تمثل اللغة والكلام في حياة الانسان وسيلة التعبير والتواصل مع الآخرين فبدونها لا يستطيع الحياة او التأقلم والتفاهم واقامة العلاقات الاجتماعية والتعبير عما يحس به من مشاعر وأفكار، وأثبتت التجارب والبحوث العلمية ان اللّغة تبدأُ عند الانسان مع بكاء الطّفل ساعة ولادته، وقد وضّح الكثير من العلماء ان بكاء الطّفل وصياحه ليسا سببها عدم ارتياح، بدايةً قد يكون نتيجة للجوع، ولكن مع مرور الأيّام يصبح بكاؤه أكثر تعبيراً وأكثر اعتماداً على الظّروف والمواقف الخارجية ثُمّ يتطور بكاؤه بعد الشّهر الخامس أو السّادس الى أصوات يُمكن ان نُسميها أصوات اللّعب ويستخدمها لجذب الانتباه اليه والتّعبير عن نفسه واحداث استجابة الغير نحوه.
وقد وجد الاختصاصيون بالنّطق أنّه حتّى ثمانية أشهر يُحْدث الأطفال (في البيئات الشّرقية والبيئات الغربية)، أصواتاً متشابهة ومتماثلة الى حدٍّ كبير مما يدلُّ على أنّهم حتّى هذه المرحلة من عمرهم لا يعرفون أيّ لغة، بل يُصدرون أصواتاً وان كان لبعضها معنى فهي تُساعدهم على التّواصل مع بيئتهم، كما دلّت البحوث العلمية ان الطّفل في سن عشرة أشهر يُصبح قادراً على نطق كلمة واحدة ذات معنى، ثُمَّ تُصبح حصيلته اللّغوية من ثلاث الى أربع كلمات عند نهاية السّنة الأولى.
وعندما يبلغ الطّفل الشهر الثامن عشر، يكون قد اكتسبَ نحو عشر الى عشرين كلمة ذات معنى يتعامل بها مع الكبار، وعندما يبلغ السّنتين والنّصف يُصبح قادراً على تكوين جمل بسيطة، ويكون عادةً نطقه غير سليم، وقد يُعاني من وقت لآخر من صعوبة في الكلام ولكن مع نمو القدرة الكلامية تختفي هذه الصّعوبات.
«لجلجة» وخوف!
والأطفال خلال مراحل نموهم المختلفة ومع بداية تعلمهم للكلام قد تظهر على بعض منهم بعض الترددات والتكرار في كلامهم وقد يشخص الوالدان أو المحيطون بالطفل هذا التكرار على أنه «لجلجة»، وأن الطفل مصاب باللجلجة، وحين يطلق على الطفل هذا اللقب تتقيد حركته في الكلام بمجموعة من مشاعر القلق والمخاوف من جانب الوالدين ومن ثم تنعكس تلك المشاعر على الطفل، ويصبح قلقاً متوتراً خائفاً من الفشل في نطق الكلمات وهكذا يصبح الطفل متلجلجاً.
و«اللجلجة» أو التأتأة هي ثقل في اللسان ونقص في الكلام وعدم خروجه اثر بعضه بعضاً وتداخله والتردد فيه، وهذا العيب الكلامي مرض شائع بين الصغار والكبار وأسبابه معقدة متشابكة وهو يعرض صاحبه لمزيد من المتاعب والآلام والسخرية واليأس ومن هنا كانت ضرورة مساعدة هؤلاء لتخفيف ما يكابدونه من مخاوف واضطرابات.
كما تعرف اللجلجة «Stuttering» وهي معروفة بالتلعثم أو اعتقال اللسان «stammering» أيضاً في المملكة المتّحدةِ، بأنها اضطراب في الكلام حيث يعاق تدفق الكلام بالتكرار التلقائي واطالة الأصوات أو المقاطع أو الكلمات أو العبارات، أو بالتوقفات مما يجعل الفرد غير قادر على انتاج الأصوات الشفوية.
