اكد وزير الصحة د.علي العبيدي أن مسيرة الخدمات الصحية في الكويت بمشاريعها المختلفة تزخر بالصفحات والنماذج المضيئة لمساهمات أصحاب الأيادي البيضاء لإقامة المشاريع الصحية بالبلاد.
جاء هذا خلال تصريح له على هامش افتتاحه أمس مركز علي محمد ثنيان الغانم في منطقة الصليبخات بحضور علي الغانم ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم.
وقال الوزير العبيدي إن المركز أقيم بتبرع كريم من العم علي الغانم بمبلغ مليونين و500 ألف دينار وهو ما يعبر عن القيم السامية والأصيلة التي جبل عليها أبناء المجتمع الكويتي من التلاحم والحرص على العطاء لمصلحة الوطن العزيز، مؤكدا أن ذلك ليس بغريب على هذه العائلة الكريمة التي أسهمت إسهاما كبيرا في نهضة البلاد.
وتوجه العبيدي بالشكر والتقدير والامتنان إلى علي الغانم على هذه المبادرة الإيجابية وقال «أدعو الله عز وجل أن يمتعه بموفور الصحة والعافية وأن يجعل هذا التبرع السخي في ميزان حسناته وان يجزيه عنا أفضل الجزاء».
وأضاف: بهذا المركز الذي نحتفل بافتتاحه تصبح مراكز الرعاية الصحية الأولية بمنطقة العاصمة الصحية 25 مركزا، وعلى مستوى الكويت 95 مركزا تقدم من خلالها الخدمات الوقائية والعلاجية والتخصصية لسكان جميع المناطق ضمن منظومة الرعاية الصحية الأولية بالبلاد وتحت مظلة ومبادئ التغطية الصحية الشاملة.
وأشار إلى أن تنفيذ المشروع استغرق نحو 18 شهرا تم خلالها التنسيق الكامل بين المتبرع ووزارة الصحة للعمل على تذليل الصعوبات والمعوقات التي تتعلق بمساحة الأرض والموقع وزيادة التكلفة عن المبلغ المتوقع واستمرار تقديم الخدمة خلال فترة إنشاء المركز الجديد، حيث قام العم علي محمد ثنيان الغانم بزيادة قيمة التبرع المخصص للمشروع من مليون ونصف المليون دينار إلى مليونين ونصف المليون دينار كما قام بالتبرع بإنشاء مركز صحي مؤقت تم من خلاله تقديم الخدمات الصحية لأهالي منطقة الصليبخات طوال فترة تنفيذ المشروع وحتى اكتمال تشييده وتجهيزه وفقا لأحدث المواصفات العالمية مع توفير الخصوصية للمرضى والمراجعين وبما يتفق مع قيم وتقاليد المجتمع.
وأوضح العبيدي أن المركز سيقدم الخدمات الوقائية لتطعيم الأطفال والكبار وصحة البيئة ومكافحة الأمراض السارية، بالإضافة إلى عيادات طب العائلة وصحة كبار السن والصحة المدرسية ورعاية الأمومة والطفولة وعيادات السكر والصحة النفسية وعيادات الأمراض المزمنة والأسنان والصيدلية والمختبرات الحديثة.
وأضاف وزير الصحة أن المركز يعمل من الساعة السابعة صباحا وحتى منتصف الليل لتقديم خدمات الرعاية الأولية لمنطقة الصليبخات وغرناطة بصورة سهلة، مشيرا إلى أن تقديم خدمات رعاية كبار السن من خلال المركز الصحي سيكون وفقا للمعايير الحديثة وذلك يعتبر ردا للجميل ولعطاء كبار السن ولخدمة الوطن ووفاء لهم بتقديم الرعاية المتكاملة اللازمة لهم بالقرب من مناطق السكن وضمن أهداف البرنامج الوطني الشامل والرائد للرعاية الصحية لكبار السن والذي يعد على قمة أولويات الوزارة.
وأضاف الوزير أن ذلك يتزامن مع تخصيص منظمة الصحة العالمية جائزة على مستوى العالم لأفضل الممارسات والمبادرات الصحية لرعاية كبار السن وتعزيز الصحة على المستوى الدولي، والتي أنشئت بدعم من صاحب السمو فكانت جائزة «صباح الأحمد للرعاية الصحية لكبار السن وتعزيز الصحة»، وهي بذلك تعبر عن المبادرات الإنسانية التي تتخذها الكويت تحت قيادة صاحب السمو على المستوى الدولي وفي المحافل الدولية.
وأكد د.العبيدي ثقته بقدرة القطاع الصحي على التصدي لتحدي الأمراض المزمنة غير المعدية وعوامل الخطورة ذات العلاقة بها من خلال المبادرات المجتمعية التي تنطلق من خلال منظومة الرعاية الصحية الأولية لتحقيق الأهداف والغايات للبرنامج الوطني لوزارة الصحة للوقاية والتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية وعوامل الخطورة ذات العلاقة بها كأولوية تنموية رئيسية وبما يتفق مع التزامات الكويت أمام المجتمع الدولي ووفقا للمصادقة على الإعلان السياسي للأمم المتحدة الصادر في سبتمبر من العام 2011 وقرارات منظمة الصحة العالمية في إطار العمل العالمي للوقاية والتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية وتنفيذا لوثيقة الكويت الصادرة عن اجتماع وزراء الصحة في دول مجلس التعاون والذي استضافته الكويت في شهر يناير من العام 2014.
