انطلاق الدورة الخامسة من مؤتمر الخدمة الاجتماعية بالشارقة

الشارقة في 21 أبريل / وام / تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة رئيس المجلس التنفيذي بدأت اليوم أعمال مؤتمر الخدمة الاجتماعية الخامس الذي تنظمه دائرة الخدمات الاجتماعية في فندق راديسون ساس بلو – الشارقة بحضور الشيخ محمد بن سعود رئيس دائرة المالية المركزية بالشارقة واللواء حميد الهديدي قائد عام شرطة الشارقة الى جانب عدد من المسؤولين .

وقالت عفاف ابراهيم المري رئيس دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة في كلمتها الافتتاحية إن الريادة في تقديم الخدمات وخاصة الخدمات الاجتماعية هو مطلب استراتيجي تسعى له كل المؤسسات حيث أن المبادرة والاحساس بالمسؤولية تجاه حل المشكلات التي يتعرض لها الأفراد والمجتمع هما مبادئ الريادة في العمل الاجتماعي.

وأضافت انه تحقيقا لمفهوم الريادة لا بد لنا أن نعي المتغيرات والمشكلات التي تتعرض لها فئات المجتمع عموما والفئات الضعيفة خصوصا لنبتكر لها المشاريع والأنشطة الهادفة للارتقاء بنوعية الحياة لها ومستواها المعيشي وذلك ليس بمعزل عن بعضنا البعض بل لن تتحقق الريادة إلا من خلال تظافر الجهود وتوحيد الطاقات ووضع هذه المشاريع موضع التخطيط طويل المدى تحقيقا للتنمية الاجتماعية المستدامة.

وأشارت إلى أن الريادة في الخدمات الاجتماعية نستشفها في ظل الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة في دولة الإمارات العربية المتحدة للجانب الاجتماعي ومن التوجيهات الحكيمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي يشجعنا دائما على بذل المزيد من الجهد والعطاء للاهتمام بالأفراد والأسر أطفالا ونساء وشيوخا كما يحثنا على تقديم الخدمات والرعاية بأسلوب مبدع يتناسب مع احتياجات الأفراد ومتطلباتهمز وأوضحت المري ان صاحب السمو حاكم الشارقة كان يتلمس العلل الاجتماعية التي تتعرض لها الفئات الأقل حظا في المجتمع مثل الغارمين واليتامى وأصحاب الدخل المحدود والمعاقين و غيرهم فأنشأ لهم المؤسسات التي تكفل تمتعهم بحياة كريمة كلجنة معالجة الديون ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ودائرة الخدمات الاجتماعية وأندية المعاقين وغيرها من المؤسسات الاجتماعية.

ولفتت إلى إن تنظيم هذا المؤتمر يأتي لتحقيق الريادة في تقديم الخدمات الاجتماعية من خلال الاطلاع على أفضل الممارسات والتجارب الناجحة .. وقالت تكريما للشخصيات الاجتماعية الرائدة نطلق اليوم مبادرة ” تكريم الشخصية المتميزة في العمل الاجتماعي ” لأول مرة من خلال هذا المؤتمر للعاملين في مجال الخدمات الاجتماعية ومن كان له الأثر الإيجابي في المجتمع والحالات التي يتعامل معها حيث تم منح فاطمة المغني هذه الجائزة تكريما لانجازاتها في هذا المجال.

ويناقش المؤتمر على مدى يومين أفضل الممارسات في التنمية الاجتماعية تحت شعار ” الريادة في الخدمة الإجتماعية ” لإبراز أهمية دور الخدمة الاجتماعية على مستوى الأفراد والمؤسسات بمشاركة نخبة من المختصين من العاملين في مؤسسات حكومية وخاصة في الدولة ودول مجلس التعاون الخليجي .

وشهد المؤتمر في يومه الأول 3 جلسات حوارية انقسمت إلى 3 أوراق عمل قدمها نخبة من العاملين في الخدمة الاجتماعية من الامارات ودول مجلس التعاون الخليجي .

وفي الجلسة الأولى تم استعراض أفضل الممارسات في الخدمة الإجتماعية من خلال 3 أوراق عمل وهي مفهوم الرضا التام في الخدمة الإجتماعية و أثر التطبيقات الذكية على المجتمع وآلية تطوير ممارسة الخدمة الإجتماعية حيث ناقش العقيد الشيخ محمد عبدالله المعلا بالقيادة العامة لشرطة دبي مفهوم الرضا التام في الخدمة الاجتماعية .. مشيرا إلى دور القياده الأمنيه في دعم الخدمة المجتمعية وكيفية تطوير سبل الدعم الإجتماعي ورفع مستوى الوعي لدى أفراد المجتمع بما يكفل تحقيق الريادة في خدمة المجتمع.

وقدمت فاطمة الخاجة مدير إدارة نظم المعلومات التعليمية بوزارة التربية والتعليم ورقة عمل أثر التطبيقات الذكية على المجتمع من خلال تجربة الوزارة ” بتطبيق أبنائي ” الذي من خلاله حصدت جائزة أفضل خدمة حكومية عبر الهاتف المحمول عن فئة مستوى الحكومة الاتحادية .

ويعد التطبيق بوابة خدمية ومعلوماتية متكاملة تستهدف أولياء أمور الطلبة و تتوفر الخدمة على مدار الساعة .

