جلسنا معهم على مقاعد الحلم، لا يسمعون بآذانهم لكنهم أذكياء ومتفوقون ويستمعون إلى نبض الدنيا كلها بعقولهم المفتوحة على العلم والنور والمحبة، يتفاهمون مع معلميهم بلغة الإشارة التي يترجمونها إلى كلمات تتجاوز الألسن والآذان لتفتح آفاق المعرفة والشغف بالمشاركة في كل ما من شأنه رسم مستقبل الوطن ونهضة المجتمع.
إنهم الصم والبكم الذين يدرسون في مدارس الأمل، وهي بالفعل أمل يهزم المستحيل ويقهر الإعاقة الجسدية، وبأنامل من حلم يشيرون إلى الدنيا كلها، ولسان حالهم يقول: ليسمع الجميع نبضات عزيمتنا القوية التي هي أقوى سلاح في وجه الألم، وبالأمل سنمضي إلى طريق الطموح.
أعداد
ذوو الإعاقات السمعية يتجاوز عددهم 137 تلميذاً وتلميذة، وهم موزعون على مدارس الأمل 11 تلميذاً كويتياً، و17 غير كويتي، ومدارس الأمل «تأهيل» 20 كويتياً و27 غير كويتي، أما مدارس الأمل وتأهيل الأمل بنات، فتضم 36 تلميذة كويتية، و26 تلميذة غير كويتية.
كيف يدرس هؤلاء الذين فقدوا سمعهم؟
توجهنا بهذا السؤال إلى العاملين في مدارس الأمل وتأهيل الأمل، فأوضحوا ان جميع المعلمين مدربون على لغة الإشارة، ومن ثم يتفاهمون مع الصم والبكم ويتواصلون معهم، كما أنهم حاصلون على دورات تأهيلية في التخاطب مع هذه الفئات، كما تتم العملية التعليمية بوسائل تخاطب تقنية متطورة لتوصيل المعلومات إلى هذه الفئات.
مقاعد الحلم
وبالجلوس على مقاعد الدراسة برفقة الصم والبكم في مدارسهم، كانت دهشتنا أكبر من ان توصف، حيث يشير المعلم إلى التلاميذ من هذه الفئات ليفتحوا الكتاب على الصفحة كذا، فيفتحونها، ثم يشرح لهم الدرس بلغة الإشارة فيتجاوبون معه بصورة رائعة، وكان من اللافت أنه يطلب منهم كتابة كلمات على السبورة بلغة الإشارة فيمسك الواحد منهم بالقلم ليكتب الكلمة بخط جميل منمق، لا يقل جودة عما يخطه الأصحاء، بل ربما يفوقهم.
طلبنا من المعلمين ومترجمي لغة الإشارة أن يسألوا التلاميذ من الابتدائي حتى الثانوي عن طمحاتهم.. أحلامهم.. تخطيطهم للمستقبل.. مطالبهم من الحكومة والجهات المختصة، وطلبنا منهم أيضاً أن يوجه كل منهم رسالة إلى نواب الأمة ففعلوا، بل عبروا عن أحاسيسهم بطريقة أكثر من مدهشة.
فهذا تلميذ يدعى عمر يحلم ان يصبح موسيقياً ومثله الأعلى بيتهوفن، وذاك يدعى أحمد يتمنى ان يصبح أمين مكتبة، لأنه يعشق مصادر العلم والمعرفة على حد قوله، أما عبدالله فهو يشكو من تجاهل المسؤولين لمطالب الصم والبكم وكيف أنهم يهمشون المتفوقين من هذه الفئات، ولا تسلط وسائل الإعلام الضوء على الموهوبين.
قدرات فائقة
وأجمع الدارسون من الصم والبكم على أن قدراتهم فائقة وعلى الجهات المختصة أن تسمع مطالبهم، وتلتفت إلى قضاياهم، مطالبين بتطوير تعليم المعاقين عموماً ومناهج الصم والبكم على وجه الخصوص.
واشتكى الدارسون من هذه الفئات من عدم توافر مترجمي لغة إشارة في جهات الدولة، الأمر الذي قد يضيِّع حقوقهم.
