قالت استشارية الطب التطوري والسلوكي لدى الاطفال الدكتورة منى القبندي ان للتوحد ثلاثة مؤشرات اساسية وهي تأخر واضطراب في المظهر الاجتماعي وتأخر بالتواصل اللغوي وغير اللغوي المصحوب بتصلب بالتفكير والسلوك.
وقالت القبندي ان «ليوكانر» هو اول من جعل التوحد ينفصل عن اطار الاضطرابات الذهنية ويكون مرضا منفصلا لوحده في عام 1943 ومنذ ذلك الحين ونحن نرى تغيرات واراء مختلفة بين الباحثين للوصول الى مفهوم شامل للتوحد وآخر تعديل لوصف التوحد تم في عام 2013 من خلال الدليل التشخيصي والاحصائي الخامس للاضطرابات النفسية.
وعن عمر اكتشاف المرض افادت القبندي انه عادة ما يتم اكتشاف المرض قبل سن الثالثة ويمكن تشخيص بعض الحالات في سن مبكرة اي في عمر 18 شهرا.
تخفيف المرض
وعن علاج التوحد اكدت القبندي انه لا يوجد علاج او برنامج شاف لمرض التوحد ولكن هناك عدة تدخلات تساعد في تخفيف الاعراض والسلوك غير المرغوب فيها، وتساعد على ممارسة الحياة بشكل طبيعي.
وتشمل هذه التدخلات عدة ابعاد منها الدوائية والنفسية والاجتماعية وعلى الرغم من ان الدراسات لم تستطع التوصل لعلاج محدد لكنها اثبتت فاعلية التدخل المبكر والمكثف حيث انه ممكن ان يحدث تغير كبير في حياة الطفل.
اختلاف الاعراض
وعن اعراض المرض ان كانت مختلفة ام متشابهة اشارت د.منى القبندي الى ان اعراض التوحد واحدة حسب الدليل التشخيصي والاحصائي الخامس للاضطرابات النفسية ولكن تتراوح درجتها وقوتها من طفل الى اخر.
وحول تزايد الحالات في الكويت اجابت طبعا بان الزيادة حقيقة لا تخفى على الكثيرين من افراد المجتمع والعاملين في مجال التوحد، حيث ان آخر نسبة لمرض التوحد حسب تقرير CDC وهو المركز الامريكي للوقاية والتحكم بالامراض هي طفل من بين كل 68 طفلا امريكيا مصاب بالتوحد ولا توجد احصائيات خاصة بالكويت.
ومن غير المعروف حتى الآن ما اذا كان سبب هذه الزيادة هو زيادة في الوعي العام والكشف والتبليغ ام انه ازدياد حقيقي في عدد المصابين بمرض التوحد.
تجنب المرض
وبالنسبة للتصرف الذي تفعله الامهات حتى تجنب جنينها الاصابة بمرض التوحد قالت استشارية الطب التطوري والسلوكي للطفل بما ان البحث عن اسباب التوحد مازالت مستمرة فان من الصعب تحديد ما يجب تجنبه للوقاية من التوحد.
وحول استخدام حمية الجلوتين افادت القبندي ان الدراسات لم تثبت فاعلية الحمية من الكيزين والجلوتين كعلاج للتوحد ولذلك ليس بالامكان ان نقيد المريض باتباعها.
وعن ممارسة مريض التوحد حياته بشكل طبيعي بحيث يعمل ويتزوج وينجب اطفالا قالت ان اعراض المرض تختلف حدتها وقوتها من شخص لاخر فهذا المرض مثل الطيف، لذلك من الممكن ان نجد فئة من المرضى قادرين على الوصول الى الاستقلالية والعمل والزواج.
وبالنسبة لعدم معرفة المراكز والمستوصفات كيفية التعامل مع مرضى التوحد وهل هم بحاجة لعيادات خاصة لهم اسوة بمرضى السكر مثلا افادت استشارية الطب التطوري والسلوكي قائلة نحن نعرف ان التدخل في حالات التوحد صعب ويتطلب ساعات من العلاج اليومي من قبل المختصين ومع ذلك فان النتائج غير مضمونة، ولكن يجب ان يكون هناك مراكز للتدخل المبكر والتأهيل منفصلة عن المستوصفات حيث اننا نلمس نقصا شديدا في الخدمات المقدمة لاطفال التوحد قبل سن المدرسة، فهم يحتاجون الى فريق عمل متكامل وليس مجرد معالج نطق او سلوك يعمل بمفرده.
ولا ننسى ان حكومة دولة الكويت توفر لهم العديد من المزايا من خلال المجلس الاعلى لذوي الاحتياجات الخاصة مثل ادراجهم في مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة.