت شعار {وأما اليتيم فلا تقهر} على أن تقام نسخته الأولى في دولة الكويت وبحيث تستضيف جمهورية مصر العربية دورته الثانية حتى إذا ما نجحت الفكرة وترسخت ويقيننا أنها ستنجح وتترسخ بمشيئة الله تعالى قدمناها إلى جامعة الدول العربية ليكون الملتقى عربياً تحت لوائها وبحيث يقام كل عام في بلد عربي.
واستطرد العيار: وإذا كانت السياسة وقضاياها الشائكة قد حالت دون تحقيق طموحات شعوبنا العربية في كافة ارجاء عالمنا العربي فلم يتحقق التعاون والتضامن المنشود فإننا على يقين تام وقناعة كاملة بأن العمل الخيري والإنساني النقي والخالص لوجه الله تعالى هو البوابة المشرعة لبلوغ هذا الأمل ولهذا فإننا نتطلع إلى استحداث إدارة للعمل الخيري في جامعتنا العربية كي نجعله في إطار قانوني فمن شأن ذلك أن يبعد عنه الشبهات التي يحاول البعض إلصاقها به دونما دليل قاطع وبرهان ساطع كما أن ذلك سيضع حداً لكل من يحاول تجيير العمل الخيري والإنساني لأهداف أخرى لا يمكن أن نقبل بها أو نرضى عنها.
عناية كويتية
وتابع العيار: لا يخفى عليكم أن دولة الكويت تولي عناية خاصة ورعاية كاملة للعمل الخيري والإنساني بكافة أشكاله وألوانه ولعلكم تابعتم جهود القيادة السياسية الكويتية في هذا المجال وعلى رأسها حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، تلك الجهود التي جعلت منظمة الأمم المتحدة تصف سموه بأنه «زعيم الإنسانية» ولعل بيت الكويت للأعمال الخيرية هنا في المحروسة يمثل أحد روافد العمل الخيري والإنساني الكويتي كما وأن هناك غيره عشرات من الجمعيات والمؤسسات الحكومية والاهلية التي تعمل سواء في داخل الكويت أو في العديد من البلدان العربية والاسلامية، ونحن في مبرة «خير الكويت» لسنا سوى احد ينابيع هذا العمل الخيري والانساني الذي نؤكد لكم انه بآثاره وثماره بات صناعة كويتية خالصة يعمل القائمون عليه والمتطوعون في محرابه انطلاقا من الآية القرآنية الكريمة «وفي ذلك فليتنافس المتنافسون» ونسأل الله جل في علاه ان يجعل الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم في ميزان اهل الخير عموما أينما وُجدوا واعطوا واخلصوا.
واختتم العيار كلمته بالقول: شكرا لجمعية الاورمان دعوتنا لهذه الاحتفالية وعاشت مصر بلدا جامعا نحسبها ممن عناهم الحق في قوله تعالى: {والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه} فتحية لكل يد تنفق المال في الخير، وتحية لكل يد تحمل الخير وتحية لكل يد تتصدى لعمل الخير وتحية لكل يد تستفيد من خير الخيرين واعمال الصالحين من عباد رب العالمين.
مصر آمنة
وفي تصريحات خاصة اكد ناصر العيار انه يأتي كثيرا الى مصر لثقته في ان مصر آمنة مشيرا الى انه لو صدق ما يبث في وسائل الاعلام لما أتى الى مصر وقال: البعض يتخوفون من السفر الى مصر ومعهم الحق بسبب بعض ما يبث في وسائل الاعلام المصرية خصوصا المتلفزة علما بأن كثيرا من الحوادث والجرائم كانت تحدث من قبل في مصر شأن كل البلدان لكن لم يكن هناك تسليط للضوء عليها كما يحدث الآن.