ولفت التلاميذ إلى أن الوقت قد حان لوضع مناهج متخصصة تناسب ظروفهم، فمن غير المنطقي أنهم يدرسون المناهج نفسها المقررة على نظرائهم الأصحاء في مدارس التربية.
وسائل تعليمية
أما المعلمون فأشادوا بالوسائل التعليمية المتطورة، والتي تسهل العملية التعليمية، متفقين على ضرورة إعادة النظر في منظومة المناهج، فالمواءمة وحدها لا تكفي.
وكان من اللافت أيضاً استغلال إدارة مدارس الأمل للطابور المدرسي في اكتشاف المواهب وغرس الوطنية من خلال ترديد التلاميذ من الصم والبكم للنشيد الوطني «وطني الكويت سلمتَ للمجد.. وعلى جبينك طالع السعد»، وذلك عبر لغة الإشارة، فضلاً عن إلقاء الكلمات بالإشارة أيضاً، إضافة إلى تحية العلم، فكانت فرصة رائعة لإطلاق طاقة خلاقة تقول للدنيا كلها: السمع لا يكون بالاذان وحدها، بل بالارواح العاشقة لكل تميز، والمتطلعة لنبض الحياة.
كفيف يبصر التقنيات: عيني على هندسة الحاسوب
الطالب عمر القصار أحرز تفوقا علميا كبيرا على مقاعد الدراسة، لذا فهو متفائل للغاية ولديه حماس كبير لمواصلة التعليم.
تحدث عن مشاعره قائلا: أنا سعيد للغاية ولم تمنعني إعاقتي البصرية عن مواصلة أحلامي وطموحاتي، كما أنني عاشق للانترنت ومتفوق فيه رغم أنني لا أبصر.
واضاف: أحلم ان أصبح مهندس حاسوب أو مدرس في هذه التقنية، مشيراً إلى ان أي إعاقة هي نعمة من الله واختبار، وكثير من المبصرين قلوبهم لا تبصر الحياة ولا تعرف الإنسانية طريقها الى صدروهم فهل هؤلاء مبصرون؟
تفاهم الأسرة
من غير المنطقي عدم قدرة بعض الأسر على التفاهم مع أبنائها من الصم والبكم.
هذا ما أكده معلمون وتربويون في مدارس الصم والبكم، مطالبين بتشريع يلزم الأسرة بالحصول على دورات في لغة الإشارة.
عالم خاص
وصف اختصاصي النطق والسمع د. بدر حاجية الصم والبكم بان لهم عالمهم الخاص، مشيراً إلى انهم مجتمع داخل المجتمع، وهم يتواصلون مع بعضهم بعضا بصورة رائعة وجميلة، لكن يجب دمجهم في مجتمعنا الواسع.
محدودية الثروة اللغوية
قال معلم اللغة العربية عصام الدسوقي: أعمل منذ 13 عاماً في مدارس الصم والبكم، أعتبر عملي رسالة إنسانية عظيمة، منتقدا محدودية القاموس الإشاري، فهو لا يزيد على 3 آلاف كلمة، وهذا يجعل الثروة اللغوية للمعاقين سمعياً ضعيفة، ولا يفهمون الكثير من مفردات الحياة والتواصل.
فاطمة مذيعة المستقبل.. وهدى قدوتها طه حسين
عبرت التلميذات المكفوفات عن آمالهن وطموحاتهن، وقالت فاطمة السلمان التي تدرس في الصف الحادي عشر: حلم حياتي أن أصبح مذيعة في تلفزيون الكويت.
فاطمة التي قرأت علينا قصة للأطفال مكتوبة بطريقة برايل كانت محقة في حلمها هذا فهي تمتلك صوتاً إذاعياً وأداء مميزا للغاية، وعن ذلك تقول: وهبني الله فن الإلقاء وأسمع برامج منوعات وأرجو أن تتاح لي الفرصة لأحقق حلمي الكبير.
أما هدى علي فأكدت أنها تعشق القراءة وتفضل أن تطالع الكتب عبر برايل وليس بسماعها من شخص آخر مبصر، وتحدثت عن طموحاتها قائلة: احلم ان أدرس الأدب العربي، مشيرة إلى أن عميد الأدب العربي طه حسين قدوتها في التفوق.
