0 تعليق
1854 المشاهدات

التوحد بقلم د. منى القبندي



ان مرض التوحد من الاعاقات التطورية الصعبة بالنسبة للطفل واسرته، حيث انه يصيب ما يقارب طفلا من بين كل مائة طفل. وهو يصيب الذكور بنسبة خمس مرات اكثر من الاناث. ولا يخص مرض التوحد فئة معينة بناء على العرق او اللون او المستوى الاجتماعي.

عادة ما يظهر التوحد في السنوات الثلاث الاولى من العمر. من اعراض التوحد نجد ان الطفل يعاني من مشاكل في التفاعل الاجتماعي مع اضطراب في القدرة على التواصل، بالاضافة الى بعض الانماط السلوكية، وتأخر في النمو الادراكي وفي الكلام وفي تطور اللغة، وقد لا يبدأ الكلام قبل سن خمس سنوات، هذا بالاضافة الى البطء في المهارات التعليمية، كما يعاني %25 من اطفال التوحد من حالات صرع، ومن فرط الحركة وعدم القدرة على التركيز والاستيعاب.

كذلك نجد لدى الطفل اضطرابا في التواصل البصري، واستخدام مهارات التواصل غير اللغوية. وعادة ما تكون الشكوى الاساسية من قبل الوالدين هي عدم استجابة الطفل لنداءاتهم المتكررة بالرغم من انه لا يوجد لدى الطفل ضعف بحاسة السمع. ويفتقد طفل التوحد مهارات اللعب التي تتناسب مع عمره الزمني، وكذلك نجد انه يواجه صعوبة في استخدام الاشياء او الالعاب استخداما صحيحا.

ويتسم مرض التوحد بوجود بعض الحركات المكررة والمزعجة احيانا مثل رفرفة اليد او المشي على اطراف الاصابع. وغالبا ما يكون لدى طفل التوحد حاجة ملحة للالتزام بنمط سلوكي او حياتي معين، واي تغيير مفاجئ وغير مدروس قد يسبب انزعاجا لدى الطفل.

يتم تشخيص التوحد من قبل اطباء مختصين ذوي خبرة في مجال مراحل تطور الطفل والتوحد. حيث ان التشخيص اكلينيكي، ولا يوجد تحاليل دم او اشعة لتأكيد وجود التوحد من عدمه.

لطفل التوحد كغيره من الاطفال الحق في التعليم بهدف تكوين شخصيته وتطوير طاقاته وتحقيق الاندماج الاجتماعي والحد من اضطرابات السلوك والارتقاء به نحو حياة مستقلة قدر الامكان. هذا يكون ضمن برنامج تربوي مخصص، حيث ان عمليات التعلم تكون طويلة صعبة وليست عفوية كما هي الحال عند الطفل العادي.

يكون التدخل عن طريق فريق متعدد الاتجاهات يعمل يدا بيد مع اسرة الطفل، حيث انه يوجد اكثر من طريقة للتدخل مثل: ABA, TEACCH, Music therapy.

اما بالنسبة للعلاجات الاخرى مثل اتباع الحمية، التخلص من السموم، علاج الاوكسجين المضغوط، علاج الفطريات… الخ، فإن مثل هذه العلاجات لم تتم دراستها على نحو البحث العلمي المثبت بالادلة العلمية، ولم تنصح كليات طب الاطفال الاميركية والاوروبية باتباعها حتى الآن.

د. منى القبندي

استشاري الطب التطوري والسلوك – مستشفى مبارك الكبير

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3776 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4152 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0