ضاهر : مركز الخرافي يكفل حق اللعب الحر والفطري لجميع المعاقين

لما كان لطفل التوحد من خصوصية في التعامل والتواصل مع الآخرين حتى يستطيع ان يحيا حياة كريمة وجب علينا التوجه الى بعض المراكز في الكويت للتعرف على الرعاية التي تقدمها للمصابين بهذا المرض وللسؤال عن عالم هؤلاء الاطفال والكشف عن احتياجاتهم ومعاناة ذويهم. فقابل نائب مدير مركز الخرافي لانشطة الاطفال المعاقين رعد حسين ضاهر وسأله:
< هل يتقدم لمركزكم اطفال مصابون بالتوحد؟ وهل تقبلونهم؟ - رعد ضاهر: نعم نستقبل بالمركز أطفال التوحد وجميع الاعاقات حيث ان رسالة المركز هي توفير بيئة ترفيهية آمنة ومتخصصة تكفل حق اللعب الحر لجميع الأطفال المعاقين بمن فيهم بطبيعة الحال اطفال التوحد وذلك على مدار العام بأجواء من الفرح والسرور وتقدم هذه الخدمات الترفيهية والتدريبية والتأهلية المتنوعة لكل من أطفال التوحد ذكورا واناثا وجميع الأطفال من ذوي الاعاقة بدءاً من سن 13-4 سنة في الفترتين الصباحية والمسائية ضمن برنامج ما بعد المدرسة كما تقدم للفتيات بدءاً من سن 45-13 سنة ضمن برنامج تأهيل الفتيات هذا بالاضافة أيضاً لاستقبال المدارس والمراكز والمؤسسات الحكومية والأهلية العاملة في مجال تعليم وتأهيل ورعاية أطفال التوحد. شروط القبول < هل هناك شروط لقبول الطفل المتوحد او مقابلة لتحديد طبيعة الحالة؟ - يقوم المركز باجراء مقابلة شخصية في البداية مع ولي الأمر ويستمع لرأيه وتجربته للوقوف على ملاحظاته الشخصية وكذلك يأخذ بعين الاعتبار التقارير الطبية المتعلقة بحالة طفل التوحد وتشخيص الطب التطوري له وشهادة اثبات الاعاقة من الهيئة العامة لشؤون ذوي الاعاقة، وتقييم المدرسة التي ينتسب اليها وتجمع كل هذه المعلومات حتى تتكون صورة واضحة لدينا عن حالة الطفل الذي يعاني اضطراب التوحد بشكل واف نوعا ما كما ان المركز بدوره يعطي الطفل فرصة شهر تقريبا تتم خلالها ملاحظته من خلال اللعب وممارسته للأنشطة الترفيهية المتنوعة ومن ثم اجراء مقارنة بين المعلومات التي تم جمعها وبين الملاحظات الميدانية وذلك من أجل تقديم أفضل أنواع الخدمات والرعاية والاهتمام والتدريب والتأهيل التي يحتاج اليها طفل التوحد ومن أهم الشروط القبول والتسجيل لدينا في المركز ان يكون لدى الطفل شهادة اثبات اعاقة معتمدة من قبل الهيئة العامة لشؤون المعاقين وان يكون مسجلاً لدى احدى المدارس والمراكز المختصة لذوي الاعاقة وأن يكون خاليا من الأمراض المعدية وبالطبع ضمن شروط الفئة العمرية التي ذكرناها سابقاً كما ان المركز يستقبل الأطفال والفتيات الكويتيين وغير الكويتيين ممن يعانون من اضطراب التوحد. تأهيل خاص < هل القائمون على العمل بالمركز مؤهلون للتواصل مع الأطفال؟ - يعمل في المركز فريق عمل على درجة عالية من الكفاءة والتخصص في مجال الاعاقة وهو على دراية كافية بماهية الاعاقة وأنواعها وطرق وبرامج التعامل معها كما أنهم يخضعون باستمرار لدورات تدريبية وورش عمل ومحاضرات من قبل خبراء محليين او دوليين لهم باع طويل وخبرة كبيرة بهذا المجال بهدف معرفة أحدث ما توصلت إليه الدراسات والأبحاث بهذا الصدد كما ان الاختصاصيين والمشرفين في المركز جميعهم اجتازوا دورات متخصصة ومتعلقة بأهمية وقيمة اللعب في حياة الطفل بشكل عام والطفل المعاق بمن فيهم أطفال التوحد بشكل خاص.ويستخدم فريق العمل في المركز برنامج ماكتون للتواصل اللغوي معهم، وهو برنامج بريطاني مقنن ليتناسب مع البيئة الكويتية والخليجية والعربية وقد تم تأسيس مشروع ماكتون لتطوير المفردات اللغوية في عام 1978م كمؤسسة بريطانية خيرية. وهو برنامج لغوي تم تصميمه خصيصاً لتطوير عملية التواصل واللغة ومهارات القراءة والكتابة للأطفال والبالغين الذين يعانون من صعوبات في التعلم والتواصل. وتابع: أدخل البرنامج الى الكويت سنة 1988م من قبل السيدة الفاضلة سبيكة سعد الجاسر بعد ان ترجم الى اللغة العربية وتعديله بما يتناسب مع احتياجاتنا ومتطلباتنا مع مراعاة العادات والمفاهيم العربية والاسلامية، ويستخدم البرنامج الكلام والاشارة والرموز للتعبير والتواصل وهو مفيد جدا لتنمية مهارات التواصل لدى أطفال التوحد لذلك ندعو كل المهتمين بهذا الصدد إلى الاطلاع على هذا البرنامج والنتائج الباهرة التي حققها. استجابة وتواصل < كيف تلمسون حالات تستجيب ويتحسن لديهم التواصل الاجتماعي؟ - على الرغم من ان الشائع والمشهور بأن التواصل الاجتماعي ضعيف في معظم الأحيان لدى اطفال التوحد أو يعانون قصورا فيه الا ان هذا الجانب يتطور ويتحسن عندهم بطريقتين اما بشكل تلقائي وبصورة عفوية وسلسة وذلك من خلال مشاركتهم في كل الأنشطة الترفيهية والفعاليات والمناسبات الاجتماعية والاحتفالات والرحلات الخارجية او بشكل منظم ومدروس ضمن برامج تدريبية وتأهيلية متخصصة تهدف بشكل مركز الى تطوير هذه المهارة لديهم. وقد تطبق الطريقتان في آن واحد او تطبق كل طريقة على حدة، وفي كلتا الحالتين تتطور مهارات التواصل الاجتماعي لديهم بشكل ملحوظ، قد تصل في بعض الأحيان لحد أكثر من المتوقع كما ان في مسألة التواصل الاجتماعي تلعب البيئة المحيطة بطفل التوحد دوراً ايجابيا بهذا الصدد فكلما كانت البيئة المحيطة بطفل التوحد أكثر احتضانا وتقبلا وتفهما لهم ارتفع معدل التواصل الاجتماعي بينهم وبين من يتواصلون معهم. حالات كبيرة > بصورة عامة هل ترون ان حالات التوحد كثيرة وهل المراكز الموجودة بالكويت تكفي لاستيعابها؟
– لا توجد بين أيدينا احصاءات رسمية دقيقة ولذلك نهيب بالمؤسسات الحكومية وجمعيات النفع العام ومختلف مؤسسات وقطاعات المجتمع المدني العاملة بهذا المجال، ان يجروا مسحا شاملاً على مساحة الوطن لعدد الأطفال الذين لديهم توحد وان ينسحب ايضا هذا الاحصاء التعدادي الوطني على جميع فئات الاعاقة كما ندعو جميع أولياء الأمور الى التعاون مع تلك الاحصاءات والعمل على ان يسجلوا أبناءهم في الهيئة العامة لشؤون المعاقين فهي المظلة الحكومية الأم بهدف حصرهم وتحسين جودة الخدمات المقدمة لهم على كل الأصعدة كما يفيد ذلك في الدراسات والأبحاث العلمية، وتقدير حجم المخصصات والدعم المالي والمعنوي لهم بما يتناسب مع عددهم واحتياجاتهم الخاصّة ولكن لابد من الاشارة الى ان هناك عددا لا يستهان به من أطفال التوحد يمكن ان نتلمس ونستشعر ذلك من خلال الملاحظة الميدانية والاحتكاك اليومي مع الأطفال المعاقين وذويهم.كما اننا نعتقد بأن هناك عددا لا بأس به من المؤسسات والجمعيات والمدارس الحكومية والخاصة التي تهتم بأطفال التوحد بصفة خاصة، او ان يكونوا جزءاً من الاعاقات التي تستقبلها تلك المؤسسات والعبرة ليست بعدد المراكز التي تحتضن الأطفال التوحديين بل بنوعية الخدمات التأهيلية والتدريبية والتعليمية والبرامج المتخصصة التي تقدم لهم.