الكفيف المبصر.. يرسم البسمة والأمل ويمحو الألم
إبراهيم الحقان .. الأب الروحي للمكفوفين
فكاهي بدرجة امتياز .. الضحكة الصافية تجعله مقبلا على الحياة .. ويستطيع ان يرسم الابتسامة على وجوه المعلمين والتلاميذ بل وجميع العاملين في مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة، إنه إبراهيم الحقان الكفيف المبصر .. هكذا يلقبه زملاؤه ومحبوه.
إبراهيم الحقان يعمل رئيساً لقسم التربية الإسلامية في مدرسة النور ويعد المرجع الذي يرجع اليه التلاميذ والمعلمون في أي قضايا فقهية أو فتاوى.
يقول الحقان: فقدت بصري وانا في التاسعة عشرة من عمري بسبب حادث سيارة مروع، ولزمت البيت 4 سنوات، لكن والدي أخرجني من عزلتي وجعلني أتجاوز إعاقتي وأهزمها، وتعلمت القراءة عبر طريقة برايل وسافرت الى العديد من بلدان العالم، في رحلات خيرية ودعوية واكثر ما يسعدني إدخال البهجة الى قلوب الفقراء والمساكين وعابري السبيل.
إبراهيم حكاية في دنيا الكفاح وعن ذلك يقول لقد وفقني الله على تحقيق ذاتي فأنا أبصر الحياة بفضله علي ثم بفضل أحبابي وأصدقائي وابنائي.
وعن أسرته يقول: لدي7 ابناء وهم على الترتيب: عائشة موظفة كمبيوتر، شيماء طالبة في كلية الطب، شيخة في التربية الأساسية، راشد في الثانوية ويحلم أن يصبح طياراً، آلاء ثانية ثانوي وتسعى لدراسة الطب، دخيل فهو في الصف السابع ويحلم في أن يصبح مهندساً.. وأخيراً ابرار وهي في الصف الخامس الابتدائي.
دمج الصم
يتم دمج الصم مع أقرانهم من الأصحاء وذوي الإعاقات أيضا في العديد من الفعاليات، منها دورات لكرة القدم وحفلات ترفيهية وورش مهنية وغيرها.
مدارس النور:
162 تلميذاً وتلميذة ينهلون العلم عبر برايل
نعم قد تكون عيونهم مغلقة، لكن بصائرهم مفتوحة على الحياة… ويبصرون الدنيا بقلوبهم.
يتخذون من الآية القرآنية «فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ» شعاراً لهم، إنهم فاقدو البصر الذين رافقناهم على مقاعد الدراسة فأضاؤوا أفئدتنا بعلمهم وطموحهم وإنارتهم لشموع الحلم.
مدارس النور اسم على مسمى، فهي خرَّجت الكثير من النابغين الذين أحرزوا تفوقا ملحوظا، وعددا لا بأس به حاز الماجستير والدكتوراه، كما وصل مسؤولون إلى مناصب قيادية رغم فقدانهم للبصر. لكن لم يتم تكريمهم حتى اليوم من جهات الدولة مما يثير الإحباط والاستغراب في آن.
وفي مدارس النور يدرس نحو 162 تلميذاً وتلميذة، ففي مدرسة البنين يدرس 87 تلميذاً كويتياً و18 غير كويتي، ويتعلمون عبر طريقة بريل، وفي كل صف من 4 – 9 تلاميذ لتتاح الفرصة لتواصل المعلم معهم بلا مشكلات ولتوصيل المادة العلمية بسهولة ويسر، وفي مدراس البنات تدرس 43 تلميذة كويتية و14 غير كويتية.
ذكاء ومهارات
وأكد عبدالله محمد المنصور مدير مدرسة النور بنين أن المكفوفين أذكياء للغاية وقد عوضهم الله عن فقدان البصر بذاكرة جيدة في الحفظ واستظهار المعلومات واسترجاعها بسهولة.
وأضاف: كما ان الكفيف تتولد لديه إرادة حديدية لتعويض البصر بمهارات أخرى في تحصيل العلم، والرغبة في إحراز التفوق والنجاح، ومن ثم يحصل التلاميذ المكفوفون على معدلات مرتفعة للغاية ويتفوقون في كثير من المجالاتت على نظرائهم المبصرين.
