0 تعليق
543 المشاهدات

د.المجبل: نجاحُ زراعة القوقعة يعتمد على ما قبلها وبعدها



حاسة السمع هي أول حاسة تنضج لدى الإنسان. وعادة ما يبدأ السمع منذ بلوغ الجنين الاسبوع 25 من الحمل. وتعتمد حاسة السمع على قدرة الاذن على الاحساس بالاهتزازات والتقاطها، حتى تكون منها اشارات عصبية تصل الى الدماغ لتترجم الى صوت.

وتضيف د اسيل المجبل، المتخصصة في السمع والاتزان وزراعة القوقعة من قسم علوم السمع والنطق في كلية الطب المساعد قائلة: يعتمد السمع على كفاءة عمل جميع اجزاء الاذن الخارجية والوسطى والداخلية في توصيل الموجات الصوتية الى آلاف الشعيرات السمعية الموجودة في القوقعة، ثم تحويلها الى اشارات عصبية تثير العصب السمعي ومناطق الدماغ حتى تترجم الى أصوات نسمعها.

أهمية السمع للطفل

اضافت: يعد فقدان السمع من المشاكل والعيوب الخلقية الشائعة، فالإحصائيات تشير الى معاناة 12-10 من كل 1000 مولود من اضطراب شديد في حاسة السمع، سواء أكان خلقيا او مكتسبا. ومن هؤلاء فان 6-4 سيعانون من فقد السمع او الصمم مع تقدمهم في العمر. وتعريف ضعف السمع هو عدم قدرة الجهاز السمعي على أداء وظائفه بشكل كامل أو انخفاض قدرته على سماع الأصوات المختلفة. ويمكن اعتبار السمع كأكثر طريقة فعالة في تعليم الطفل اللغة والنطق والقراءة والمهارات والسلوكيات الحياتية. لذا، فمن المهم ان يتم اكتشاف مشاكل السمع مبكرا، حتى تشخص وتعالج بشكل مناسب قبل ان تؤثر في تطور الطفل بشكل عام. فالكثير من الاطفال الذين يولدون مع ضعف شديد في السمع ولم يستخدموا ادوات تساعدهم على السمع في وقت مبكر من حياتهم، سيعانون من صعوبات بالغة في القراءة والاملاء، حتى لو كان نظرهم سليماً.

تصنيف فقدان السمع

وتقول: يتم تشخيص فقد السمع وتصنيفه بحسب نوعه وشدته. كما يمكن تصنيفه بحسب العمر الذي حدث فيه فقدان السمع، الى:

أ- ضعف سمع حصل قبل اكتساب اللغة: ضعف حصل أثناء الولادة أو قبل اكتساب اللغة، مما يقوض قدرة الطفل على النطق والكلام، لأنه لم يسمع اللغة بالشكل المطلوب حتى يتعلمها.

ب- ضعف السمع حصل بعد اكتساب اللغة: ضعف حصل بعد أن يكون الطفل قد اكتسب اللغة.

او يمكن تصنيف فقد السمع بحسب مكان الاعتلال في الجهاز السمعي، الى:

أ- ضعف السمع التوصيلي: نتج عن اضطراب في الأذن الخارجية أو الوسطى مع سلامة الأذن الداخلية. فالمشكلة ليست في تفسير الأصوات أو تحليلها، بل في إيصالها إلى الأذن الداخلية ومناطق السمع المركزية (الدماغ).

ب- ضعف السمع الحسي القوقعي( او العصبي ) العصب السمعي: نتج عن اعتلال الأذن الداخلية مع سلامة الأذن الوسطى والخارجية. فالمشكلة تكمن في عملية تحليل الصوت وتفسيره.

ج- ضعف السمع المختلط: نتج عن ضعف سمع مشترك، لوجود خلل في أجزاء الأذن الثلاثة.

اضطرابات عمليات السمع المركزي

واضافت د اسيل: توجد حالة اخرى، تحدث حين تتأثر مراكز السمع في الدماغ نتيجة لوجود أمراض او اضطرابات في الجهاز العصبي السمعي المركزي. ولا تؤثر بالضرورة في مستوى علو الصوت، بل على مستوى فهم الكلام. ويظهر هذا الامر جليا مع دخول الطفل الى المدرسة وبدا تعثره الدراسي (صعوبات التعلم)، خاصة في القراءة والكتابة والاملاء، ويصاحبها بعض الحالات تشتت الانتباه وعدم التركيز وفرط في الحركة وعدم تحديد الصوت.

طرق التشخيص

وبينت د.اسيل ضرورة قصد المختصين في السمع للأطفال عند الشك بوجود ضعف في سمع الطفل او تأخر لغوي لاكتشاف اي خلل مبكر، وقالت:

-يمكن فحص الطفل وتشخيص اي اعتلال في السمع منذ بلوغه عمر الاشهر الثلاثة. ويشمل ذلك تشخيص مكان الاعتلال في الجهاز السمعي وتحديد شدة فقد السمع. ويستند التشخيص المبدئي على التاريخ المرضي للعائلة وفحص الاذن بالمنظار وقياس السمع وفحص الاذن الوسطى وفحص ردة فعل العظيمات. وعلى اساس نتائج هذه الفحوصات، قد تطلب فحوصات اكثر تخصصا لتقييم الاعتلال.