دمج اجتماعي

< من وجهة نظركم الى اي مدى يمكن دمج الطفل المتوحد مع الاطفال العاديين؟ - ان عملية دمج اطفال التوحد ليست بالمهمة المستحيلة وخاصة ان حقول الدمج واسعة ومتنوعة فمنهاعلى سبيل الذكر لا الحصر الدمج التعليمي في الفصول الدراسية ومنها الدمج المكاني في الأنشطة المختلفة والدمج الاجتماعي وهذا يتطلب رفع مستوى الوعي والثقافة العامة في المجتمع حول اعاقة التوحد وغيرها من صور الدمج التي لا يتسع المقام لذكرها ونحن في مركز الخرافي نعمل على دمجهم عبر الأنشطة الترفيهية والفعاليات والاحتفالات الاجتماعية التفاعلية والرحلات الخارجية والبرامج التأهيلية والتدريبية كالحرف اليدوية والأشغال الفنية والمسرح الغنائي الاستعراضي والدراما والموسيقى وغيرها حيث اننا لا نوفر اي فرصة نستطيع من خلالها ان ندمجهم ونجعلهم أكثر تفاعلاً وحضوراً مع البيئة المحيطة بهم. < على مستوى مركزكم هل يتأقلم اطفال التوحد مع الاخرين من اصحاب الاعاقات المختلفة ام يداومون في اوقات تختلف عن البقية؟ - نحن مؤمنون بأن اللعب حق فطري ومشروع لأي طفل سواء كان من ذوي الاعاقة او من غير ذلك فجميع الأطفال يمكنهم ان يلجوا من بوابة اللعب الحر او الموجه دون تصنيف او تميز وهي حاجة لكل الأطفال يستطيعون من خلالها ان يتعرفوا على ذاتهم وعلى البيئة المحيطة بهم ونوفر لهم ظروف التطور في حقول النمو المختلفة لذلك يستقبل المركز كل الاعاقات بما فيها التوحد ونحن لا ننكر ان لاعاقة التوحد خصوصيتها ولكن تذوب هذه الخصوصية امام فكرة الطفولة وفي تشاركهم مع أقرانهم الأطفال باللعب والترفيه سواء أكان هؤلاء الأطفال من ذوي الاعاقة او كانوا أطفالاً غير معاقين. < بماذا تنصح أولياء امور اطفال التوحد؟ - صراحه لدي بعض النصائح التي اراها مهمة لذوي اطفال التوحد: - ضرورة ان يتمتع أولياء الأمور بالحد الأدنى من الثقافة والمعرفة والوعي المطلوب بماهية اعاقة التوحد او هذا الاضطراب النمائي الذي يعاني منه ابنهم او ابنتهم.وذلك لأن الانسان عدو ما يجهل خاصة وهم من يتحملون العبء الأكبر ومسؤولية الاعتناء بهم ورعايتهم وتوفير أفضل الخدمات لهم في كل مراحل حياتهم وفي كل المحطات التعليمية والتدريبية والتأهيلية التي يمرون بها. - التثقيف الذاتي وقراءة الكتب والمجلات العلمية ومتابعة المواقع الالكترونية المهتمة في موضوع التوحد. - اللجوء الى المتخصصين في المجال ومن لهم خبرة مهنية وعلمية جيدة والأخذ بتوجيهاتهم وارشاداتهم. - الاستفادة والاطلاع على تجربة غيرهم من اولياء الأمور الذين تعايشوا مع اعاقة التوحد لفترة طويلة من الزمن والاستماع الى آرائهم وتجربتهم الشخصية. - الانتساب الى اللجان والجمعيات والمؤسسات والمجموعات الفاعلة والمهتمة بشؤون وحقوق وقضايا الأشخاص