أمر مطلوب
وعن مقترح مبرة «خير الكويت» ايجاد وقف خيري عربي للايتام قال: مبرتنا معنية في المقام الاول بالايتام خصوصا مجهولي الوالدين منهم وقد درسنا هذا المقترح جيدا قبل التقدم به واستطلعنا آراء العديد من الفقهاء الذين اكدوا لنا وبما لا يدع مجالا للشك ان ذلك امر مطلوب بل وقالوا بأن التبرع لهذا الوقف يجوز من كل انواع الزكوات والصدقات وانطلاقا من هذه القناعة تقدمنا بالمقترح الذي نأمل تفعيله ونتمنى على القيادة السياسية الكويتية تبني هذا المقترح باعتبار ان صاحب السمو امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح هو رئيس مجلس القمة العربية في دورتها الحالية فضلا عن كونه كما هو معروف عنه شديد الاهتمام بفئة الايتام واياديه في مجال العمل الخيري والانساني بيضاء ولذلك نأمل ان يتبنى سموه هذا المقترح، كما نأمل وفي الوقت نفسه ان يتبنى مندوب دولة الكويت في الجامعة العربية الأخ الافضل السفير عزيز الديحاني مقترحنا القاضي باستحداث ادارة للعمل الخيري في جامعة الدول العربية، فالعمل الخيري قولا وفعلا بات صناعة كويتية ونحن نريد لهذه الصناعة ان تسود في بلداننا العربية كافة واستطيع ان اجزم ان هناك حاجة ماسة جدا لمثل هذه الادارة خصوصا في ظل ما يثار من شبهات على هذا العمل.
مع الأيتام
وعن زيارته لمصر ومشاركته في فعاليات احتفاله يوم اليتيم قال: نحن نشارك سنويا في هذه الاحتفالية بدعوة من جمعية الاورمان المصرية وحريصون جدا على ابراز اهتمام الكويت كدولة وكمؤسسات مجتمع مدني بالايتام الذين خصصت لهم الدولة هيئة عامة لشؤونهم تسمى الهيئة العامة لشؤون القصر فضلا عن رعاية بعضهم من قبل وزارة الشؤون بالاضافة الى تسابق العديد من مؤسسات المجتمع المدني في دعم هذه الفئة ونحن في مبرة «خير الكويت» مستمرون في اعادة ترميم وتأهيل دار الطفولة بتبرع سخي من صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد حفظه الله ورعاه وما انجزناه حتى الآن امر يثلج الصدور خصوصا وان رئيسة مجلس ادارة المبرة الشيخة فريال الدعيج السلمان الصباح تشرف ميدانيا على هذا المشروع وتبذل جهودا طيبة في دعم الايتام بشكل عام، وخلال زيارتنا لمصر قمنا بزيارة بعض دور الايتام التي تشرف عليها جمعية الاورمان ونشهد اننا رأينا عملا منظما جدا ورعاية فائقة بهذه الفئة وما اسعدنا اكثر هو رؤيتنا لمؤسسات المجتمع المدني متكاتفة الى ابعد الحدود ومتفانية جدا في سبيل رعاية الايتام ومشاهد ذلك عديدة لعل احدها عرس جماعي اقيم في مدينة «دريم لاند» لعدد كبير من الايتام.
طموح «خير الكويت»
ويعبر العيار عن امله في تنظيم مؤتمر عربي سنوي للايتام فيقول: هذا طموحنا من الملتقى الكويتي – المصري الذي نخطط له مع جمعية الاورمان وذلك انطلاقا من مسؤوليتنا التي حثنا عليها ديننا الاسلامي الحنيف وشدد عليها رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام.
ودعا العيار المجتمع الكويتي مؤسسات وافراد المجتمع الى تقديم كل دعم ممكن، مؤكدا ان الايتام في امس الحاجة لمثل هذا الدعم وعلى رأسه الدعم المعنوي.
وقال: اتمنى ان يتواصل معنا كل من يريد ان يرى على الطبيعة ميدانيا ما تم انجازه على صعيد اعادة تأهيل دور الطفولة ويقارن بنفسه بين هذا التطور الذي حدث وبين الوضع الذي كانت عليه الدار فذلك متاح بالصوت والصورة لدينا كما انه متابعته ميدانيا افضل بكثير وانني لعلى يقين تمام بان ما سوف يرونه سيكون مدعاة لتقديم الدعم لهذه الفئة.
شكرا يا المليفي
واختتم العيار بالقول: لقد قامت مبرة «خير الكويت» اخيرا بالاحتفال في الديرة بيوم اليتيم العربي وذلك من خلال تكريم الفائزين في مسابقة «إلى أخي اليتيم» التي نظمها منذ ست سنوات بالتعاون مع وزارة التربية وانتهز هذه الفرصة لكي اتقدم بالنيابة عن مجلس ادارة المبرة بخالص الشكر والتقدير لمعالي وزير التربية وزير التعليم العالي احمد المليفي على رعايته وحضوره لاحتفالية وتكريم الفائزين بهذه المسابقة وهذا انما يدل على دعمه لفئة الايتام ونتمنى عليه ان يدعمنا في سبيل تطوير هذه المسابقة التي نجحت بامتياز على مدار ست اعوام وآن الأوان لتطويرها.