واضافت: 90 – % من حالات ضعف السمع ترجع الى وجود اضطرابات في الجهاز السمعي، أما النسبة المتبقية فترجع الى اصابة بمرض مثل التهاب الاذن. وللوراثة دور كبير، حيث يزداد خطر إنجاب طفل أصمّ إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما فاقدا للسمع (أصم) منذ ولادته. بيد ان %95 من المواليد الذين يعانون من فقد السمع، يتمتع افراد اسرتهم بسمع سليم. ومن أكثر اسباب فقد السمع شيوعا:

– الولادة المتعسرة والقيصرية والاطفال الخدج وذوو الوزن الاقل من الطبيعي.

– ظروف أثناء الولادة منعت استنشاق الطفل كمية كافية من الأوكسجين (نقص الاوكسجين).

– عدوى المرأة أثناء الحمل ببعض الميكروبات مثل الزهري وغيره.

– استخدام الحامل لبعض الأدوية السامة للأذن بطرق غير سليمة (تشمل أكثر من 130 دواءً، مثل المضاد الحيوي جنتاميسين).

– التشوهات الخلقيةالجنينية، مثل انسداد قناة الأذن الخلقي.

– المتلازمات الخلقية التي تصيب الأطفال وغالبا ما تكون وراثية.

– التهاب السحايا.

– الالتهابات الفيروسية كالحصبة والنكاف تسبب تلف في خلايا الأذن الداخلية والعصب السمع.

وقالت عن التأهيل السمعي:

1 – استخدام النوع المناسب من المعينات السمعية، مثل:

معينات السمع المخفية تماماً:

تركب بالكامل داخل القناة السمعية مما يجعلها مخفية تماما. وتعد مناسبة لضعف السمع البسيط والمتوسط.

ITC معينات السمع شبه مخفية:

تركب داخل قناة السمع بالكامل تقريب، مما يجعلها شبه مخفية. وهي مناسبه لضعف السمع البسيط إلى الحاد.

ITE معينات السمع داخل الصيوان:

تستقر داخل صيوان الأذن الخارجية لتوفر الأداء الأمثل والراحة في الاستخدام .كما أنها توفر مساحة كافية لخيارات إضافية مثل الميكروفونات الاتجاهية أو محولات التيليكويل لاستخدام الهاتف. وتعد مناسبة لضعف السمع البسيط والحاد.

معينات السمع خلف الأذن BTE:

تستقر خلف الأذن، وتمرر الأصوات التي يتم تكبيرها من خلال أنبوب إلى قالب الأذن. وتناسب ضعف السمع البسيط إلى الشديد جداً وتناسب الاطفال .

2 – زراعة القوقعة الإلكترونية

تعد زرع القوقعة الصناعية الحل الفعال وطويل الامد لكل من يعاني من فقدان السمع «القوقعي». فهي تتخطى الاجزاء المعتلة في القوقعة لتوصل الصوت في صورة اشارات كهربائية عبر العصب السمعي الى الدماغ.

ويتطلب تركيب الغرسة الخضوع لعملية جراحية حتى يتم زرع القوقعة تحت الجلد «خلف الاذن» ووضع مجموعه من الالكترودات داخل قوقعة الاذن. وللتفسير، تقوم الميكروفونات الموجودة في معالج الصوت بالتقاط الاصوات وتحويلها الى بيانات رقمية. ثم تنتقل هذه البيانات الى الغرسة حتى تقوم بإرسال اشارات كهربائية عبر الالكترودات الى قوقعة الاذن، حتى تلتقطها الالياف العصبية السمعية في قوقعة الاذن وترسلها الى الدماغ لتعطي الاحساس بالصوت.

تضيف د.اسيل:

– تعتمد نتائج زراعة القوقعة على:

1. العمر الذي فقد الطفل سمعه.

2. والعمر الذي تمت فيه زراعة القوقعة.

3. ومدة ضعف السمع والحرمان السمعي.

4. الأسلوب الذي تتبعه الحالة في التواصل قبل الزراعة والتقبل من حيث البيئة المحيطة.

5. وجود فريق كامل متعاون للعمل على تأهيل الطفل ودمجه في المجتمع. ويجب توفير خدمات تطور مهاراته التالية: مهارات الاستماع وفهم الأصوات الكلامية والبيئية المحيطة وكيفية التمييز بينها. بالإضافة الى تطوره اللغوي ومهاراته التعليمية والاجتماعية.

أعراض اضطراب السمع

1 – صعوبة فهم التعليمات وطلب إعادتها .

2 – أخطاء في النطق.

3 – إدارة الرأس إلى جهة معينة عند الإصغاء للحديث.

4 – الميل للحديث بصوت مرتفع.

5 – وضع اليد حول إحدى الأذنين لتحسين القدرة على السمع.

6 – التركيز في وجه المتحدث ومتابعة حركة الشفاه.

7 – تفضيل استخدام الإشارات أثناء الحديث.

8 – ظهور إفرازات من الأذن أو احمرار الصيوان.

9 – ضغط الطفل على الأذن أو الشكوى من رنين في الأذن.

10 – العزوف عن المناقشة في الصفوف المدرسية بحكم عدم القدرة على متابعة وفهم ما يقال وصعوبة تحديد مصدر الصوت وسط الضوضاء.

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3776 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4152 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0