المعاقين. - المشاركة والحضور في الدورات والمحاضرات وورش العمل والندوات الثقافية المتعلقة بالمجال. - الاطلاع على كل ما هو جديد فالعلم والتطور في حالة حراك دائم وكل يوم يقدم لنا أملاً جديداً. إنهم يذهلوننا وبالنسبة للجوانب التي يتميز فيها طفل التوحد يقول رعد ضاهر: هم بالفعل أشخاص متميزون ولطالما أدهشنا ما يقومون به من انجازات عجز عنها في بعض الاحيان الأشخاص غير المعاقين ولقد وقفنا مرات كثيرة مذهولين أمام انجازاتهم ومهاراتهم وابداعاتهم فمنهم الكتاب والرسامون والحرفون والتقنيون والممثلون والشعراء والحفاظ للقرآن الكريم وكل يوم نراهم من حولنا يؤكدون ان اعاقتهم لم تقف حاجزاً أو عائقا أمامهم كما ان هناك العديد من المشاهير في العالم الذين كانوا يصنفون ضمن طيف التوحد وها هي وسائل الاعلام وقنوات التواصل الاجتماعي تزخر بانجازاتهم وقدراتهم المتميزة خاصة لو هيئت الظروف لهم لابراز تلك الطاقة الكامنة لديهم. خدمات متنوعة وحول طبيعة الأنشطة التي يقدمها مركز الخرافي قال رعد ضاهر: يقدم المركز خدمات متنوعة يمكن ان نحصرها بثلاثة انواع من الخدمات الترفيهية والتأهيلية والتدريبية على رأسها او أهمها الخدمات الترفيهية كاللعب الحر بأنواعه واللعب الهادف الموجه كالحرف والفنون، والأنشطة الرياضية، والمسرح والتمثيل، والمهارات الحياتية، والمكتبة والكمبيوتر، والرحلات الخارجية، والطبخ والتأهيل المنزلي، والحديقة والأنشطة الخارجية هذا بالاضافة للاحتفالات والفعاليات الترفيهة. ولابد من الاشارة الى ان هناك خدمتين اضافيتين تقدمان الى جانب الخدمة الترفيهية التي تقدم لأطفال التوحد وغيرهم من الأطفال المعاقين وهي الخدمات التأهلية كالعلاج الطبيعي، والعلاج بالعمل، وعلاج النطق، وبرنامج ماكتون - للتواصل اللغوي، والغرف الحسية المضيئة ومظلمة وأخيراً الخدمات النفسية. واضاف: لابد من الاشارة ايضاً الى ان الخدمات التأهيلية والطبية هي ضرورة لأطفال التوحد حيث انهم يحتاجون اليها لتنمية التطور والتقليل من التأخر في النمو لديهم الذي غالباً ما يكون في التواصل الاجتماعي واللغة والعضلات الدقيقة وفي بعض السلوكيات التي تحتاج لتعديل وتغير كما ان كلما كان هذا النوع من التدخل مبكراً كلما أعطى نتائج أفضل في المستقبل كما ان المركز يهتم بالخدمات التدريبية والتوعوية للأشخاص القائمين على رعايتهم من اولياء أمور ومختصين ومتطوعين وطلبة التدريب الميداني والمهتمين بالمجال وذلك من خلال المحاضرات وورش العمل والندوات التوعوية للبيئة المحيطة بأطفال التوحد حيث ان كلما كانت البيئة المحيطة بهم أكثر المام باضطراب التوحد وحيثياته ومعرفة كل ما هو جديد في هذا المجال كلما انعكس ذلك على نوعية الخدمات ومستوى الرعاية المقدمة لهم.