[B]اللي ما يعرف الصقر يشويه ،هذي هي قصتي ! وباختصار مرت قصتي معهم علي ثلاث مراحل ،المرحلة الأولى كانت أصعب مرحلة ،وكنت وقتها طالبة أدرس بالكلية ،وصادف أن كان معي بالفصل الدراسي طالب من ذوي الاحتياجات الخاصة ،وكان أكثر الأوقات عندما يحاول التحدث معي لا أستطيع فهم كلامه فأتركه هاربة من الموقف لتنتابني موجة من المشاعر تلازمني طوال طريقي الى المنزل لأقضي يومي بالبكاء لأنني عجزت عن فهمه وتركه دون الرد عليه، فأمضي ساعات يومي أفكر كيف أنني أحرجته وتركته ومشيت عنه ،وأتخيل نفسي في مكانه وما هو احساسي اتجاه من تجاهلني وأعاتب نفسي لأرجع وأبكي يومي كله ،وفي اليوم التالي ترجع الأحداث معي مرة أخرى فأجده يقف أمامي ويكلمني ولا أفهم شيئا مما يقول لأرجع إلى بيتي أبكي وأعاتب نفسي مرة ثانية ،وكان يوم تخرجي من الكلية ، فكانت آخر مرة أرى فيها صورته بجانب صورتي بدليل تخرج دفعتي من الجامعة. وتمر الأيام وأعمل أخصائية بوحدة الطب التطوري ويصبح عملي كله مع الأطفال والإعاقة وهي المرحلة الثانية لي معهم ،وعشت فيها حياتي أقرأ وأتثقف عنهم ومرات عديدة منهم، تعلمت منهم أن الدنيا جميلة ،وأن الحاجة أم الاختراع وتعلمت من الأهالي أن أبناءهم أحسن الناس، كما تعلمت منهم ومن أبنائهم قوة الصبر وإنه كما نتحدث بالعامية «اذا عابت يميني فالعسمى تشيلني». وتأخذني الأيام وأغير مجال عملي ولكن حبي وشغفي لشغلي معهم جعلني أكمل دراستي وأفهمهم أكثر وأكثر ومع دوامي الثاني أصبح زميلي بالعمل منهم، وأصبحت مسؤولته، ولكن طريقة تعاملي معه اختلفت باختلاف الزمان والوقت ، أصبحت أكبر بالعمر وأفهم بالخبرة وصارت نظرتي له مختلفة ،وحكمي عليه اخذ منظورا ثانيا ،بعملي معه زادت طلباتي ،و أصبح ضغط العمل يحكم قراراتي ،وكان في كل مرة يبهرني بعمله لاكتشف من تأملاتي في كل مرحلة من مراحل تعاملي معهم اني كنت الضائعة وكانت أقدامهم بالأرض ثابتة. نظرة تأملية: هل تعلم عزيزي الطالب أن مخترع المصباح الكهربائي هو أديسون وكان يعاني من صعوبة التعلم كما أن الشخص الذي شغل كرسي نيوتن عالم الرياضيات هو البروفيسور ستيفن هاوكنغ صاحب كتاب تاريخ موجز للزمن وكتاب ثقوب سوداء وهو معاق يتنقل على كرسي متحرك أما فرانكلين روزفلت كان رئيسا للولايات المتحدة في عام 1932 وهو شخص مقعد مصاب بالشلل .[/B]