[B]
في الثامن من شهر إبريل/ نيسان 2007 تم افتتاح واحات الرشد بمرسوم أميري رقم ،12 على أن تتبع هذه الإدارة دائرة الخدمات الاجتماعية في حكومة الشارقة، ورغم مرور أربعة أعوام على تأسيسها إلا أن الكثير من أفراد المجتمع لا يعرفون عنها شيئاً أو يعرفون ويتجاهلون بسبب ارتباط تخصص هذه الإدارة بثقافة الموروث الشعبي للمجتمع فيما يتعلق بطبيعة ومفهوم المرض النفسي من جهة والمرضى النفسيين من جهة ثانية .
مركز واحات الرشد لا يمكن اعتباره مركزاً لإيواء المرضى النفسيين فقط، بل هو مركز لإيواء المرضى النفسيين والعقليين ومن ذوي الإعاقات الذهنية والجسدية المحرومين من الرعاية الاجتماعية . والفرق بين هذا المركز، الذي يعد كأول دار على المستوى العربي، أنه يقوم بتأهيل وتمكين هذه الفئات وإعادة دمجها في المجتمع بعد أن تمتلك مهارة أو حرفة فنية تساعدها مادياً ومعنوياً .
و قالت مديرة المركز أمينة الرفاعي للتعرف إلى الخدمات المقدمة لهذه الفئات وعن الأهداف والبرامج، حيث شرحت الخدمات التي يقدمها المركز وهي خدمات اجتماعية وصحية ومعيشية ونفسية للمنتسبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18- 59 سنة، مشيرة إلى أن أول حالات تم تحويلها إلى المركز في 22 أكتوبر/ تشرين الأول 2007 جاءت من الجهات الداخلية سواء كانت مستشفى أو عيادات الطب النفسي أو غيرها .
وأوضحت أن الخدمات تقدم مجاناً وأن رؤية المركز تمكين المرضى النفسيين والعقليين للعيش بكرامة واستقلالية بإمارة الشارقة، وهذه الرؤية مقتبسة من التوجه العام لدائرة الخدمات الاجتماعية .
أما شروط الالتحاق بالمركز فهي أن يكون من مواطني إمارة الشارقة ويتم استثناء الحالات الإنسانية، وأن يعاني اضطراباً نفسياً وسلوكياً أو إعاقة مشخصة من جهة طبية وأن يتراوح عمره بين 18- 59 سنة ولديه الرغبة وغير مكره بتلقي خدمتنا باستثناء المرضى فاقدي الأهلية، إضافة إلى خلوه من الأمراض المعدية والخطرة .
وتقول الرفاعي إن واحات الرشد اسم معني بالإيواء والرعاية المنزلية وأيضاً يوجد فيه وحدة نهارية وحالياً توجد 12 حالة إيواء و70 حالة رعاية منزلية و10 في الوحدة النهارية، وبالنسبة للإيواء فهو مخصص للذكور فقط لعدم توافر قسم للإناث ويتوفر به مختصون ومشرفون وممرضون يعملون على خدمة المرضى النفسيين، ويتم تقديم خدمات منها ما هو متعلق بقسم الإعاشة وقسم البرامج، إضافة إلى خدمات صحية وتغذية، كما أن المنتسبين يخضعون لدراسة حالة ويتم وضع خطة على أساس التشخيص حتى يتحقق الهدف بالدمج والتأهيل .
أما فيما يتعلق بالرعاية المنزلية فتضم مرضى من الجنسين مع الملاحظة أن عدد الذكور أكثر من الإناث وتتبع هذه الخدمة وحدة الأمل التي تأسست مع إنشاء المركز وتتكون من فرق عمل مختصة بالمجالات الصحية والاجتماعية والتأهيلية والنفسية لخدمة المرضى النفسيين والعقليين ومن ذوي الإعاقات في منازلهم أو أماكن وجودهم لتمكينهم من إدارة شؤونهم وإزالة العقبات ودمجهم في المجتمع .
وتقول أمينة الرفاعي إنه تم تنظيم معرض لنتاجات المرضى في مركز الميغا مول استمر ثلاثة أيام ضمن فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للمعاق، الذي أطلق شعار “ولي حق بالحياة”، وكان شعار المعرض “إبداعاتنا رغم إعاقتنا” وكان الريع يعود لهم مما أعطاهم حافزاً قوياً للاستمرار .
والقسم الثالث بالمركز هو الوحدة النهارية، حيث يتم تسجيل الشباب في المركز الرياضي، حيث يمارسون الألعاب الرياضية التي تعد حاجة ملحة لهؤلاء المرضى ويستطيعون البقاء لغاية الفترة المسائية .
وعن رأيها بالنظرة الاجتماعية إلى المرض النفسي أوضحت الرفاعي أن الوصمة النفسية لا تزال موجودة في مجتمع الإمارات وأي شيء يتعلق بما هو نفسي، فهو يتأثر بالوصمة لعدم وجود ثقافة توعوية اجتماعية بهذا المجال وتقوقع البعض في زاوية جانبية وعدم السماح لهذه الفئة بالاندماج مع المجتمع .
ودعت الرفاعي إلى ضروة تنظيم حملات مكثفة ومستمرة للتوعية بهدف زيادة الثقافة بالأمراض النفسية مع الملاحظة بأن الوضع اليوم أفضل من الأمس حيث يوجد أهالي يجلبون أولادهم إلى المركز للتداوي[/B]