[B]
سجل أكثر من 300 شاب وشابة من ذوي الاحتياجات الخاصة حضورهم «غيابيا» في مهرجان السوق الشرقي «بساط الريح الثاني عشر»، من خلال عرض منتجاتهم اليدوية ضمن الجهات التابعين لها، إلا أنهم غابوا فعليا عن الحضور لتسويقها.
ففي الوقت الذي شهد فيه المهرجان مشاركة نحو 6 جمعيات خيرية من داخل السعودية وخارجها، التي لم تكن تتجاوز الـ4 في الأعوام السابقة له، برر مسؤول في مركز العون لذوي الاحتياجات الخاصة غياب أصحاب المنتجات اليدوية التابعين له بوجود دورات تأهيلية في التسويق يخضعون لها في المركز.
وأوضحت ديانا المغربي، إحدى المسؤولات في مركز العون، أن نحو 200 شاب وفتاة تتراوح أعمارهم بين 8 و18 سنة نفذوا مجموعة من المنتجات اليدوية المشارك بها المركز في مهرجان بساط الريح، عدا عما يقارب 50 آخرين ممن تزيد أعمارهم عن 18 عاما.
وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «نفذ هؤلاء الشباب والفتيات الكثير من المنتجات المتضمنة المنسوجات والفخار والصابون والشمع، وذلك ضمن ورش عمل وحصص تعليمية التحقوا بها في المركز، تهدف إلى صقل مواهبهم ومهاراتهم، فالعائد من المبيعات يعود للمركز الذي ينفقها عليهم».
وأكدت أن الأفراد المنتجين يعملون على تسويق منتجاتهم في البازارات التي تنعقد داخل المركز، حيث إنهم يبيعونها بأنفسهم، لافتة إلى أن خامات تلك المنتجات تتمثل في الفخار والخرز والخيوط والسبح والشمع الذي تتم إذابته ودمجه بعدد من الألوان والروائح.
وأضافت: «إن إتقان المعاق لممارسة هوايته يعتمد على نوع إعاقته وقدراته، خصوصا وأن هناك من يبدع في الشمع، بينما ثمة من يمتلكون هواية لضم الخرز والفخار، كل حسب قدراته وتحكمه بحركة يديه».
من جهتها أكدت لـ«الشرق الأوسط» عبير قباني عضو مجلس إدارة ورئيس تنمية الموارد والعلاقات العامة في «المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية» بالمنطقة الغربية، على زيادة عدد الجمعيات الخيرية المشاركة في المهرجان، مشيرة إلى حضور مجموعة من المرضى التابعين للمؤسسة بهدف زيارة «بساط الريح الثاني عشر».
وأفادت بأن الخدمات المقدمة للمشاركين والبالغ عددهم نحو 160 جهة مشاركة من داخل وخارج السعودية، تعد أبرز ما يميز مهرجان السوق الشرقي، إلى جانب مظهره بشكل عام، مضيفة: «تبلغ مساحة المهرجان نحو 9 آلاف متر مربع».
أرض المعارض في جدة هي المكان الذي يحتضن «بساط الريح الثاني عشر»، وتميزت ديكوراته بطراز أندلسي، من حيث الخط المستخدم في كتابة أسماء الأجنحة المشاركة، والإضاءات التي تزين المكان، إضافة إلى الأزياء التي ترتديها المشاركات، ولا سيما أن معظمهن لم يخرجن عن نطاق التراث والثياب المحتوية على نقوش تعكس ولو جزءا بسيطا من الحضارة الإسلامية.
ومن اللافت أيضا اعتماد المشاركات على أنفسهن في عرض الأزياء للبيع، حيث إنهن لم يلجأن إلى المجسمات في ذلك، بل إنهن كن يرتدين قطعا مختلفة منها، ليمثلن بذلك عرض أزياء حركيا وعفويا، مما يساعد في جذب أكبر عدد من الزائرات.
وبالعودة إلى عبير قباني فقد أبانت بأن مهرجان السوق الشرقي «بساط الريح الثاني عشر» يعد العمود الفقري لـ«المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية المنزلية»، وهو ما يجعل هدفه خيريا بحتا، فضلا عن كونه يحقق شراكة بين القطاعين الخاص والخيري بشكل ينصب في مصلحة المريض أولا وأخيرا.
واستطردت في القول: «خدمة (المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية المنزلية) خلال العام الماضي ما يقارب 4.8 ألف مريض، الأمر الذي يجعلها دوما في تطور مستمر من أجل تطوير علاقاتها مع المراكز التي تدعمها، وذلك عبر تدريب العاملين عليها».
وبهدف جذب نحو 12 ألف زائر للمهرجان، عملت المؤسسة على زيادة أيامه إلى خمسة أيام، إضافة إلى تخصيص اليوم الأخير منه للعائلات، خصوصا وأن العام الماضي كان عدد زواره قد بلغ 9600 زائرة، في حين زارت «بساط الريح» خلال اليومين الماضيين نحو 4800 ألف سيدة.
وعلى مدار 11 عاما متتالية استطاع المهرجان أن يكسب شعبية كبيرة تعدت حدود السعودية، لتجعل منه مقصدا يقصده الكثير ممن يطمحن إلى تحقيق مبيعات لا بأس بها، وذلك عن طريق المشاركة فيه.
هنادي النصار، إحدى مصممات الأزياء الكويتيات المشاركات في المهرجان، ترى أن مشاركتها في جدة جاءت بهدف تحقيق انتشار أوسع، ولا سيما أنها شاركت في بازارات نسائية في كل من الرياض والمنطقة الشرقية.
وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «ثمة إقبال شديد على الأزياء الكويتية، خصوصا في منطقتي الرياض وجدة، وما دفعني إلى المشاركة أيضا هو الطلبات التي أتلقاها باستمرار من النساء السعوديات»، موضحة أن شهر رمضان المبارك يعد بالنسبة إليها موسما جيدا لتحقيق المبيعات في السوق السعودي.
يشار إلى أن مهرجان السوق الشرقي «بساط الريح الثاني عشر» المنعقد حاليا خلال الفترة من 6 إلى 10 من الشهر الحالي، تنظمه «المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية» في المنطقة الغربية، وذلك في مركز جدة الدولي للمنتديات والفعاليات برعاية الأميرة حصة الشعلان حرم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.[/B]