[B] مرح وسرور وانخراط في برامج تأهيلية وتعليمية، وتدريبات مكثفة وانفتاح على الحياة، وكسر للملل والروتين وإبداعات لعشاق العزيمة القوية وذوي الطاقات الملهمة، وفتح نافذة على الكون والوجود.
هذا أبرز ما يمكن استخلاصه من الورش التدريبية والتعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة من فئتي الداون والتوحد الذين يثبتون كل يوم جدارة في التعلم والقدرة على إثبات الذات، والتغلب على الظروف الصعبة.
القبس رافقت أطفال الدوان والتوحد في ورش تعليمية وتدريبية، ورصدت إبداعات متنوعة ومتميزة لذوي الإرادة.
بداية قالت مديرة معهد براديس للتدريب الأهلي د. خديجة الهندي: إن الأطفال ذوي الإعاقات المختلفة يعانون من عدد من المصاعب في حياتهم، فهناك عدد من الأطفال الذي يعانون من أمراض مثل متلازمة الداون والتوحد والإعاقة الذهنية.
سبب المرض
وأضافت الهندي أن مرض متلازمة الداون الذي يعاني منه بعض الأطفال هو نتيجة زيادة عدد الكروموسومات في كل خلية من خلايا جسم الإنسان، فالطفل الذي يعاني من مرض متلازمة الداون لديه عدد من الكروموسومات أكثر من الإنسان العادي السليم، مشيرة إلى أن الأطفال الذين يعانون من مرض متلازمة الداون لديهم عدد من الخصائص التي تميزهم عن غيرهم، مثل التغير الملحوظ في شكل القامة وقصر القامة، بالإضافة إلى أن لديهم القابلية الكبيرة في الإصابة بأمراض القلب، فنسبة %95 منهم معرضون للإصابة بأمراض القلب مثل الثقوب والشرايين.
ونوهت أيضا بالخصائص الاجتماعية التي يتمتع بها أطفال متلازمة الداون، فهم اجتماعيون، ومرحون، ومحبون للحياة، ولديهم غريزة حنان كبيرة.
أطفال التوحد
وأضافت أن الأطفال الذين يعانون من التوحد لا يوجد شيء مختلف في ملامحهم عن الإنسان الطبيعي، ولكن ما نلحظه فيهم هو أنهم لديهم مشكلة كبيرة في عدم قدرتهم على التواصل، خاصة في المراحل العمرية الأولى، حيث يعيش الطفل الذي يعاني من التوحد في عالمه الخاص، مبينة أن الطفل الذي يعاني من التوحد يحتاج إلى تدريب وعناية فائقة، فكل حالة تحتاج إلى مدرس خاص بها.
وأوضحت أن الطفل الذي يعاني من التوحد في بعض الأحيان تكون لديه قدرة تفوق قدرة الشخص العادي في الحفظ، وتعلم المهارات الجديدة، مبينة أن هناك نوعا آخر من الإعاقة، وهو الإعاقة الذهنية، والتي يكون فيها مستوى ذكاء الطفل أقل من المستوى الذكاء العادي.
معاناة الوالدين
وبينت أن الوالدين الذين لديهم طفل في المنزل لديه متلازمة الداون، أو التوحد أو طفل لديه إعاقة ذهنية، فإن ذلك يشكل عبئا ماديا كبيرا عليهم، وتكلفة باهظة، لأنهم يحتاجون إلى جلسات علاج طبيعي مكثفة، وبرامج للنطق مدى الحياة، وبعضهم الآخر يحتاج إلى برامج لتعديل السلوك مع رعاية واهتمام كبيرين.
وأشارت إلى أنه من الصعوبات التي يواجهها الأهل أيضا في تربية الأطفال الذين يولدون بهذه الأمراض، أنهم يجب أن يعاملوا الأطفال معاملة خاصة، بالإضافة إلى ضرورة أن يلتزموا بالذهاب إلى الجهات التي تهتم بهؤلاء الأطفال، من أجل توسيع مداركهم في كيفية التعامل مع هؤلاء الأطفال، بالإضافة إلى ضرورة أن يهتم الأهل بالنظام الغذائي لهؤلاء الأطفال، مبينة أن الأطفال الذين يعانون من التوحد مثلا لهم نظام غذائي محدد، إذ إنه من الضروري منع أكل القمح عنهم لأن ذلك سيسبب لهم التخمة.
تكاليف باهظة
وأضافت أن على الأهل أن يوفروا لأولادهم الذين يعانون من هذه الأمراض الألعاب التربوية، مشيرة إلى أن اللعبة التربوية أيضا تكلف أكثر من الألعاب العادية، مشيرة إلى أن الطفل الذي يعاني من التوحد قد يكون عنيفا، وبالتالي يكسر هذه الألعاب وملابسه، مما يزيد العبء المادي على أسرته.
وزادت أن بعض الأطفال منذ صغرهم تكون عضلاتهم رخوة، لذلك فإنهم يحتاجون إلى العلاج الطبيعي المكثف، فالحكومة تعطي للأهالي الذين يحتاج أطفالهم إلى علاج طبيعي دورا في المستشفيات الحكومية، ولكن يواجه الأهل مشكلة في أن هذا يستلزم وقتا كبيرا حتى يحصل الطفل على العلاج اللازم له، وبالتالي يلجأ معظم الأهالي إلى العلاج في القطاع الخاص، والمكلف جدا، بالإضافة إلى احتياجهم لرعاية كبيرة في البيت، فكلما كان الاهتمام بالطفل كبيرا، كلما كان التطور ملحوظا بشكل كبير على الطفل.
مدارس التربية الخاصة
وأشارت إلى أن مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة لا تعطي للأطفال حقهم، مناشدة الحكومة أن تشدد الرقابة على هذه المدارس، وتطبق نظام الاختبار التقييمي حتى تعرف الأهل بما يأخذه هؤلاء الأطفال في المدارس.
وأكدت الهندي على ضرورة أن يمنع الأهالي عن أبنائهم الذين يعانون من هذه الأمراض المواد الغذائية التي يوجد فيها مواد حافظة، بالإضافة إلى ضرورة أن تكون هذه المواد الغذائية طازجة.[/B]