0 تعليق
389 المشاهدات

د. هبة عزالعرب: الصوم أفضل علاج لأمراض المسنّين



[B]للصوم فوائد روحانية وصحية كثيرة، ويعتبره الأطباء أفضل وقاية وعلاج للأمراض المزمنة، لا سيما لدى المسنين، وعبر تخصّص طب المسنين، وجدت هذه الفئة رعاية واهتماماً بتنمية قدراتها النفسية والجسدية. في اللقاء التالي، تقدّم د. هبة عز العرب اختصاصية طب المسنين إرشادات هامة للحماية من مضاعفات الأمراض المزمنة والتمتّع بصوم مثالي من دون الشعور بالإجهاد والعطش.
ما التعريف العلمي لطب المسنين؟
هو أحد الفروع التخصّصية لطب الباطنة العامة، يختصّ بعلاج الأمراض التي تصيب المسنين (بعد الستين من العمر)، وهدفه توفير الرعاية الصحية اللازمة لهم وصقل قدراتهم الجسدية والنفسية والاجتماعية، ضماناً لحياة أفضل، وتأكيداً لأهمية استمرار دورهم في المجتمع.
هل ثمة فارق بين طب المسنين وطب الأسرة؟
يختصّ طب الأسرة بعلاج الأمراض الأولية والبسيطة لأفراد الأسرة كافة، أما المسنون ذوو الحالات المعقّدة فيعالجهم الأطباء الأكثر تخصصاً في هذا المجال من بينهم طبيب المسنين الذي يتعامل مع التفاصيل الدقيقة للأمراض التي تصيبهم والمعروفة بتشعّبها وتداخلها، ما يستدعي الإلمام بكل النواحي المرضية والنفسية والاجتماعية المحيطة بالمريض، وكذلك تفاعلات الأدوية التي يتناولها والتي قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة. يجري طبيب المسنين، بالتعاون مع فريق العمل، تقييماً شاملاً للمريض في مرحلة التشخيص، ثم يضع برنامجاً علاجياً متخصصاً ويتابع الحالة نفسياً وعيادياً واجتماعياً من خلال اختبارات تقييمية عدة.
كيف يصوم المسنون شهر رمضان من دون التعرّض لمشاكل صحية؟
بما أن شهر رمضان هذا العام يصادف في أحد أشهر الصيف الحارة، ننصح المسنين بضرورة توخّي الحذر أثناء الصيام كي يتجنّبوا مشكلات صحية عدة خصوصاً تلك المترتبة عن نقص الماء في الجسم. فيفضَّل تأخير تناول وجبة السحور إلى ما قبل الفجر بساعة أو ساعتين على الأكثر، وشرب المياه بكمية كافية لتعويض الجسم عما فقده منها أثناء فترة الصيام، وتقدّر هذه الكمية بحوالى ثمانية أكواب يومياً.
أما وجبة الإفطار فيفضَّل تناولها فور سماع آذان المغرب، وأن تتخلّلها بضع ثمرات من البلح لتعويض ما ينقص الدماغ والجسم من السكريات، ثم تناول الماء وبعض السوائل تدريجًا لتجنّب الشعور بالامتلاء الناتج من عسر الهضم.
يُنصح المسنون بتجنّب المجهود البدني والأعمال التي قد تسبّب الإجهاد أثناء الصيام، والمصابون بأمراض مزمنة بمراجعة الطبيب المعالج للوقوف على حالتهم الصحية وإمكان الصيام ولتعديل مواعيد الأدوية بما يتناسب مع فترات الإفطار تجنباً لحدوث مضاعفات.
كيف يصوم مرضى السكري والقلب من دون متاعب صحية؟
قبل البدء بشهر الصوم يُنصح بتقييم كل حالة على حدة بواسطة الطبيب المعالج لإجراء الكشف الطبي والتحاليل لتحديد إمكان الصيام من عدمه، لذا ننصح مرضى السكري، في حال عدم وجود مضاعفات للمرض، بالالتزام بالنظام الغذائي السليم وجرعات الأدوية ومواعيدها لتجنّب حدوث انخفاض حاد بمستوى السكر في الدم، وينبغي عدم ترك المسن في المنزل لوحده، ذلك لطلب المساعدة الطبية إذا استلزم الأمر، خصوصاً أنه قد لا يشعر بالأعراض المنذرة لانخفاض السكر بالدم.
أما مرضى الضغط والقلب والمصابون بأمراض الشرايين التاجية، فيُسمح لهم بالصيام في الحالات المستقرة غير المصحوبة بمضاعفات في القلب أو الكلى أو الأوعية الدموية والتي لا تحتاج إلى تناول الأدوية في فترات الصيام، أو الإكثار من شرب الماء لتجنّب حدوث جلطات قلبية أو دماغيّة. كذلك، يُنصح هؤلاء بتخفيف استهلاك الملح والدهون المضافة الى الطعام واتباع نظام غذائي معتدل كثير السوائل والألياف للحفاظ على حركية الجهاز الهضمي، وهي النصائح العامة نفسها التي يجب اتباعها في الحالات المستقرة لمرضى الكبد والكلى والتي يسمح فيها الطبيب المعالج بالصيام.
ما الحالات المرضية التي يُسمح فيها بعدم الصيام في رمضان؟