واللجلجة او التأتأة أكثر عيوب النطق شيوعاً بين الأطفال وأسبابها كثيرة ومعقدة، ولكن النظرية القائلة بأن أساسها ومنشأها يرجعان الى عوامل نفسية هي أكثر النظريات العلمية شيوعاً وقبولاً، ولعل أهم العوامل التي ترجع اليها الاصابة باضطراب اللجلجة هو ما يشعر به الشخص من قلق نفسي وانعدام الشعور بالأمن والطمأنينة منذ طفولته المبكرة، ويمكننا ان نتبين أثر القلق وانعدام الأمن عند الطفل من الأثر الانفعالي الذي يعاني منه عندما يتكلم فلأنه يشعر بالقلق فانه يصبح متوتراً لذلك يتلعثم ويتلكأ في اخراج الكلام بصورة تامة نتيجة لتخوفه لبعض المواقف التي يخشى مواجهتها، أو عندما يكون في صحبة أشخاص غرباء، وبمرور الأيام يتعود الطفل اللجلجة وقد يزداد معه الشعور بالنقص وعدم الكفاءة.
نقطة البداية
ويمكن القول ان التلعثم لا يلاحظ في بداية حدوثه، فيلاحظ بعد عدة أسابيع أو شهور من بداياته، وقد يحدث في عمر مبكر (18 شهرا) أو في سن متأخرة (ما بين 13-7 سنة) ولكن غالباً ما يبدأ في ما قبل المرحلة الابتدائية.
و تزيد نسبة الاصابة بالتلعثم لدى الذكور عنه لدى الاناث، وقد فسر ذلك على أساس الاختلاف في معاملة الآباء للأولاد عنه للبنات، فالوالدان أقل اتجاهاً للحماية للذكور عن الاناث، ويتعرض الذكور لكثير من الجدل ومِن ثَمَّ الاحباط ومحاولة الدفاع عن أنفسهم مما يؤدي الى مواقف تتسم بصعوبة التعبير اللغوي، كما تزيد نسبة التلعثم لدى المتخلفين ذهنياً بسبب خلل في جهاز التحكم الحركي المركزي الذي يتحكم في الحديث الطبيعى.
والواقع فإن الطفل الذي يعاني اللجلجة يستطيع التكلم بطلاقة في بعض الأحيان عندما يكون هادئ البال أو ان يكون بمعزل عن الناس ومثل هذه المواقف تخلو تماماً من الخوف والاضطرابات الانفعالية التي يعاني منها عندما يضطر الى الكلام في مواجهة بعض الأشخاص وعلى الأخص ممن يتهيبهم.
اسباب اللجلجة
لا يعرف على وجه التحديد السبب المباشر أو الرئيسي لاعاقة أو اضطراب اللجلجة ومع ذلك يعتقد بعض الباحثين بوجود سبب بدني(جسمي) خاص بتكوين أجهزة وعضلات انتاج الكلام، كما يشير البعض الى ان اضطراب أو اعاقة اللجلجة ربما ترتبط بشكل مباشر بوجود خلل تكويني في الجهاز العصبي، واحدى الفرضيات التي حاولت تفسير حدوث اللجلجة كانت ترى ان اللجلجة اضطراب عصبي المنشأ، ويمكن تحديد اسباب اللجلجة فيما يلي:
أولاً أسباب عضوية: قد يتعثر الطّفل في النّطق لما يعانيه من نقص أو اختلال الجهاز العصبي واضطراب الأعصاب المتحكمة في النّطق، مثل اختلال أربطة اللّسان، أو اصابة مراكز النّطق في المخ بتلف أو نزيف..الخ، كما تُسبب عيوب جهاز النّطق (الفم، الأسنان، اللّسان، الشّفتان، الفكان) خللاً في مخرج الكلمات بشكلٍّ صحيح خاصّةً عيوب الشّفة العليا وسقف الحلق، وهذه الحالات تحتاج الى علاج عضوي وقد تحتاج الى تدخل جراحي.
كما يؤثر ضعف السّمع في نطق الطفل، اذ يجعله عاجزاً عن التقاط الأصوات الصّحيحة للحروف والألفاظ وقد تزداد هذه المشكلة ان لم تُكتشف وتعالج بسن مبكرة.
ثانياً أسباب نّفسية: منها الخجل، القلق، عدم شعور الطّفل بالأمان، الّذي يؤدي الى الخوف، الصّدمات الانفعالية، الشّعور بالنّقص، وهناك أسباب نفسية سببها الوالدان، كتدليل الطّفل بشكل مفرط، والاستجابة لطلباته دون ان يتكلّم، فيكتفي ان يشير أو يعبّر بحركة أو نصف كلمة أو كلمة مبتورة، كما ان المبالغة في حرمان الطّفل من الحنان والحبّ الأبوي يؤديان الى النّتيجة نفسها فيتلعثم ويتلجلج في كلامه أو يحجم عنه لما يُعانيه من التّوتر والانفعال نتيجة الشّعور بعدم القبول النّفسي.