وكشف عن أن الفترة المقبلة ستشهد افتتاح العديد من المراكز الصحية التخصصية، خصوصا في المنطقة الجنوبية التي يجري حاليا تأهيل مركزي القرين والرقة، متمنيا أن تشهد الفترة المقبلة الكثير من الافتتاحات.
وعن مركز الصليبخات الصحي قال إنه يعمل حتى الساعة 12 مساء، ونأمل أنه يفتح على مدار 24 ساعة في حالة توافر الكوادر الفنية والطبية اللازمة له، ويضم جميع العيادات المتعلقة بالأمراض المزمنة ومكافحة الأمراض السارية، والطب العام وطب العائلة، وعيادات الأمومة والطفولة والأسنان والصيدلية، والمختبرات الحديثة، وعيادات كبار السن، وكل ما يخص هذا المجال.
وتابع أن وزارة الصحة شكلت لجانا خاصة بالتبرعات، للتعامل مع المتبرعين الراغبين في التبرع للوزارة وتأهيل مبانيها وما إلى ذلك، وإنشاؤها لم يكن بسبب قصور في الوزارة، وإنما إيمانا مني بأن هناك مشاركة مع المجتمع المدني والقطاع الخاص الذي يعد شريكا أساسيا لوزارة الصحة والمؤسسات الحكومية بشكل عام.
بدوره قال علي الغانم إنه سعيد جدا بهذه المناسبة، حيث إن مثل هذه المشاريع تعود بالنفع العام على الوطن والمواطن، لاسيما أهالي الصليبخات، مبينا أن أهل الكويت عرف عنهم منذ القدم الكثير من الصفات المميزة، منها التواصل والمحبة والوفاء مع بعضهم البعض، لافتا إلى أن القطاع الخاص يقدم مساهمات فعالة وناجحة في مشاريع الدولة المختلفة، مشيدا بدور القطاع الحيوي في إنجاز العديد من المشاريع الهامة .
وقال الغانم إن افتتاح هذا المركز الصحي ما هو إلا رد الجميل لهذا الوطن المعطاء، ولأهالي الصليبخات والمواطنين المستفيدين من الخدمات الصحية المقدمة فيه، مشيرا إلى وجود المزيد من المشاريع الخيرية الهادفة لخدمة الوطن والمواطن، حيث يعد المركز الصحي جزءا منها، بالإضافة إلى أن المساهمات في مثل هذه المشاريع لن تتوقف.
تصميم هندسي مميز
من جانبه قال مدير منطقة العاصمة الصحية د.طارق الجسار ان المركز مميز فيما يتعلق بالتصميم الهندسي وتوزيع الأقسام الطبية، لافتا أنه سيخدم شريحة كبيرة من أهالي منطقة الصليبخات الكرام وسكان منطقة غرناطة، خاصة أن المركز كبير وسيقدم الخدمات الصحية المميزة، شاكرا المتبرع الكريم وأسرة الغانم الكريمة.
وكشف الجسار عن افتتاحات قادمة منها مركز المعجل الصحي والذي سيقدم خدمات غسيل الكلى حيث يضم 29 سريرا وذلك لسكان منطقة العاصمة كذلك هناك مركز يوسف الجسار الصحي والذي سيفتتح في منطقة العديلية، حيث سيخدم أيضا شريحة كبيرة من المواطنين ممن يحتاجون الى خدمات غسيل الكلى متوقعا افتتاحه الشهر المقبل، لافتا إلى أن هناك مركزين سيتم تسلمهما وهما مركز الروضة الصحي وهو بتبرع من جميعة الروضة حيث استلمنا المركز وسيتم افتتاحه بالقريب العاجل، كذلك مركز السرة استلمناه وسيجري أيضا افتتاحه في أقرب وقت، منوها إلى أنه يجري حاليا إعادة تأهيل مركز الشويخ الصناعية وذلك لتقديم الخدمات لشريحة كبيرة من مراجعي المنطقة.
من جهتها قالت استشاري طب العائلة مساعد مدير برنامج طب العائلة ورئيس المركز د.دينا ضبيب ان المركز يضم 10 عيادات من طب عام وطب عائلة وقسم سكر وأمومة وأشعة ومختبر وعلاج طبيعي وعظام، وقسم جديد للأمراض النفسية للمسنين وأنف وأذن وحنجرة والأسنان بتخصصاتها كاملة، عام وأطفال وعصب، وأشارت إلى أن المركز يفتح من الساعة السابعة صباحا وحتى الثانية عشر بعد منتصف الليل بدون توقف، ونغطي منطقة الصليبخات مع غرناطة ومنطقة الصباح الصحية، وباليوم يراجع المركز مرضى تتراوح أعدادهم بين 1000 إلى 1100.
|
|
رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ود.علي العبيدي وعلي الغانم وعدد من قيادات وزارة الصحة خلال افتتاح مركز علي الغانم الصحي في منطقة الصليبخات |
|
|
جولة تفقدية بين أجهزة ومعدات المركز
|
المصدر : حنان عبدالمعبود \ جريدة الانباء