حملة توعوية شعارها «موقفي حقي» للتوعية بأهمية المواقف المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة انطلقت قبل أيام.. أطلقها سعادة رئيس مجلس الأمة، وقطع شريطها اللواء عبدالفتاح العلي، وهو يحرر مخالفة لمركبة تقف في موقف ذوي الاحتياجات الخاصة، وامامه اصطفت الكاميرات وعدسات المصورين، فتساءلت بيني وبين نفسي: هل هذا هو المطلوب؟!
وقد أجاب اللواء العلي عندما قال ان الهدف ليس تحرير المخالفات، وانما توعية المخالفين بأهمية المواقف المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة ومدى احتياجهم اليها.. ولكن ما قام به اللواء العلي امام عدسات التلفزة والصحافة لم يعبِّر عن ذلك!
فقد كان بإمكان اللواء العلي ان يؤكد الجدية في التعامل مع هذه المخالفات بعيدا عن الاضواء عن طريق تشديد العقوبات وتبيان اهمية الالتزام بمثل هذا القانون.. أو أن يقف هو وجموع الصحافة والتلفزة والإعلام كلها بانتظار من خالف، ليُجري معه حواراً ويسأله عن سبب أخذه حق ذوي الاحتياجات الخاصة، باستيلائه على مواقفهم.
ولكن ما حصل – للأسف – ان ركّزت الكاميرات والإعلام على سعادة اللواء، وهو يحرر المخالفة، ولعله راضٍ على ذلك! خذ المخالفة التي لو طبقت في كل مكان بكل شدة وحزم لكانت تعبيرا عن نجاح اضافي للواء العلي.. ولكن ما هكذا النجاح يكون يا سعادة اللواء العلي!
حين صرح اللواء العلي بضرورة ان تحصل وسائل الاعلام على تصريح قبل اي تصوير في الشارع من دون دراسة اثر هذا القرار، حين تعرض فريق تلفزيوني محلي كويتي كان يصور الازدحام المروري، وأرسلت اليهم دورية لاقتيادهم الى المخفر..! وسؤالنا: هل لان موضوع التصوير لم يعجب المسؤولين بالداخلية، لانها تسلّط الضوء على ازمة الازدحام في الشوارع المستمرة منذ امد طويل.. اتُّخذ هذا القرار؟!
من يصر على المخالفة لا يهمه اذا حررها عبدالفتاح العلي او شرطي بالداخلية.. يومياً، وأمام أعين كل الملتزمين بقوانين المرور تتخاطف امامنا السيارات في حارة الامان من دون ان تجد من يوقفها، من الكويتيين رجالا ونساءً، وغير الكويتيين من كل الجنسيات.. وكأن الموضوع أصبح مسموحاً به!
سعادة اللواء.. النجاح الذي حققته من خلال الحزم في تطبيق القانون يمكن ان يستمر بعيدا عن الاضواء، عن طريق المتابعة والاستمرار في البحث عن المخالفين في كل مكان بشدة وحزم.. لا أن يقف الشرطي في مكانه بسيارته او على دراجته مشغولا بهاتفه الشخصي والمخالفات تمر امامه وهو مشغول تماماً عنها.
كل ما سبق لا ينفي أبدا أن اللواء العلي حرك مياهاً ساكنة، واصبح «بعبع» المخالفين.. وخوفنا على هذا النجاح هو ما شجعنا على كتابة هذا المقال.
* * *
وضعنا أملنا فيه، صاحب رؤية وحب جارف لوطنه.. عمل في الخفاء خلال الغزو العراقي داخل وطنه الجريح، وظل مجروحاً حتى فارقنا. رحمك الله يا بوناصر، ويصبّر أهلك.