وقدم الدكتور عبدالعزيز الدخيل من جامعة الملك سعود بالمملكه العربية السعودية ورقة عمل حول آلية تطوير ممارسة الخدمة الاجتماعية ..

مشيرا الى أهمية تطوير الممارسة المهنية وكيفية تطويرها وطرق إنتاج الممارسة الجيده من خلال التركيز على التخصص واختيار الطلاب ووضع الخطط الدراسية ” قديمة – حديثة ” واختيار اعضاء هيئة التدريس ” غير ممارسين ” ومواكبة المستجدات .

كما تطرق إلى مناقشة استخدام نماذج ونظريات الممارسة واستخدام المقاييس الجادة وتطبيق مهارات الخدمة الاجتماعية والالتزام الاخلاقي لممارسي الخدمة الاجتماعية والمسؤولية الكبيرة على عاتقهم لخدمة الفئات المحتاجة من الجتمع .

وتضمنت الجلسة الثانية عرض تجارب في الخدمة الإجتماعية ومنها الميثاق الأخلاقي في الخدمة الإجتماعية بأستراليا ومقاييس دور الرعاية الإجتماعية بالكويت ودور الشراكة المؤسسية في الخدمة الإجتماعية حيث قدم الدكتور فاكر محمد الغرايبة أستاذ مشارك في العمل الاجتماعي بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة الشارقة ورقة العمل متضمنة الميثاق الأخلاقي في ممارسة العمل الاجتماعي وعرض أستراليا كنموذج لها .. مشيرا الى ضرورة التقيد بأخلاقيات المهنة التي يجب ان يتمتع بها كل من يمارس العمل الاجتماعي .

وعرض الدكتور الغرايبة ركائز الأخلاق الأساسية خلال ممارسة العمل الاجتماعي بالإيمان بقيمة الفرد وكرامته والإيمان بالفوارق الفردية سواء بين الأفراد أو الجماعات أو المجتمعات والإيمان بحق الفرد بممارسة حريته في حدود القيم المجتمعية .

أما الورقة الثانية فقدمها المهندس خالد حسين بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بدولة الكويت حول تجربة دولة الكويت في مقاييس الخدمة الاجتماعية .. مشيرا الى أن هذا الأهتمام عباره عن انعكاس مدى اهتمام دولة الكويت بشريحة هامة من شرائح المجتمع من ذوي الاحتياجات الخاصة من ” مسنين – أحداث – أبناء الحضانة العائلية – معاقين – ضعاف عقول ” كما عرض ما تقوم به إدارة خدمات دور الرعاية الاجتماعية من خدمات ودور كبير في تقديم الخدمات للنزلاء للإرتقاء بمجمع دور الرعاية والدور الخارجية التابعة لقطاع الرعاية .

وأوضحت فاطمة بطي المهيري من هيئة تنمية المجتمع في ورقة العمل الثالثة دور الشراكة المؤسسية في الخدمة الاجتماعية من خلال عدة محاور تطرقت لها أستهلتها بتعريف المسؤولية الاجتماعية والإعتبارات غير الصحيحة المتعلقة بمفهوم المسؤولية الاجتماعية وأهمية تطبيق المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات وكيفية تحقيق المسؤولية الاجتماعية من خلال الشراكات المؤسسية وأثر المردود الإيجابي من خلق شراكات مؤسسية ناجحة ..

مستعرضة بعض الأمثلة لشراكات الناجحة لهيئة تنمية المجتمع.

وفي الجلسه الثالثة أتاحت دائرة الخدمات الإجتماعية بالشارقة الفرصة لمناقشة المناهج التعليمية التي تدرس في الجامعات وآليات تطوير هذه المناهج بمشاركة طلبة علم الاجتماع مع رؤساء أقسام علم الإجتماع بالجامعات “جامعة الإمارات وجامعة الشارقة وجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا ” وذلك بهدف الارتقاء بالمناهج التعليمية ومعالجة الفجوة التي يتعرض لها الطالب عند التخرج و بداية التعيين لممارسة العمل الاجتماعي .

ويقام بالتزامن مع جلسات المؤتمر معرض مصاحب لأبرز الخدمات التي تقدم من مختلف مؤسسات المجتمع ومنها هيئة الإمارات للهوية وهيئة الهلال الأحمر والقيادة العامة لشرطة الشارقة وحملة الشارقة إمارة صديقة للطفل ومؤسسة التنمية الأسرية في ابوظبي ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وجمعية الاجتماعيين وجمعية حقوق الإنسان والمكتب الثقافي الإعلامي للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة .

وتعقد غدا ضمن أعمال المؤتمر 3 ورش عمل بالتعاون مع مركز التعليم المستمر وخدمة المجتمع بجامعة الشارقة وجامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية للعاملين في مجال الخدمة الاجتماعية حول المقاييس الإجتماعية في دراسة الحالة ومهارات التشخيص والعلاج في الممارسة بالخدمة الإجتماعية والتعامل مع العملاء المقاومين للعلاج.

وتهدف هذه الورش الى رفع مستوى القائمين على الخدمة الاجتماعية و تطوير قدراتهم المهنية بما يعود بالنفع على مختلف الفئات المستفيدة من الخدمة الاجتماعية .