التعامل مع الآخرين من الفنون التي لا يتقنها البعض، الأمر الذي يتسبب بالإحراج للطرف الآخر في بعض الأحيان، والضيق في أحيانا أخرى.
نفس الأمر ينطبق عندما يتعلق الأمر بذوي الإعاقة الذين كثيرا ما نجد من يخطئ بالتعامل معهم، ليس لأنهم يحتاجون لطرق خاصة في التعامل، وإنما لأننا نحن نخطئ إما بالاهتمام المبالغ بهم أو بعدم الانتباه لوجودهم أصلا.
فيما يلي عدد من الطرق الشائعة التي تتسبب بإزعاج الشخص صاحب الإعاقة والمقصود من ذكرها السعي لتجنبها:
– لا تضع بديلا للدرج: من المعلوم بأن الدرج يعتبر من الأشياء التي تصعب على ذوي الإعاقة الخاصة الوصول لما يريدونه، خصوصا أولئك الذين يستخدمون الكراسي المتحركة، حسبما ذكر موقع “SlideShare”. فعلى سبيل المثال نجد، مع الأسف، أنه حتى كتابة هذه السطور فإن الدرج مستخدم بكثرة في الكثير من الأماكن كالعيادات والمحلات التجارية المختلفة وحتى مداخل بعض المنازل، وعلى الرغم من أن قوانين البناء تفرض وجود “رصيف منحدر” يسهل مرور الكرسي عليه..الأسوأ من ذلك أننا نجد الكثير من العيادات تتواجد في الطوابق العلوية من بعض البنايات دون وجود مصعد يسهل إمكانية الوصول لها.
– نشر رسائل تحذيرية لا تراعي مشاعر ذوي الإعاقة: تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي رسائل يقصد أصحابها أن تكون ذات طابع ديني من خلال قولهم “لو كنت ترى وتسمع وتمشي فاحمد الله، فهناك من لا يملكون مثل هذه القدرة”. مثل هذه العبارات وما شابهها تؤلم صاحب الإعاقة وكأنه لا يجب أن يحمد الله. على الرغم من أن ناشر تلك الرسالة لا يقصد هذا، إلا أن عدم مراعاته لاحتمالية قراءتها من قبل أحد ذوي الإعاقة يجعله يقع بخطأ يتسبب بإيلام البعض وبالتالي تفقد تلك الرسالة معناها الإيجابي الذي نشرت لأجله.
– عندما تجري مكالمة مع من يعانون صعوبة في النطق، أغلق الخط لو لم تفهم ما يريدونه: ذوو الإعاقات، على اختلاف أنواعها، لا يحتاجون سوى التعامل بالذوق الذي نتعامل به مع الآخرين. لكن، مع الأسف، فالبعض لا يقوم بقليل من الجهد لهذا الغرض. عندما تتحدث عبر الهاتف مع أحد الذين يعانون من صعوبة في النطق، تذكر بأن ذلك الشخص يحاول جهده لتوصيل ما يريده وبالتالي عليك أيضا أن تحاول منحه ومنح نفسك الفرصة لفهم ما يقول وعدم اللجوء لإغلاق الخط في إشارة إلى أنك غير آبه أو مهتم بما يقول لك، فهذا من التصرفات غير اللائقة التي يجب تجنبها.
– تجنب الحديث المباشر مع ذوي الإعاقة: من الأمور الشائعة جدا ما يمكن إطلاق عليه اسم “متلازمة هل يشرب القهوة”؟ فهذه المتلازمة يعاني منها الكثير من الناس والتي تعني قيام البعض بتوجيه أسئلة تخص ذي الإعاقة للشخص المرافق له! فعلى سبيل المثال، عند الذهاب لأحد محلات بيع الملابس من الشائع أن تجد الموظف يسأل مرافق ذي الإعاقة “هل يفضل أكمام طويلة أم قصيرة؟”. أعتقد بأنه من البديهيات أن نوجه أسئلتنا للشخص المعني بصرف النظر عن وضعه الصحي، فهذا يضعنا بمظهر أفضل ولا يتسبب بإزعاج الطرف الآخر أو مرافقه.
– منح ذي الإعاقة تقديرا مبالغا به: تعتبر الحياة من الامتحانات الصعبة على الجميع، سواء أكانوا يعانون من الإعاقة أو كانوا أصحاء، لكن المشكلة أن البعض يظهر ذا الإعاقة وكأنه إنسان من عالم آخر يستحق شهادة الشجاعة لقدرته على التكيف مع واقعه. لا يمكن أن أنكر الصعوبات التي يواجهها ذو الإعاقة، ولكن المبالغة بتقديره كثيرا ما تأتي بنتائج عكسية.