[B][COLOR=#151513]لم يعد ذوو الاحتياجات الخاصة في فلسطين، بحاجة إلى طرف وسيط ثالث كي يترجم لغتهم لمحاسب البنك الذى يتعاملون معه، فقد دشن البنك الإسلامي الفلسطيني استخدام لغة الإشارة في تعاملاته المصرفية، كأول بنك في الشرق الأوسط، يكسر حاجز الصمت الذي سَكَّن التعاملات المباشرة مع البنوك لذوي الاحتياجات الخاصة.
“لماذا لا تتعاملون معي بلغة الإشارة؟”، كان هذا السؤال فكرة أمينة الصماء (17عامًا) لموظفي البنك الإسلامي الفلسطيني، خلال زيارتها، ضمن فعالية “الأسبوع المصرفي” التي تنظمه سلطة النقد الفلسطينية “البنك المركزى الفلسطينى”، لتوعية الأطفال نحو المعاملات المصرفية، فطرحت سؤالها ببراءة، ليكون بذرة صحوة مؤسساتية لتفعيل حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في فلسطين.
وعلى إثر ذلك؛ قام البنك الإسلامي الفلسطيني، باستحداث لغة الإشارة في التعاملات البنكية، لعملائه من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وقام البنك بتطبيق الفكرة على فروعه الخمسة عشر المنتشرة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وعمل البنك على تأهيل أكثر من 50 من موظفيه على استخدام “لغة الصمت” في تعاملاتهم المصرفية.
كما أدخل البنك الإسلامي الفلسطيني مجموعة من “المصطلحات المصرفية” إلى القاموس الفكري لذوي الإعاقة، بقيامه بإصدار أسطوانة مدمجة، تترجم كافة المصطلحات المصرفية إلى لغة الإشارة.
وقال مسئول فروع غزة، في البنك الإسلامي الفلسطيني، عزيز حمد، في مقابلة مع مراسلة الأناضول: “جاء قرارنا باستخدام لغة الإشارة في التعاملات البنكية، تلبيةً لاحتياجات جمهور المتعاملين من ذوي الاحتياجات الخاصة مع البنك”.
وأضاف حمد: “كل فروعنا مجهزة بحسب قانون سلطة النقد لذوي الإعاقة الحركية، لكننا اليوم نساهم في التسهيل على ذوي الإعاقة السمعية وإعاقة النطق”.
وأوضح حمد: “يعدّ البنك الإسلامي الفلسطيني هو البنك الأول، الذي يقدم هذه الخدمة على مستوى الوطن، والشرق الأوسط”، مضيفاً: “لقد قمنا بتأهيل موظفي البنك على استخدام لغة الإشارة، وعملنا على استحداث “لغة برايل المصرفية”، التي سنستخدمها قريباً لتعاملات ذوي الإعاقة الحركية”.
وأكد حمد، على الهدف الانساني لهذه الفكرة، بعيدًا عن مبدأ الربحية، داعياً بقية البنوك والمؤسسات إلى تسهيل تعاملات هذه الشريحة المهمة من المواطنين.
وأتاحت الفكرة، الفرصة، لوسيم الأصم (25عامًا)، لأن يكون أول شاب فلسطيني من ذوي الإعاقة يتقدم بطلب تمويل من البنك الاسلامي الفلسطيني، بعد أن أتاح التعامل بلغة الإشارة لعملائه من ذوي الاحتياجات الخاصة.
ويتحدث وسيم بشكل مباشر إلى موظف البنك – المدرب على لغة الإشارة – ويطلب تمويل مشروع صغير، يستثمر عبره مهاراته في قص الشعر، ليتغلب على مشكلة البطالة.
وذكر وسيم، في حديثه لموظف البنك:”علمت بإطلاق الخدمة، وما كنت لأعرف معنى التمويل لولاها، الأمر الذي سوف يغير مجرى حياتي”.
وأوضح وسيم، الملزم باستكمال إجراءات الضمان: “إذا وافق البنك على اعطائي التمويل اللازم سأقيم المشروع الذي أطمح إليه”.
وستؤدي هذه الخدمة إلى مزيد من الحفاظ على سرية وخصوصية المتعاملين من ذوي الاحتياجات الخاصة، بتعاملهم المباشر مع موظفي البنك.
وعبرت أمينة ،عن سعادتها بالخدمة، قائلةً في حديثها لمراسلة الأناضول:”أشعر بسعادة غامرة بسبب استحداث هذه الخدمة، لن أنتظر صديقتي لتحضر لمساعدتي في تعاملاتي البنكية.. من الآن فصاعداً يمكنني الاعتماد على نفسي والتعامل المباشر في حسابي البنكي، وبسرية أكبر”.
وفي إحصائية للعام 2011، أوضح تقرير صادر عن جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني، أن أعداد ذوي الاعاقة في فلسطين وصلت لحوالي 113 ألفاً، منهم 40 ألف في غزة.
وتشكل نسبة الإعاقة الأعلى في مدينة جنين، بنسبة 4.1% من السكان، تليها محافظة الخليل، ثم القدس، ثم قطاع غزة، بحسب إحصائية سابقة للمركز.
وتتوزع فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، في قطاع غزة، على 5 أنواع رئيسية من الاعاقة، تتمثل في:الاعاقة البصرية، الحركية، السمعية، التذكر والتركيز، اعاقة البطء في التعليم.
وبحسب احصائية الجهاز المركزي الفلسطيني، بلغ عدد ذوي الاحتياجات الخاصة ،في قطاع غزة، البالغين أكثر من18عاماً 27750 فرداً، موزعة كالتالي: في الاعاقة السمعية 4476 معاقاً، الاعاقة الحركية 17596 فرداً، الاعاقة البصرية 6902 فرداً، اعاقة في التذكر والتركيز 5133، إعاقة البطء في التعليم 5091.
وتشير الارقام الى النسبة الأعلى بينهم، والتي تتشكل من ذوي الاعاقة الحركية، الذين يمثلون نسبة 29%من الأفراد.
في حين بلغ عدد الأفراد ذوي الإعاقة دون 18 عاماً، نحو 12096 فرداً، منهم:1555 إعاقة بصرية، 553 إعاقة سمعية، 1195 إعاقة في النطق، 2114 إعاقة حركية، 136 إعاقة في التذكر والتركيز، 777 إعاقة البطء في التعليم.[/COLOR]
[/B]