واشار إلى أن الكثير من المكفوفين حازوا شهادة الدكتوراه، وهناك اساتذة جامعة من هذه الفئات.
وتحدث المنصور عن المناهج مؤكدا أن المكفوف يدرس المناهج نفسها التي يدرسها تلميذ التعليم العام، لكنه يدرس عبر طريقة برايل بعد مواءمة المناهج لتناسب فاقدي البصر، وبذلك تحذف بعض الموضوعات التي تصعب على الكفيف دراستها، كما ان الكفيف يدرس الرياضيات، لكنه لا يدرس الهندسة، وحينما يصل الثانوية تلغى من عليه المواد العلمية، وهذا في حد ذاته خلل تعليمي وقصور، فالدول المتقدمة يتم وضع مناهج متخصصة لذوي الإعاقات البصرية بحيث لا يحرم الكفيف من دراسة اي مادة.
مبنى قديم
وأردف بالقول: هذا المبنى التعليمي قديم للغاية، وبني منذ عام 1972، واتفق على ضرورة تأسيس مبان جديدة متطورة مهيأة لذوي الاحتياجات الخاصة عموما والمكفوفين على وجه الخصوص، مشيرا إلى توفير نحو %90 من اشتراطات الأمن والسلامة في المبنى المدرسي حتى لا يتعرض المكفوف لأي خطر أثناء الدراسة أو اثناء الفرصة أو لدى ممارسة الألعاب والأنشطة.
وشدد المنصور على أهمية الفعاليات والبرامج الترفيهية والتعليمية التي يشارك بها المكفوفون، مطالبا بإشراكهم في أنشطة خارجية لكسر حاجز العزلة ودمجهم في المجتمع.
عواطف العنزي .. أول مديرة مساعدة:
انتهيتُ من رسالة الدكتوراه .. والعلم جعلني مبصرة
هناك نماذج مضيئة لأولئك الذين هزموا الإعاقة بل كانت علتهم الجسدية حافزاً للتفوق والتميز وإحراز ما يعجز كثير من الأصحاء عن إنجازه، ومن هذه النماذج التي تعد مفخرة للكويت عواطف العنزي وهي أول كفيفة تصل إلى منصب «مدير مساعد» في مدرسة النور المشتركة بنات، ونالت لقب «المدرب المبدع» على مستوى البلاد.
تقول العنزي: فقدان البصر لم يشكل لي أي عقبة بل على العكس من ذلك اعتبره هبة من الخالق العظيم، ولا أخجل على الإطلاق من كوني كفيفة، بل أفخر بذلك وما دمت أمتلك الإرادة والتحدي والذهن المتقد فأنا مبصرة.
عواطف تخرجت في كلية التربية عام 1996، وحازت الماجستير في أصول التربية عام 2001، وتناقش قريباً رسالتها للدكتوراه حول «الخريطة المدرسية للتعليم الأساسي في دولة الكويت .. الواقع والمستقبل .. حولي التعليمية نموذجاً».
فيما اشادت عواطف العنزي بتعليم المعاقين عموما او المكفوفين على وجه الخصوص، طالبت بتوفير ميزاينة للأجهزة والتقنيات الحديثة لهذه الفئات، منتقدة تهالك المباني التي مضى عليها أكثر من نصف قرن.
الخجل جناية
ومن جانبه، وصف مدير مدرسة الأمل وتأهيل الأمل بنين يوسف الهدهود خجل بعض أولياء الأمور من إعاقة ابنائهم بأنه «جناية» واعتراض على إرادة الخالق العظيم، مشيراً إلى أن تطورات العصر ألغت الحواجز بين ذوي الاحتياجات الخاصة وأقرانهم من الأسوياء.
أخصائي اجتماعي:
فوبيا العزلة قاسم مشترك بين فاقدي السمع
قال الأخصائي الاجتماعي في مدارس الأمل محمد إسماعيل: إن فوبيا الخوف من المستقبل عامل مشترك بين معظم أبناء الإعاقات السمعية، لأن فقدان السمع يجعل الشخص وكأنه يعيش في جزيرة معزولة،
وطالب أولياء الأمور بكسر حاجز عزلة أبنائهم المعاقين سمعياً والعمل على دمجهم ومحاولة تعويضهم بالوسائل البصرية، وعلى كل ولي أمر أن يلم بلغة الإشارة ليتفاهم مع ابنه أو ابنته ويتحاور معهما.
