أكد اخصائي علاج أطفال التوحد وصعوبات التعلم والنطق والعلاج بالاسترجاع د.محمد السوالمة، تزايد معدل الإصابة بمرض التوحد على مستوى العالم، لافتا إلى أنه في بداية اكتشافه كانت نسبة الاصابة به تبلغ طفل واحد بين كل ألف طفل، بينما أصبحت الأن طفلا لكل خمسين، مبينا أن نسبة إصابة الذكور تفوق أربع مرات الإناث، وأن احتمال إصابة طفل آخر بنفس العائلة تتراوح بين 10% و15%، ولكن هناك امور وقائية تستخدم للحد من هذا التكرار.
وأوضح السوالمة في تصريح له أن التوحد مرض ناتج عن اضطراب طبى حيوي، تم اكتشافة قبل 60 عاما، وأن من الممكن علاجة، لافتا إلى أنه يصيب الأطفال بعمر الثلاث سنوات الأولى، وان من ابرز اعراضه صعوبة تكوين العلاقات الاجتماعية، وعدم قدرة الطفل على التواصل مع الأخرين، وتفضيل الطفل العزلة، مع عدم القدرة على الاندماج في اللعب الجماعي مع اقرانه، وعدم طلب المساعدة من الاخرين عند الحاجة.
وبين أن أطفال التوحد يواجهون مشكلة في اللغة والتخاطب، حيث يعاني الطفل من انعدام النطق في طريقة الكلام، ومحدودية فهم الأفكار واستعمال الكلمات دون ربط المعاني المعتاد بها، كما يعانى من بطء المهارات التعليمية، لافتا إلى أن الدراسات اثبتت ان 60% من الأفراد المصابين بالتوحد متأخرون في كسب القدرات العقلية، مبينا أنه اكتشف أن الطفل المصاب بالتوحد لديه مهارات ومواهب معينة، في مجالات الموسيقى والحاسب وغيرها.
وقال: غالبا ما يعاني هؤلاء الأطفال من وجود حركات متكررة للجسم غير طبيعية، كهز الرأس أو رفرفة اليدين وفرط حركة زائدة واضطراب في النوم وغيرها، كما يميلون إلى التمسك بروتين حياتي معين والالتزام به.
وعن أسباب الإصابة بالتوحد أوضح انه ناتج عن استعداد وراثى للطفل، مصاحب بظروف بيئية ملوثة احاطت به، وألم خلال فترة الحمل كالأجواء الملوثة، وحشوات الرصاص لدى الأم، واستخدام الأواني القديمة، والاكثار من الأكل غير الصحي، مبينا ان الطفل أكثر عرضة للاصابة إن لم يخضع للرضاعة الطبيعية، وتم اعطاؤه المضادات الحيوية بشكل مستمر وبدون مراجعة للطبيب، بإلاضافة لتواجده في أجواء ملوثة، كالتدخين والدهان القديم للمنزل وكثرة المبيدات الحشرية.
وأشار إلى انه يستخدم بروتوكول دان لعلاج التوحد، والذي يشمل مجموعة من الاجراءات التي يتم استخدامها، منها الابتعاد عن الأطعمة الملونة والمحتوية على مواد حافظة، واستبدالها بالسكر الفركتوز او الفواكه بشكل خاص، والابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على بروتين القمح وبروتين الحليب الكازيين.