المرضى الذين يعانون من سوء تغذية ووهن وضعف ونقص في القدرات الذهنية والعقلية واكتئاب، وأصحاب الأمراض التنفسية والقلبية المزمنة والمصحوبة بمضاعفات، ومرضى الأورام والفشل الكبدي والفشل الكلوي وفشل عضلة القلب الناتج من الذبحات الصدرية غير المستقرة وارتفاع ضغط الدم الخبيث، ومرضى السكري المصحوب بمضاعفات وعدم انتظام مستوى السكر في الدم. كذلك، لا يُستحبّ الصيام في حالات الالتهابات الحادة بالجسم، وحصوات الكلى التي يستلزم معها شرب كمية وفيرة من السوائل طوال اليوم، لكن في النهاية يؤخذ قرار الصيام بناء على قدرة كل مريض وتقييم حالته من الطبيب المعالج.
الألزهايمر مرض يعاني منه المسنون، كيف يتعامل معه الطبيب الاختصاصي؟
الألزهايمر يعني «خرف الشيخوخة» ويتّسم بالتدهور التدريجي في قدرات الدماغ الذهنية والعقلية وليس تدهور الذاكرة فحسب، ما يفقد المريض القدرة تدريجاً على أداء المهام والأنشطة اليومية والتكيّف مع البيئة المحيطة والمجتمع ككل. يتلخّص دور طبيب المسنين في التشخيص المبكر للمرض، ووضع برنامج علاجي متكامل بالتعاون مع فريق العمل يشمل العلاج الدوائي والنفسي والحركي التأهيلي والعلاج التخاطبي والغذائي للوقاية المستمرة من حدوث مضاعفات تسبّب بتدهور الحالة. هدف هذا البرنامج العلاجي تنمية باقي قدرات المريض الحسية والحركية للاستفادة منها في الحفاظ على بعض المهارات التي تعينه على أداء المهام الحياتية الأساسية إلى أطول فترة ممكنة وتأجيل اعتماده على غيره للقيام بها.
اليوم، ثمة برامج تخصّصية لمقدّمي الرعاية المنزلية وأقارب المريض بهدف التوعية بالمرض والنواحي النفسية والاجتماعية المؤثرة فيه. هذا بالإضافة إلى البرامج الخاصة بتخفيف الضغوط النفسية لمرافقي المرضى لتجنّب إصابتهم بالإجهاد أو الاكتئاب.
ما هي مكوّنات وجبات المسنين المثالية على مائدة الإفطار والسحور؟
يجب أن تحتوي وجبتا السحور والإفطار على أطعمة متنوّعة ومتكاملة القيمة الغذائية كالمواد الكاربوهيدراتية والسكريات المعقّدة كالحبوب الكاملة، والبطاطا المسلوقة كأحد مصادر الطاقة من دون الاعتماد على الدهون، بالإضافة إلى البروتينات النباتية كالفول والعدس لوجبة السحور، والبروتينات الحيوانية لوجبة الإفطار، ويفضّل منها الأسماك أو الطيور.
يُنصح المسنّ بتناول الخضار عموماً كمصدر مهم للفيتامينات والألياف والخضار الخضراء الداكنة خصوصاً كمصدر للحديد، وقد توصف المكملات الغذائية لبعض المسنين وذلك بحسب الحاجة. أما الفاكهة فلا بد من تناولها بعد كل وجبة وفي الفترة بين الإفطار والسحور لاحتوائها على الماء والسكريات والأملاح الضرورية لوظائف الجسم، ويفضّل تناولها كاملة من دون عصرها للاستفادة من الألياف الموجودة فيها تجنباً لحدوث إمساك.
كذلك، يفضَّل تناول بضع ثمرات من التمر في بداية الإفطار أو طبق صغير من الخشاف المحتوي على الفاكهة المجففة والمكسرات كمصدر للدهون غير المشبعة والماغنيزيوم، وعدم إغفال تناول الكميات اللازمة من الماء والسوائل طوال فترات الإفطار لتعويض نقص الماء بالجسم خلال فترة الصوم، ولتنظيم حركة الجهاز الهضمي وجميع العمليات الحيوية في أجهزة الجسم المختلفة.
كيف يتجنّب المسنون الشعور بالعطش الشديد خلال فترة الصوم؟
قد لا يشعر المسنّ بالعطش على رغم حاجة جسمه الى المياه، والنقص فيها الى درجة خطيرة قد يعرّضه للإصابة بالجفاف، وقد لا يستطيع الوصول الى الماء أحياناً كثيرة بسبب بطء حركته أو عيشه بمفرده، وهنا تكمن ضرورة التأكّد من تناوله الماء بشكل كاف بمقدار ليترين يومياً مقسّمة على فترة ما بعد الإفطار إلى السحور، وضرورة متابعة ذلك من المحيطين به.
أما بالنسبة الى الأطعمة المقدَّمة للمسن في وجبة السحور، فيراعى عدم احتوائها على كميات كبيرة من ملح الطعام أو زيادة السكريات التي قد تسبّب العطش أثناء النهار، ويفضّل تناول الأطعمة المحتوية على الماء كالخضار مثل الخيار والطماطم والخس، والفاكهة مثل البطيخ الغني بالألياف التي تساعد في عملية الهضم.
ولتجنّب العطش، يُنصح المسنّ بعدم الخروج أثناء فترة الظهيرة وتجنّب التعرّض للشمس، وبعدم بذل مجهود بدني غير عادي خلال ساعات الصوم لتجنّب فقد الماء عن طريق العرق.
[/B]

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3698 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4065 0
خالد العرافة
2017/07/05 4617 0