[B]
ما زال المعاقون يحطمون الحاجز تلو الحاجز من أجل تحقيق مزيد من التفاعل والاندماج مع المجتمع، وإبراز ما لديهم من قدرات وإمكانات لا تقل في كثير من الأحوال عن تلك التي يمتلكها الأسوياء، وكان آخر هذه الإنجازات ما شهدته نادي ضباط القوات المسلحة في أبوظبي الأيام الماضية، عبر دورته الرمضانية التي اشتملت رياضات عديدة، حيث تمكن منتسبو نادي أبوظبي لذوي الإعاقة من المشاركة في فعالياتها ودخول معترك رياضة الأسوياء ومنافستهم بقوة عبر ستة من الفرق الرياضية ضمنها فريق كرة القدم الذي شكلوه وخاضوا به غمار تلك المسابقة الرمضانية.
يقول فالح الفيصل مدير نادي أبوظبي لذوي الإعاقة، عن ذلك الإنجاز، إن إشراك المعاقين من فئة الصم والبكم لأول مرة في إحدى المنافسات العادية يمثل مبادرة جديدة من نوعها، بما تحمله من فكر مبتكر وثقافة جديدة تحقق نقلة نوعية في رياضة المعاقين من خلال الفكرة التي تبنتها مؤسسة زايد العليا، بتوجيهات محمد محمد فاضل الهاملي نائب رئيس مجلس الإدارة والأمين العام للمؤسسة.
فكر جديد
وأوضح الفيصل أن تبني مؤسسة زايد لتلك المبادرة جاء في إطار غرس هذا الفكر الجديد وتحقيق نقلة في نوعية الأنشطة التي يقوم بها المعاقون، وذلك من أجل تأكيد قدرتهم على منافسة الأسوياء من ناحية، والارتقاء بمستواهم الرياضي من جانب آخر.
ولفت الفيصل إلى أنه يأمل وبصفة شخصية أن يرى أحد أبنائه في النادي، لاعباً مع الأسوياء في أحد المنتخبات الإماراتية.
وأكد أن مؤسسة زايد عودت المجتمع على تقديم كل ما هو جديد من أجل خدمة المعاقين، وفي ظل وجود أهداف واستراتيجيات محددة مصحوبة بقوة الإرادة والتحدي يمكن تخطي أي عقوبات ومصاعب، وكان البرهان في المنافسة الأولى التي خاضها فريق نادي أبوظبي لذوي الاحتياجات ضد فريق شركة الحفر الوطنية، والتي أثبت خلالها أعضاء نادي أبوظبي جدارتهم لخوض منافسات تلك البطولة القوية.
صناعة الأبطال
وعن الرسالة التي تحملها تلك المبادرة، أوضح الفيصل أنها بداية تأسيس لثقافة جديدة ومطلوب من المجتمع دعمها بكل الوسائل للارتقاء بقدرات المعاقين وتطوير مهاراتهم، وأشار إلى أنه سيتم حصد نتائج تلك التجربة على المستوى القومي علــي المدى القريب والبعيد عبر ظهور أبطال عديدين في مجالات عديدة، قادرين على إبراز صورة بالغة الإيجابية عن المعاقين، وقدرتهم على العطاء في حال توافر الظروف والأجواء المناسبة.
وفي النهاية، كشف الفيصل عن مخططات حالية تقوم بها مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات، المتمثلة في نادي أبوظبي للمعاقين، لعمل طفرة نوعية في رياضة المعاقين، وهذه الفكرة تستهدف مستقبلاً رفع اسم الدولة عالياً في المحافل الدولية، وذلك في سياق صناعة الأبطال تبعاً لاستراتيجيات معينة وضعتها قيادات المؤسسة، الذين يبذلون جهوداً كبيرة للارتقاء بكل ما يتعلق بالمعاقين.
عملية الدمج
أما إداري فريق كرة القدم للصم والبكم منصور سالم وهو أيضاً من المعاقين، مصاب بإعاقة بصرية، قال إن هذه الفكرة واحدة من الأنشطة الرياضية المختلفة التي يسعى النادي لتفعيلها من أجل تحقيق الحياة السوية للأفراد المعاقين، ولفت سالم إلى أن الفريق تم إعداده حتى يكون مستوى الأداء جيداً وللمساعدة في عملية الدمج، كونها أول بطولة يشارك فيها الفريق مع الأسوياء، وذلك من أجل إثبات الذات وإبراز القدرات الموجودة للمعاق.
وأشار سالم إلى أن الإعداد لهذه المسابقة استغرق أسبوعين قبل انطلاق الدورة، موضحاً أن النادي يفتح أبوابه للجميع ويرحب بالمتطوعين للمساعدة في الأنشطة العديدة التي تتم داخله.
وأكد أن أهم أهداف تلك المشاركة يتمثل فيما يلي: ترسيخ الإحساس بالذات وبالقدرات الموجودة لدى المعاقين، وتحقيق الاندماج بشكل عملي وفعال عن طريق عملية التواصل التي تتم داخل الملعب.
وبين سالم أنه على الرغم من أنه كفيف البصر إلا أنه يعمل كإداري مع فريق الصم والبكم للمرة الأولى، ويحاول بشكل تدريجي التواصل معهم بأساليب مختلفة، مشيراً إلى أن عملية التواصل تلك ستكون أكثر سهولة ويسراً في الأيام القادمة مع الصبر والتعود والتدريب.
دعم واهتمام واسع
من ناحيته، قال محمد محمد فاضل الهاملي نائب رئيس مجلس الإدارة الأمين العام للمؤسسة: أولت الدولة في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، اهتماماً واسعاً بأبنائها من المعاقين، من خلال افتتاح دور الرعاية الاجتماعية والصحية، وصولاً لتحقيق المزيد من الإنجازات على هذا الصعيد.
وأضاف الهاملي: بمناسبة مشاركة نادي أبوظبي للمعاقين التابع للمؤسسة ضمن منافسات بطولة نادي ضباط القوات المسلحة الرياضية الرمضانية الخامسة عشرة المفتوحة لعام 2011، والمقامة تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، فإن ذوي الاحتياجات الخاصة أثبتوا بالعزيمة والإرادة رغبتهم الأكيدة في إثبات ذاتهم وإمكاناتهم وتحقيق أهدافهم وآمالهم المشروعة، مثمناً دور مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية لما تقدمه من رعاية إنسانية واجتماعية، وجدد التأكيد قائلاً: يسعدنا أن ندعم دائماً هذا التوجه النبيل.
إثبات الذات
قال محمد محمد فاضل الهاملي إن مؤسسة زايد العليا، تسعى وتستند إلى المبادرة الاستراتيجية التي تنص على توفير خدمات تعليم وتأهيل ودمج المعاقين بما يتوافق مع أفضل الممارسات العالمية، وسعيها نحو تقديم أرقى سبل الرعاية والاهتمام والمتابعة، ومواكبة الجهود التي تبذلها قيادتنا الرشيدة للنهوض بأوضاع ذوي الإعاقة ومضاعفة رعايتهم وتأهيلهم وإدماجهم في المجتمع، كما تأتي مبادرتها بالمشاركة في منافسات أولمبياد نادي ضباط القوات المسلحة الرمضانية والتنافس مع فرق من الأسوياء ليثبت هؤلاء الأبطال قدراتهم الكبيرة على العطاء وإثبات الذات.
[/B]