في مساهمة اجتماعية تجسد قيم المشاركة والمواطنة، ودور المؤسسات الاجتماعية والتربوية في التفاعل مع قضايا الوطن وحاجاته، تم افتتاح البازار الخيري الثالث لمدارس النبراس أمس الأول في قاعة الشيخة سلوى الصباح في المارينا، برعاية وحضور الرئيس الفخري لنادي المعاقين الشيخة شيخة العبدالله، وسط حضور جماهيري غفير. من جهتها، قالت الشيخة شيخة العبدالله ان إقامة مثل هذه الانشطة والفعاليات لها الدور الكبير في دمج أولادنا المعاقين مع الأصحاء في المجتمع، حيث ان الدستور والقانون كفل لهم حقوقا كغيرهم من المواطنين كما عليهم من واجبات تجاه وطننا الغالي.وأضافت: «نريدهم أداة فاعلة في المجتمع تحت مظلة القانون في الدولة التي ترعى وتهتم بهذه الفئة مثل الاهتمام بعموم أفراد المجتمع». مشيدة بالجهات الراعية والمشاركة في هذا الاحتفال. معتبرة ذلك قمة العطاء والرقي. ودعت الشيخة شيخة العبدالله الجهات المسؤولة في الدولة إلى منح المزيد من الحقوق لهذه الفئة كغيرهم من الأصحاء، لأن المعاقين أثبتوا تفوقهم في جميع الأنشطة والمناسبات الداخلية والخارجية. متوجهة بالشكر لإدارة مدرسة النبراس وجميع المتطوعين من أبناء الكويت الذي سعوا الى إنجاح هذه الفعالية.
بدوره، أكد ممثل مدارس النبراس فهد أمان ان الهدف الأساس من البازار الخيري هو إثبات قدرات فئة ذوي الإعاقة لنظهر للمجتمع دورهم الفعال والإيجابي، وكذلك ليتقبلهم المجتمع عبر انخراطهم ضمن هذه الأنشطة والفعاليات.
موضحا ان إدارة «النبراس» ارتأت هذا العام ان تنظم الحفل الثالث خارج أسوار المدرسة لأنها تؤمن بقدرات طلبتها وطالباتها، على إبراز التعاون المثمر والبناء بينهم وبين المجتمع.
وقال أمان ان فكرة البازار تأتي تجسيدا لرؤية المدرسة في توفير البيئة الداعمة للعملية التعليمية التأهيلية، حيث ان الطالب يعتبر محور العملية التربوية، وهو عنصر فعال وإيجابي في مجتمعه.
كما ان البازار يأتي إيمانا منا بأهمية تدعيم طلبتنا من ذوي الاحتياجات الخاصة للعمل بأقصى قدراتهم وإمكاناتهم، بحيث يصبحون أفرادا مستقلين منتجين مندمجين في مجتمعهم.وذكر ان هناك أهدافا تربوية تعمل المدرسة على إكسابها لطلبتها مثل المشاركة الاجتماعية، والشعور بمعاناة الآخرين وتنمية روح البذل والعطاء، ويأتي هذا تطبيقا لمنهج القيم الذي تحرص المدرسة على ان يكون واقعا معاشا وسلوكا ممارسا.
وكشف أمان ان مدارس النبراس تطمح الى ان تكون مدارس بلا أسوار منفتحة على المجتمع مشاركة في نهضته وقوته معرفيا واقتصاديا، فهي تعي تحديات العصر وأهمية دور المدرسة، لأنها هي التي تعمل على إعداد جيل الغد المنتمي الواعي القادر على إنتاج المعرفة وتوظيفها، لكنها تطمح ايضا الى المشاركة الفاعلة في تنمية الوعي المجتمعي، وتفعيل مشاركة قطاعات المجتمع المختلفة، ليكونوا أفرادا فاعلين مؤثرين في نهضة مجتمعهم وتقدمه.
وبين أمان ان ريع البازار لهذا العام سيرصد لمرضى السرطان، بالتعاون مع مركز الكويت لمكافحة السرطان، حيث شمل أنشطة مختلفة مثل المشغولات اليدوية، والفنية، والملابس والاكسسوارات، والمأكولات العالمية، وألعاب للطلبة، وعرض المواهب، وعروض لفرق موسيقية، وغيرها الكثير.
وبعد ذلك، تم عرض تقرير بعنوان «الدمج أسلوب الحياة»، ثم عرض توعوي عن متلازمة الداون لطلبة مدرسة النبراس النموذجية، وكذلك فقرة غنائية للطلبة «كلنا واحد»، وقبل الختام تم تكريم راعي الحفل والجهات الراعية، ثم قام الضيوف بجولة في البازار.
وفي اليوم الثاني، نظمت إدارة المدرسة ماراثون النبراس الثاني من أمام المركز العلمي تحت شعار «رياضتي سر صحتي»، والذي يهدف الى نشر الوعي الرياضي والصحي بين فئة الاحتياجات الخاصة، وفئات المجتمع كافة، بالإضافة الى إبراز قدرات الطلبة في المجال الرياضي والتنظيمي، حيث استمرت الفعاليات طيلة يوم امس.