ثالثا اسباب بيئية: قد ترجع عيوب النّطق الى ظروف بيئية، كتعلّم عادات النّطق السّيئة دون ان يكون الطّفل يُعاني من أيّ عيب بيولوجي، فهناك العديد من الأطفال ثبتوا بعد عامهم الثّاني على نطقهم الطفلي الّذي يُسمّى لعدّة سنوات، لأنّ من حولهم دللوهم وشجعوهم على استخدام هذه الألفاظ الطّفولية، ومن هذه العيوب اللّفظية حذف مقطع أو حرف من كلمة ذات مقطعين أو ثلاثة، كذلك قد يخفق في تذكّر كلمة صعبة، وهي اسم لشيء ما فيعطيها اسماً من عنده ويشجعهم الأهل على ترديدها.
رابعا أسباب أخرى مختلفة: قد يتأخر النّطق لدى الأطفال اذا وجِدَوا في أسرة فيها تصدع بالعلاقة بين الأبوين، كما يلجأ الأطفال في الكثير من الأحيان الى التّقليد.
خامسا عوامل جينية: حيث تشير التقارير الى ان حوالي %60 من المتلجلجين ينحدرون من عائلات بها أفراد متلجلجون.
علاج اللجلجة
هناك اتجاهات متعددة نحو علاج اللجلجة وأسبابها ولقد تغيرت بعض أفكارنا وظل البعض الآخر ثابتاً بمرور الوقت، وكما هو متوقع فان الأفكار المتبقية هي التي أثبتت بشكل عام نجاحها وفاعليتها أما بالنسبة للأساليب التي تغيرت ولا تزال تتغير فهي الأساليب غير الناجحة أو قليلة الفاعلية وعموماً فان طريقة العلاج تعتمد على عمر الذي يعاني من اللجلجة، حيث تختلف الأساليب المتبعة مع صغار الأطفال الذين مازالت تنمو لديهم عن المراهقين والراشدين الذين يعانون من المشكلة منذ سنوات عديدة.
وذكر الطبيب العربي الشهير ابن سينا هذه المشكلة بشيء من التفصيل قبل ألف سنة، ووصف العلاج لها وكان أول علاج فعلي للتلعثم في زمن الاغريق، حيث أجريت عملية كي اللسان واستخدمت في فترات مختلفة أنواع من العمليات الجراحية المختلفة على اللسان.
وقد بدأت العلاجات الحديثة لمشكلة اللجلجة في بريطانيا من خلال جهود الخطباء في العهد الفكتوري من أمثال «جيمس ثيلويل» وقد اعتمد العلاج حينذاك بالدرجة الأولى على العقاب البدني للمتلعثم، وفيما بعد بدأت تأثيرات النظريات من أمريكا في وصف وعلاج المشكلة، وهناك طرق ووسائل علاجية متعددة تستخدم في علاج اللجلجة ويرجع ذلك الى اختلاف الاطار النظري الذي تعتمد عليه كل طريقة ومن اهم طرق علاج اللجلجة العلاج النفسى:
اولا: أساليب صرف الانتباه، والأساليب التي تستخدم لصرف الانتباه في علاج اللجلجة منتشرة في الولايات المتحدة الأمريكية وهي الآتى:
-1 طريقة المضغ CHEWING METHOD التي وضعها فروسكل FROESCHEL ومؤداها ان يتعلم المتلجلج ان يتكلم بطلاقة عن طريق القيام بحركات المضغ مقترنه بالكلام ثم يقلل بالتدريج نشاط المضغ وفي النهاية يتخيل نفسه أنه فقط يمضغ.
