[B]رغم الرصاصة التي أصابته وسببت له شللا نصفيا إلا أن معين محمد الأطرش من مدينة بيت لحم استطاع أن يتحدى ما حل به ويواجه مصيره بعزيمة كبيرة من خلال مشروعه الصغير في النحت على الخشب.
معين الذي أصيب بفعل الاحتلال خلال انتفاضة الأقصى استطاع الحصول على قرض من وزارة الشؤون الاجتماعية الفلسطينية ليتمكن من إيجاد مصدر رزق له بعد أن اقعد على كرسي متحرك.
نماذج ناجحة
يقول معين " عندما سمعت عن وجود دائرة للإقراض تعنى بالمعاقين في وزارة الشؤون الاجتماعية تشجعت للإقدام على هذه الخطوة لافتتاح مشغل زيتون اصنع منها أشغالي لبيعها خالصة للسواح، والحمد لله اليوم لدي شغلي الخاص ومصدر رزق بعد أن كنت عالة على المجتمع، واستطعت بمجهودي أن أوسع عملي وأزيد من إنتاجي".
مروج عبيدات أيضا إحدى المستفيدات من القروض التي تقدمها الوزارة، وهي التي تعاني من إعاقة بصرية تقول :"لقد استطعت أن افتح بقالة من خلال القرض واحمد الله كثيرا أنني استطعت النجاح والحفاظ على مشروعي، فاهم شيء أن لا يعتمد المرء على نفسه، وان لا احتاج لأحد في إعالتي، ومن مشروعي اصرف على عائلتي ولدي أبناء يدرسون بالجامعة".
فرصة عمل
إياد الديك مدير دائرة الإقراض
وفي لقاء لـ" إنسان اون لاين" مع إياد الديك مدير دائرة الإقراض في وزارة الشؤون الاجتماعية-الإدارة العامة لذوي الاحتياجات الخاصة- تم مناقشة آلية الصندوق وكيفية عمله والمشاريع المساندة لذوي الإعاقة.
ويعرف الديك صندوق تأهيل الأشخاص المعوقين بالقول :هو عبارة عن مبلغ مرصود يتم منحه على شكل قرض للمعوقين من اجل تسهيل حياتهم اليومية وإيجاد فرصة عمل لهم بما يليق ووضعهم الصحي، وأسس في نهاية عام 2008 بتمويل من الهلال الأحمر الاماراتي.
ويهدف الصندوق كما يوضح الديك إلى تأهيل الأشخاص المعوقين القادرين على العمل بمشروع مدر للدخل، وتحقيق الأمن الاجتماعي والاقتصادي لهم، وضمان مشاركتهم في عملية الإنتاج والتنمية، وأيضا تحقيق الدمج الاجتماعي لذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع وتغيير النظرة النمطية تجاههم.
ويبلغ عدد المستفيدين من الصندوق 248 أسرة فلسطينية 10% منهم أفراد ويتم تقديم القرض على دفعتين-كما يشير الديك- ويتم سداده من قبل المعاق بعد ستة أشهر وبمبلغ 100 دولار شهريا، ويبلغ متوسط المشاريع حوالي 5-7 آلاف دولار وتتنوع ما بين التجاري والصناعي والزراعي.
ويقول الديك " إن آلية عمل الصندوق تتيح المجال لإفادة اكبر عدد ممكن من ذوي الإعاقة وفتح المجال أمامهم لإيجاد فرصة عمل ودخل ثابت".
متابعة وإشراف
ويوضح أن الصندوق له مجلس إداري للإشراف عليه وتحسين أدائه وتوفير مصادر تمويل ومجلس فني ممثل من مؤسسات مجتمعية أهلية لتحديد ضمانات إنجاحه وإعداد التقارير السنوية عن سير العمل والانجازات والصعوبات، وهناك منسقين ميدانين للقيام بالزيارات الميدانية وتحصيل الإقساط من ذوي الإعاقة المستفيدين عند الاستحقاق وتوريدها إلى رصيد الصندوق.
أما عن موارد الصندوق، يقول الديك أنها من تبرعات وهبات مقدمة للصندوق وأموال مخصصة من موازنة السلطة الفلسطينية وتبرعات غير مشروطة من أي جهة يتم الموافقة عليها من قبل الوزارة، وتجنيد الأموال عن طريق كتابة المشاريع اللازمة.
ويشير إلى أن هناك معايير وشروط لعمل الصندوق والتي تمنح المبلغ المرصود لكلا الجنسين بشرط أن لا يقل عمر المعاق عن 18 عاما ولا يزيد عن ستون سنة، وان يمتلك مهارات أساسية لإدارة وتنفيذ المتطلبات المهنية والإدارية والمالية للمشروع، أن يوفر الضمانات الائتمانية اللازمة للمشروع، أن يقدم دراسة جدوى اقتصادية للمشروع من جهة معتمدة رسميا، وان توافق اللجنة الفنية للصندوق عليها، ألا يكون لمقدم الطلب مصدر دخل ثابت يزيد عن معدل الفقر الشديد المعتمد من مركز الإحصاء الفلسطيني، وان يساهم بنسبة لا تقل عن 2% من تكاليف المشروع.
ويشترط الصندوق أن لا يعتبر المشروع ملكا للشخص ذوي الإعاقة ولا يحق له بيعه أو تأجيره أو التصرف به، بحسب ما ورد في نصوص اتفاقية تنفيذ قرض المشروع، وفي حالة غياب صاحب المشروع لسبب ما تقوم إدارة الصندوق بما تراه مناسبا يحفظ حقوقه واستغلال المشروع لمعوق آخر، كما وتخضع الطلبات للدراسة والتمحيص.
[/B]