إخفاق الطفل ذى الإعاقة السمعية عن الكلام، وعدم قدرته على تفهم كلام الآخرين وانعدام تجاوبه وتمييزه للأصوات، يجعل هذا الطفل يدخل المدرسة دون رصيد لغوى، ويعتمد ذلك بصفة أساسية على تنبيه حواسه، وتدريب أعضاء النطق لديه، ولذا فإن العجز اللغوى يؤثر ليس فقط على القدرة اللفظية لأصوات الكلام بل يغير أيضاً من القدرة على تعلم إيقاع الكلام، وهو التعبير الشفوى عن اللغة، ولهذا قد يتوقف نمو كل عناصر اللغة على تغيرات النمو للجهاز العصبى المركزى.
تقول الدكتورة ولاء كرم أستاذ برامج التربية الخاصة، إنه من الطبيعى إذا لم يسمع شخص ما اللغة المنطوقة العادية، فإنه لا يستطيع أن يتكلم بفهم وإدراك، ويشوب كلامه ضجيج بدائى تميزه نغمات مشحونة بالانفعالات، مضيفة أن هناك أطفالًا حدثت إعاقتهم فى سن مبكرة، ومنهم من حدث صممه فى سن متأخرة بعد أن تعلم الكلام، وهذا النوع من الصمم يقتصر أثره على عدم القدرة على فهم الكلام المسموع، وصعوبة فى التعبير عن أفكاره بصورة مناسبة بالإضافة إلى الحرمان من تعلم مفردات وكلمات جديدة.
وأشارت “كرم” إلى أن الأطفال ذوى الإعاقة السمعية لا يمكنهم اكتساب اللغة من خلال عملية التقليد بسبب وجود تلك الإعاقة ولذلك يحاول هؤلاء الأطفال فى اكتساب اللغة المكتوبة، لأنها الوسيلة التى يتعاملون من خلالها مع مجتمع السامعين، فهناك تأخر واضح للجانب اللغوى لديهم، ولذلك فإن مفرداتتهم اللغوية محدودة بدرجة كبيرة.
وأضافت “كرم” أن الطفل ذى الإعاقة السمعية قد يتسم بضعف لغة الحديث لديه، ويرجع ذلك لوجود خلل واضطراب فى إيقاع الكلمة وقوتها وطبقتها إلا أن تدريب الطفل على بعض العلامات الإيقاعية للكلام باستخدام حاسة البصر مع المبالغة فى حركة الشفاه، تعد طريقاً لتمرين الطفل على اللغة بمدركاتها، فالطفل الأصم يتذكر الكلمات التى لها مقابل فى لغة الإشارة كما أن لديه القدرة على تذكر الأشكال أكثر من تذكره للأرقام، وهو يشعر بذبذبات الصوت عن طريق الجلد والعظام من خلال مرورها فى الجهاز العصبى، إلا أن هناك فئات يستطيعون من خلال التدريبات والتمرين اكتساب قدرة كبيرة على الكلام بالرغم من كونهم من ذوى الإعاقة السمعية.