[B]
في غمرة الابتهاج بإنتاج 41 فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة، شاركن في معرض نسائي أقامته جمعية «جود» الخيرية بالدمام وجدت الحاضرات الفرصة للمطالبة بافتتاح مصانع تخص إنتاج هذه الفئة، بحيث تسهم في تسويق منتجاتها اليدوية وتطويرها وزيادة انتشارها، في ظل ضعف فرص العمل المتاحة لهذه الشريحة وبالنظر للقدرات الحرفية الكبيرة التي يتمتعون بها.
مديرة مركز ذوي الاحتياجات الخاصة في الجمعية عواطف البريك، تحدثت لـ«الشرق الأوسط» عن هذا المطلب، بقولها «نطمح لذلك، لكنه أمر يصعب على إمكاناتنا في الجمعية، ويفترض أن يكون ذلك مسؤولية المستثمرين في البلد، فنحن دورنا يشمل البحث عنهم وتدريبهم وتأهيلهم».
بينما أكدت مشرفة التأهيل المهني في المركز يسرا إبراهيم، على أهمية وجود مصنع يضم منتجات ذوي الاحتياجات الخاصة ويحتضن إبداع الفتيات المشاركات في المعرض، واصفة ذلك بـ«الطموح الكبير»، وأشارت إلى أن الإعداد لهذا المعرض أخذ نحو عام كامل إلى حين الخروج بكل هذه المنتجات المصنوعة يدويا، حيث تؤكد على أن ذوي الاحتياجات الخاصة لديهن القابلية للتعلم وإتقان الأعمال الحرفية على وجه الخصوص.
وعادت البريك لتوضح أن تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة «ليس مهمة شاقة»، مضيفة «بنات التأهيل ليس شرطا أن تكون إعاقتهن صعبة، والمركز يضم 120 من ذوي الاحتياجات الخاصة، و41 منهم شاركوا في المعرض»، وأفادت البريك بأن معرض هذا العام هو العاشر، حيث يقام بصورة سنوية، إلا أنه لأول مرة يقام في شهر رمضان المبارك، معللة ذلك بقولها «جعلناه في رمضان لأنه تكثر المعارض في هذه الفترة، ولعبت الصدفة أيضا دورها في ذلك، بالنظر لظروف مر بها المركز، فنحن في السابق كنا نربط المعرض بالحفل الختامي السنوي للمركز، آخر العام».
وعند التجول في المعرض، يلفت نظر الزوار وجود أركان تراثية تضم بعض المنسوجات والقطع الحرفية، وركن آخر للمفارش وسجاد الصلاة، وركن لإكسسوارات الجوال وأدوات التجميل وربطات للشعر وأمشاط مزينة كل منها بصورة مختلفة، إلى جانب اللوح الفنية المختلفة، وأخيرا ركن «القرقيعان» الذي يأتي بالتزامن مع شهر رمضان، ويضم الأكياس المطرزة والمجسمات المبهجة للصغار.
فوزية الغامدي (40 عام)، تحدثت عن مشاركتها في هذا المعرض، مؤكدة أن كونها من ذوي الاحتياجات الخاصة فإن ذلك لم يمنعها من تقديم أعمالها التابعة لقسم الخياطة، حيث قامت فوزية بحياكة سجاد الصلاة بصورة متقنة، في حين تحدثت والدتها عنها بالقول «فوزية تحب الخياطة منذ صغرها، وحريصة على الدوام دائما في المركز، ولو غابت لسبب معين تظل حزينة طول اليوم».
أما فاطمة الخليفة (20 سنة) والتي تعاني من صعوبات التعلم، فتحدثت والدتها بالنيابة عنها حول أعمالها المشاركة في المعرض، والتي تضمنت مفرشا للسرير مطرزا بالكامل وطقم سفرة لطاولة الطعام، مضيفة بقولها «بعد أن أصبحت ابنتي منتجة وقادرة على عمل هذه الأشياء، أصبحت اجتماعية أكثر وقل الخجل والارتباك الذي كانت تعاني منه، وهو ما صقل شخصيتها وجعلها أقدر على التواصل مع الناس».
وتؤكد مسؤولات مركز ذوي الاحتياجات الخاصة بالجمعية على أن نجاح المعرض لا يقاس بكمية المبيعات بل بعدد الزوار، خاصة مع الحضور الكبير الذي شهده اليوم الأول لافتتاح المعرض فيما يختتم المعرض أعماله اليوم، مع الإشارة إلى أن المنتجات التي لم يتم بيعها ستتم إحالتها إلى المعارض الأخرى المقبلة، لتسويقها وبيعها.
وقد أفصحت مشرفة قسم التأهيل المهني عن كون القسم يضم كلا من التأهيل المبتدئ (لمن هم إعاقتهم متوسطة إلى شديدة)، والتأهيل المتقدم (امن إعاقتهم بسيطة إلى متوسطة)، مضيفة بأن غالبية ذوي الاحتياجات الخاصة من منسوبي المركز وهم من الفئة الثانية، الذين توجد لديهم ورشة مبتدئة وورشة إنتاجية. وتناولت برامج التأهيل المهني، موضحة أنها تشمل الحاسب الآلي، الطبخ، الأنشطة الدينية، العلاج الطبيعي، التمارين بالرياضية، ورشة الخياطة، ورشة الأعمال الفنية، التواصل الاجتماعي. جدير بالذكر أن مركز الرعاية الخاصة التابع لجمعية «جود» النسائية الخيرية بالدمام؛ يضم إلى جانب قسم التأهيل المهني أقساما أخرى، إلى جانب الخدمات التي تشمل: صعوبات التعلم، تخلفا عقليا (داون سندروم)، توحدا، تأهيلا مهني، علاج طبيعي، نطق وتخاطب، استشارات واختبارات نفسية وإرشادية.[/B]