ولفت إلى أن بعض أولياء الأمور يعتبر الإعاقة عيباً وهذه نظرة خاطئة وتزيد المشكلة، والأفضل تقبلها والتعايش معها بصورة طبيعية لمساعدة المعاق سمعياً على التفوق والنجاح.
مدير مدرسة الأمل يوسف الهدهود:
خطة متكاملة لتطوير تعليم الصم والبكم
أعلن مدير مدرسة الأمل وتأهيل الأمل – بنين يوسف الهدهود عن خطة متكاملة للارتقاء بتعليم الصم والبكم، في مدارس الأمل، التي يتعلم فيها نحو 77 تلميذاً وتلميذة من الابتدائي حتى الثانوي.
وتحدث لـ القبس عن معايير القبول قائلاً: هذه المعايير محددة بنسة إعاقة سمعية تتراوح بين %75 و%85، وهناك بعض التلاميذ لديهم بقايا سمع، وتحدد هذه الإعاقة اللجان الطبية المختصة ومن ثم يتقدم ولي الأمر لإلحاق ابنه بمدرسة الأمل.
ولفت الهدهود إلى أن المدرسة تحرص على التواصل مع أولياء الأمور بصورة منتظمة ليقف كل ولي أمر على مستوى ابنه ونقاط القوة والضعف، مستدركاً بالقول: اليد الواحدة لا تصفق ولابد من تعاون الأسرة مع المدرسة.
وتطرق إلى تأهيل المعلمين، لافتاً إلى أنهم يخضعون لدورات متطورة ولابد أن يكونوا ملمين بلغة الاشارة، مشدداً على ضرورة تخريج معلمين متخصصين في تعليم الصم والبكم.
كما طالب بإخضاع أولياء أمور هذه الفئات إلى دورات، مشيراً إلى أن بعض أولياء الأمور يجني على ابنه حينما يتجاهل إعاقته ويعامله على انه شخص سليم، وكأنه لا يريد ان يعترف بهذه الإعاقة التي قد تكون نعمة لا نقمة.
واردف: نسعى لتأهيل البيئة المدرسية وتطويعها لتناسب المعاقين سمعياً، مطالباً الجهات المختصة بمبان جديدة للمعاقين تناسب ظروفهم، وتتوافر فيها كل الوسائل التعليمية المتطورة.
مديرة مدرسة النور ــــــ بنات فريدة العجمي:
أولياء أمور يفرضون عزلة على الفتاة الكفيفة بلا مبررات !
وصفت مديرة مدرسة النور المشتركة بنات فريدة عبد المانع العجمي عملها بأنه رسالة إنسانية عظيمة وواجب وطني.
وقالت لـ القبس: لدينا نحو 50 معلمة كفيفة يدرسون الفتيات المعاقات بصرياً، مشيرة أن تأهيل المعلمات وحده لا يكفي والمطلوب تخريج معلمات متخصصات.
وأشادت بطموحات الدارسات، قائلة كثيرات من الفتيات الكفيفات أحرزن تفوقا كبيرا، لكنها انتقدت بعض أولياء الأمور الذين يفرضون عزلة على الفتاة الكفيفة بلا مبررات، قائلة: المشكلة ليست في المعاق بل في ولي أمره إذا لم يكن مقتنعا بقدرات ابنه وذكائه.
وكشفت عن حصولها على براءة اختراع لدمج المعاقين، وجرى دمج إعاقات سمعية مع حركية .. مطالبة بتطوير المناهج، وتحديث المباني وتوفير الاجهزة التقنية الناطقة للمكفوفين.
وشددت على ان أسلوب الدمج يوفر الوقت والجهد والموارد البشرية.
رياضي بامتياز
جاسر تلميذ في الصف الرابع الابتدائي يحب الرياضة، ولديه مهارات رائعة في كرة القدم والسباحة ايضاً، ويتمنى أن يحرز بطولات رياضية في المستقبل القريب، ليساهم في رفع اسم الكويت عالياً.
