تأسست في 20 اكتوبر 2009
نجح باحثون مصريون في تطوير حليب خاص يتم تقديمه للأطفال المصابين بمرض التوحد، ممّا يساهم في تحسن كثير من الأعراض المصاحبة للمرض من تشتت الانتباه والعصبية الشديدة والقصور الحاصل في التواصل مع الآخرين.
وقالت نجوى عبدالمجيد، أستاذة الوراثة البشرية بالمركز القومي للبحوث بمصر، ومديرة عيادة مرضى التوحد به، إن المنتج الجديد الذي أنتج بالتعاون بين قسمي الصناعات الغذائية وأمراض الوراثة بالمركز، كان خلاصة تحليل للنتائج التي توصلت إليها الأبحاث التي أجريت على الأطفال من المرضى المصابين بالتوحد المترددين على العيادة منذ عام 2005.
وأوضحت عبدالمجيد أن الأبحاث التي أجريت على مرضى التوحد، كشفت عن نقص شديد لديهم في بعض الأنزيمات وعناصر الكالسيوم والحديد و”فيتامين د”، فتم إنتاج حليب خاص بهؤلاء المرضى يحتوي على تلك العناصر، ونزع منه عنصر “الكازين” المتوفر بالحليب، والذي يسبب مشاكل لهم.
وتضيف رئيس الفريق البحثي أن الأطفال الذين انتظموا في تناول هذا الحليب لمدة ستة أشهر، حدث تحسّن شديد لهم في ما يتعلق بمشكلة تشتت الانتباه، كما قلّت عصبيتهم بشكل كبير، وتحسنت قدرتهم على التواصل مع الآخرين بنسبة 60 بالمئة.
وتقدم الفريق البحثي الذي طور هذا الحليب بطلب إلى أكاديمية البحث العلمي المصرية، لتسجيله كبراءة اختراع، لأوّل منتج غذائي خاصّ بمرضى التّوحّد. ويعتبر مرض التوحد من الإعاقات التي تؤثر على تطور القدرات العقلية عند الأطفال وطريقة تواصلهم مع الآخرين، ولا يستطيع الأشخاص المصابين إقامة علاقات ذات مغزى مع الآخرين، ويعجزون أيضا عن فهم العالم من حولهم.
يتوقع أن يرتفع عدد المصابين بالتوحد في مصر من 2 مليون و300 ألف عام 2001 إلى 2 مليون و900 ألف عام 2017
ويعاني من هذا المرض طفل من بين كلّ 80 طفلا في مصر، ويتوقع أن يرتفع عدد المصابين به من 2 مليون و300 ألف عام 2001 إلى 2 مليون و900 ألف عام 2017، وفق ما جاء في المؤتمر العلمي الثامن للتوحد الذي عقدته قبل عامين كلية التربية بجامعة الفيوم (وسط)، بالاشتراك مع الجمعية المصرية لتنمية قدرات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة .
وتوصلت دراسة أميركية، أجراها المركز الوطني للإحصاءات الصحية التابع للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، وأعلنت نتائجها مؤخرا، إلى أن واحدا من بين كل خمسين طفلا أميركيا في سن المدرسة سيشخّص بمرض التوحد، وذلك بزيادة بلغت 72 بالمئة عن نسب عام 2007.
