عبّر ذوو الاحتياجات الخاصة عن بهجتهم بشهر رمضان، مؤكدين أنه فرصة للدمج والانخراط في أنشطة مجتمعية والتواجد بصفة دائمة في الملتقيات الاجتماعية والبرامج الرمضانية المتنوعة، كما أن الشهر الفضيل فرصة للروحانية والتقرّب من الخالق العظيم، ولكن!
لكن هذه موجعة جدا، حيث اشتكى عدد من المعاقين لـ القبس من ان اختطاف مواقفهم يمثل ظاهرة طوال ايام السنة، لكنه ظاهرة ملحوظة أكثر خلال شهر رمضان.
وأكدوا أنه لا تخلو جمعية تعاونية ولا مواقف مسجد ولا مواقف مجمع من اختطاف موقف المعاق، وهو ما يتنافى مع هذا الموسم الإيماني.
رصدت فرحة المعاقين باستقبال الشهر الكريم وانخراطهم في الأنشطة الرمضانية، فضلا عن مطالبهم وشكاواهم وآمالهم وآلامهم، وفيما يلي التفاصيل.
اشتكى عدد من ذوي الإعاقة وذويهم من انتهاك واختطاف مواقفهم الخاصة بهم، مشيدين بمساهمة الدولة مشكورة بالتعاون مع الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة ووزارة الداخلية ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في توفير مواقف خاصة للمعاقين في مختلف وزارات ومؤسسات الدولة، سواء كانت إعاقة حركية او ذهنية أو حسية تشوبها بعض الإعاقات التي أعاقت استخدام المعاق لها، بحيث لم يستفد منها بالصورة السليمة، ومن هذه العوائق أنها لم تحم هذه المواقف في كثير من الأماكن، بحيث أصبح الكثير من الأسوياء ذوي النفوس الضعيفة من دون وجه حق، ولم يستفد منها المعاق بسهولة ويسر.
مطالب
واقترح الشاكون ألا تشمل اللوحة في هذه المواقف للإعاقة الحركية فقط، فلابد أن تكون هناك توعية للمجتمع بأن هذه المواقف لجميع الإعاقات، سواء كانت (ذهنية – حسية – حركية) بحيث يتم تغيير الشعار المتواجد حاليا في هذه المواقف ليشمل شعارات الإعاقة الذهنية والحسية والحركية.
ولفت الشاكون إلى أن هناك بعض الجمعيات التعاونية، خاصة جمعية الأندلس والرقعي التعاونية الجديدة، التي ترفض فتح المواقف لسيارات ذوي المعاقين، وإن كانت تحمل إشارات أو هوية الإعاقة، وقمنا بزيارة للإدارة لتتفهم الوضع، فأجاب المسؤول إن هذه المواقف خصصت فقط للمعاقين المساهمين في جمعية الاندلس، بمعنى أن المعاق غير المساهم ويسكن منطقة الأندلس لا يمكنه الاستفادة من هذه المواقف، متسائلين: من المسؤول عن هذا التمرد من قبل هذه الجمعية؟ هل هو وزارة الداخلية، أم اتحاد الجمعيات التعاونية، أم الهيئة العامة لشؤون ذوي للإعاقة؟
وطالب الشاكون الداخلية بضرورة التعامل بحزم وجدية بمخالفة من يستفيدون بمواقف المعاقين من دون وجه حق.
موسم إيماني
وهنأت عذاري الجويسري، من ذوي الإعاقة الحركية، الجميع بحلول الشهر الفضيل، وقالت «مبارك عليكم الشهر، وعساكم من عواده، وشهر رمضان شهر الخير والرحمة وشهر العبادة»، لافتة إلى أبرز طقوس هذا الشهر الفضيل، التي تتمثل في التقرب إلى الله عز وجل بالإكثار من قراءة القرآن والصلاة والتسبيح، والتواصل مع الاهل من خلال تبادل الزيارات العائلية.
وأوضحت أن أهم ما يميز رمضان هذا العام أنه يتزامن مع العطلة الصيفية، فسوف يكون لديها متسع من الوقت لكي تتقرب إلى الله أكثر، مشيرة إلى ان وقت الدوام يكون جزءا من وقتي لأداء وظيفتي، حيث إن العمل عبادة ايضا.
ولفتت إلى حرص جمعيات النفع العام المعنية بذوي الاعاقة بعمل لقاءات خلال الشهر الفضيل، عن طريق عمل غبقات رمضانية يتجمّعون من خلالها، وأيضا الاحتفال بالقرقيعان، مشيدة بتخصيص أماكن لذوي الإعاقة في المسجد الكبير لأداء صلاة القيام في العشر الأواخر.
روحانيات
وقال الناشط في مجال ذوي الإعاقة، علي عبدالكريم، إنه يحرص على أداء العبادات والروحانيات الدينية خلال الشهر الفضيل، التي تتمثل في قراءة القرآن الكريم والصلاة والإكثار من الدعاء، مشيراً إلى أن هذا الشهر يتزامن مع موعد الانتخابات البرلمانية، حيث يحرص العديد على زيارة الدواويين.
أنشطة
وأشاد عبدالكريم بالاحتفالات والأنشطة الثقافية التي تقيمها جمعيات النفع العام المعنية بذوي الإعاقة خلال هذا الشهر الفضيل، منها القريش والقرقيعان، التي تسهم في دمج ذوي الاحتياجات الخاصة ومشاركتهم في المناسبات الاجتماعية، أملاً أن تواصل هذه الجمعيات تنظيم مثل هذه الأنشطة الثقافية طوال العام، على ألا يتم حصرها في شهر رمضان فقط، لما لها من أهمية كبيرة في تعزيز المشاركة الاجتماعية لهذه الفئة وانخراطها بالمجتمع الذي تنتمي فيه.
مدفع الإفطار
وبطريقتها العفوية، أبدت سارة الرشيد، متلازمة الداون، سعادتها بقدوم الشهر الفضيل، لافتة إلى أن أبرز ما يميز هذا الشهر هو مدفع الإفطار، حيث تجتمع مع الأهل حول السفرة الرمضانية التي تتزين بالحلويات والمأكولات التراثية مثل التشريبة واللقيمات.
واستذكرت الرشيد مناسبة القرقيعان، حيث يحتفل به الجميع في منتصف الشهر الكريم، الذي يتميز بالدراعات والأزياء التراثية، مشيرة إلى استعدادها لشراء ملابس العيد في أواخر رمضان والتزين بالحناء.
غصة
طالب ذوو الاحتياجات الخاصة بتشديد العقوبات بحق مختطفي مواقفهم.
واشاروا إلى أن ضعف العقوبة يغري المستهترين الذين لا يراعون ظروف هذه الفئات الجسدية، ويغضون الطرف عن معاناتهم ومتاعبهم، ومن ثم يركنون مكانهم في المواقف العامة.