[B]
غيّرت اختراعات الشاب الفلسطيني منذر القصاص حياة الكثيرين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأصحاب الحالات الصحية الصعبة والمصابين بالشلل الرباعي، إضافة إلى الذين لا يقدرون على ممارسة نشاطات الحياة اليومية بشكل طبيعي.
"فلسطين" التقت عددا من الذين استفادوا من تلك الاختراعات، وحاورتهم للتعرف على طبيعة عمل هذه الاختراعات، ومدى تأثيرها في تغيير حياتهم.
جهاز زايد
يحيى حميد (26 عامًا) أحد المستفيدين من جهاز زايد للتحكم بالتلفاز-أحد اختراعات القصاص- حيث أصيب بشلل رباعي نتيجة طلق ناري أصاب الفقرة الثانية من عموده الفقري منذ خمس سنوات.
وحسب القصاص، فإن للجهاز عدة طرق للتحكم به، منها ما هو عن طريق اللسان والكتف والرأس، وذلك حسب نوع الإعاقة، ويتكون الجهاز من لوحة للتحكم، و"ريموت للرسيفر" يتم عن طريقه تغيير المحطات التلفزيونية.
وقال حميد: "كنتُ أعتمد على أهل بيتي عندما أريد تغيير إحدى المحطات، وعانيتُ من تلك المشكلة لسنوات؛ لأن أغلب وقتي على التلفاز، وهذا الأمر مُتعب بعض الشيء".
وأضاف في حديث لـ"فلسطين": "علمتُ بوجود اختراع لتسهيل التحكم بالتلفاز، وطلبتُ من المخترع أن يعد لي الجهاز، حيث أنجز لي ذلك وبت أتنقل بين المحطات عن طريق كرة بلاستيكية صغيرة أمسكها بيدي".
كرسي متحرك
من جهتها قالت المُصابة بالشلل الرباعي رُدينة الُغز (34 عامًا) إن القصاص غيّر لها حياتها من الأسوأ إلى الأفضل، وحلّ الكثير من المشاكل التي كانت تواجهها، في حين أن مؤسسات كثيرة رفضوا مساعدتها، حسب قولها.
وأضافت : "قدّم لي كرسيا متحركا جاء كمساعدة من إحدى القوافل الخارجية، ولم أتمكن من الجلوس عليه لأنه غير مناسب، سيما أن لدى ضمورا في العضلات ويجب أن يكون الكرسي مناسبا لحجم وطول الأطراف، فلم أستخدمه وأصبح عندي اكتئاب شديد، وتعبت نفسيًّا".
وحسب الغُز فإن القصاص أعاد تأهيل الكرسي المتحرك الخاص بها كي يُصبح مناسبًا لها، مضيفةً: "ساعدني منذر بأقصى جهده، وتحسنتُ كثيرًا وأصبحت أخرج من البيت، وشاركت في مخيم مع الشابات المسلمات"، مشيرة إلى شخصين كانا يقدمان لها المساعدة في الذهاب والإياب.
وبينت أنها تُحب القراءة، وطلبت من القصاص اختراع جهاز لها، فأعد لها جهازا يُسمى "ليلة القدر" وهو لتقليب صفحات الكتب، عن طريق زر يتم الضغط عليه بالإصبع، "وساعدني الجهاز كثيرًا وتغيرت حياتي للأفضل".
التحكم بالحاسوب
وممن استفادوا أيضًا من اختراعات القصاص المُصاب بالشلل الرباعي حمزة الرقب، حيث طوّر القصاص له كرسيا متحركا خاصا بأصحاب الشلل النصفي يعمل باليد فقط، بحيث أصبح يخدم مصابي الشلل الرباعي ويتم التحكم به من خلال الرأس والذقن.
وبين القصاص في حديث لـ"فلسطين" أن تكلفة مثل تلك الكراسي المتحركة مرتفعة الثمن، مضيفًا: "تم نقل لوحة المفاتيح من منقطة الاستعمال باليد، إلى منطقة الذقن عن طريق "استاند" مساعد للتحكم عن طريق الذقن".
وأعد القصاص للرقب جهازا للتحكم بفأرة الحاسوب عن طريق الرأس، مؤكدًا أنها تُسّهل على ذوي الاحتياجات الخاصة التعامل مع جهاز الحاسوب.
وأوضح الرقب (22عامًا) أنه مُصاب منذ خمس سنوات بعد وقوعه من أعلى منزله، مضيفًا: "انكسرت عندي 3 فقرات، الفقرة الرابعة والخامسة والسادسة، وسبّب ذلك لدي شللا رباعيا كاملا".
وأشار الرقب إلى أن اختراعات القصاص غيرت حياته وجعلته غير عاجز، مضيفًا: "كانت حياتي سيئة جدًا قبل استفادتي من الكرسي المتحرك وجهاز التحكم بـ"الماوس"، وكنت لا أقدر على ممارسة حياتي، والآن بفضل الله ثُمّ اختراعات القصاص أمارس حياتي اليومية بشكل طبيعي".
وأوضح الرقب أنه يذهب إلى أصدقائه ويزور أقربائه بكل سهولة ومرونة، مشيرًا إلى أن حياته في قضاء حاجاته كانت تتطلب وجود شخص من العائلة بصحبته، مضيفًا: "كانت حياتي صعبة ، ولكن الآن أفعل كل ما أريد دون الاعتماد على الآخرين".
وبين أنه يستعمل جهاز الحاسوب بكل سهولة بعد نقل الفأرة والتحكم بها عن طريق الذقن، مضيفًا: "أزور المواقع الدينية والإخبارية وأتصفحها كل يوم".
وحصل القصاص (31عامًا) على براءتين اختراع، ومُقدم الآن لـ3 براءات اختراع أخرى، إضافة إلى تكريمه بالعديد من الجوائز في مجال اختراع وتطوير الأجهزة الكهربائية والطبية.
ودرس القصاص في جامعة الأزهر تخصص علوم سياسية، حيث لا يملك أي شهادة علمية في مجال اختراعاته، وإنما تعد موهبة لديه حسب ما قال لـ"فلسطين"، مبينًا أن أبرز المعوقات التي تواجهه في ذلك المجال هو قلة الدعم المادي والمعنوي من قبل المؤسسات الحكومية والأهلية.
ويحاول القصاص التنقل باختراعاته بين المؤسسات الأكاديمية والمجتمعية ذات الاختصاص والجامعات، كي يعرض عليهم إمكانية الاستفادة منها والمساعدة بتطويرها بشكل يناسب حاجة المعاق عبر توفير الإمكانيات اللازمة لأفكاره، مشيرًا إلى أن استجابات المؤسسات لذلك شبه معدومة.
[/B]