خطاط مدهش
عبدالله عاشق للخط العربي، ورغم انه من فئات الصم والبكم فإنه يخط أشعارا وآيات قرآنية وبعض الحكم والأمثال بطريقة رائعة، ويتمنى المشاركة في معارض دولية ومحلية للخط العربي.
إبراهيم.. فنان تشكيلي
عبر إبراهيم عن طمحاته، مؤكدا انه يحلم بأن يصبح رساماً مشهوراً، فهو يعشق الفن التشكيلي، ويتطلع إلى المشاركة في معارض دولية ومحلية، وقد أبدع في رسم لوحات تعبر عن عشقه للطبيعة.
العودة للوطن
محمد تلميذ مصري يتلخص حلمه في العودة إلى بلده ليلتحق بأي وظيفة. سألناه ما الوظيفة التي تحلم بها؟.. أجاب: أي وظيفة، لقد اشتقت إلى بلدي وأحلم بان أمشي على ترابها على حد قوله.
أنشطة وفعاليات
تنفذ إدارة الأنشطة المدرسية في مدارس التربية الخاصة العديد من البرامج والفعاليات المتنوعة من أجل اكتشاف مواهب ذوي الإعاقات وتنمية مهاراتهم.
وقال المنسق الإداري في قسم الأنشطة خالد محمد عبد السلام: إن الأنشطة جزء مكمل من المنظومة التعليمية.
تواصل
قال عبد الناصر شرار، وهو معلم في مدرسة الأمل: إن الصم والبكم يتواصلون مع بعضهم البعض بصورة رائعة ويتحاورون بطريقتهم، مشيرا إلى أنهم قد يتوجسون من الآخرين لأنهم لا يفهمون لغتهم، ولا يعرفون طريقة للتواصل معهم.
خلف: مقتل الأطفال السوريين يدمي قلبي
عبر خلف البرجس، وهو تلميذ سوري يدرس في مدارس الأمل عن طموحاته وأحلامه، وقال عبر مترجم لغة الإشارة: أتابع أوضاع بلدي بكل حزن وأسى وأحلم بأن يتوقف نزف الدماء وقتل الأبرياء.
وأضاف: إن منظر قتل الأطفال يجعلني أبكي من أعماق قلبي، كما أن منظر الآباء والأمهات الذين يبكون على ابنائهم مؤلم للغاية.
خلف عمره 15 سنة ومتفوق للغاية، ويتحدث مع معلميه بلغة الإشارة بطريقة تدل على توقد ذهنه وذكائه.
أين قاموس الإشارة؟
انتقد المعلمون والقائمون على مدرسة الأمل عدم توافر قاموس الإشارة للترجمة الموحدة، مشيرين إلى أن اختلاف لغات الإشارة يسبب الكثير من المشكلات، مشيرين إلى وجود قاموس بالعامية وآخر بالفصحى.
معلمون مكفوفون
يعمل معلمون مكفوفون في مدارس فاقدي البصر، ويؤكدون انهم الأقدر على التعامل مع هذه الفئات التي تمر بظروفهم نفسها.
[IMG]http://im50.gulfup.com/k1hi8r.jpg[/IMG]
تقنية في فصول المكفوفين
[IMG]http://im50.gulfup.com/KiZte3.jpg[/IMG]
فاطمة وهدى تطالعان الحلم
[IMG]http://im50.gulfup.com/zVqJ7t.jpg[/IMG]
إبراهيم الحقان
[IMG]http://im50.gulfup.com/AwPLzr.jpg[/IMG]
عواطف العنزي تبصر الدنيا بالعلم
[IMG]http://im50.gulfup.com/tsxpGY.jpg[/IMG]
يوسف الهدهود
[IMG]http://im50.gulfup.com/fjQUXq.jpg[/IMG]
فريدة العجمي
التعيقات (1)
التعليقات مغلقة.
انا مترجمة لغة اشارة للصم وعند ملف بمعظم مشاكلهم وطرق حلها وافكار كتير جديدة لمساعدتهم فى تحقيق الدمج الاجتماعي وبدأنا في تنفيذ جزء منها ف مصر
بس مش عارفة اتواصل مع مين
ربنا يكرم كل ولادنا واخواتنا من ذوى الاحتياجات ويعين اهاليهم