-2 فنية الاطالة PROLONGATION جعل الطفل في حالة الاسترخاء البدنى والعقلى، ثم يبدأ في قراءة قطعة بشكل بطيء جدا وذلك مع الاطالة أثناء نطق كل مقطع يقرأه الطفل المتلعثم مثل كلمة تلفزيون تنطق كالتالي (تلفزيون)، وتعتمد هذه الطريقة على تدريب الطفل المتلعثم على اطالة نطق الصوت، والفونيم، والكلمة، وينبغي ان يستمر تطويل المقاطع حتى تنتهي الجملة بدون توقف خلالها، كما يجب ان يمارس التطويل حتى اثناء التحدث مع الآخرين في مواقف الكلام المختلفة، وقد اسفرت نتائج تحليل الحالات الخاضعة للعلاج بطريقة التطويل عن وجود نتائج علاجية جيدة.
-3 الكلام البطني VENTRILOOUISN وهو أسلوب علاجي آخر للمتلجلجين اقترحه فروسكل أيضاً عام 1950 وفيه يطلب من المتلجلج ان يتكلم بأدنى حد ممكن من تحريك الشفاه.
-4 التظليل SHADOWING وصف هذا الأسلوب العلاجي كل من شيري SHERRY سايرز SAYERS عام 1956 وهو يعتمد على ملاحظاتهما ان المتلجلجين يميلون الى الكلام بطلاقة عندما يقومون بتقليد أسلوب معروف لكلام شخص آخر. ولقد استخدم بعض المعالجيبن الطلاقة التي يتسم بها كلام المتلجلج في ظل التغذية السمعية لمرجأة DELAYED AUDITORY FEED BACK لأغراض علاجية ومنهم على سبيل المثال نيسيل (1958NESEL) جولديا موند (1965).
-5 الصخب الأبيض WHIPE NOISE: كما استخدم شيري وسايرز وآخرون 1956 تأثير الصخب الأبيض وهو خليط من الموجات التي تتسع لتغطي مجالاً واسع التردد لعلاج اللجلجة.
-6 الكلام وفقاً لزمن محدد SYLLABLE TIMED SPEECH: فقد أشار كل من اندروز ANDERWS وهاريس HARRIS 1964 الى تجربة في العلاج استخدما فيها تجزئة المقاطع وفقاً لزمن محدود وهو شكل من أشكال الكلام يتم اخراج المقاطع فيه على فترات زمنية متساوية وبتشديد متساو على النبرات، وتوصلا إلى ان هذه الطريقة تزيل اللجلجة على نحو فعال لدى نسبة كبيرة من المتلجلجين.
عوامل أخرى
-7 الكلام الايقاعي:تقوم هذه الطريقة بناء على ملاحظة ان درجة اللجلجه تنخفض حين يتكلم المتلجلج بطريقة ايقاعية، ويتم من خلال جهاز المترونوم ويقوم المتلجلج بتقسيم الكلمة الى مقاطعها وينطق كل مقطع مع دقة من دقات الجهاز مما يؤدي الى اختفاء العثرات الكلامية بهذا الايقاع والاطار اللحني المصطنع، وقد استخدم اندروز وهاريس ANDREWS & HARRIS، 1964 هذا الجهاز على 35 من المتلجلجين البالغين والأطفال، ولاحظا تحسناً وطلاقة واضحة وسريعة على كلامهم لكن مؤقتة حيث كان هذا التحسن نتيجة لتشتيت فكر المتلجلج عن مشكلته، ثم لا يلبث المتلجلج ان يعاود الظهور بعدها مرة أخرى.
-8 تظليل الكلام:استخدم وسيله التظليل كوسيلة علاجية لعلاج حالات اللجلجة وأثناء الجلسة العلاجية يقرأ المتلجلج بصوت مرتفع القطعة نفسها التي يقرأها المعالج ومعه في الوقت نفسه.
-9 تأخر التغذية المرتدة السمعية.
-10 التحصين التدريجى: تعد هذه الطريقة احدى طرق العلاج النفسي السلوكى، وهي عبارة عن تطبيق لنظريات التعلم في الموقف العلاجى، والفكرة الرئيسية التي يقوم عليها الاسلوب العلاجي هو ازالة الاستجابة المريضة (الخوف) تدريجيا من خلال تشجيع المريض على مواجهة مواقف الخوف تدريجيا الى ان تتحيد مشاعره الانفعالية الحادة نحو تلك المواقف، وتتكون طريقة التحصين التدريجي من أربع مراحل هي: التدريب على الاسترخاء العضلي، تحديد المواقف المثيرة للقلق، تدريج المنبهات المثيرة للقلق، التعرض لأقل المنبهات المثيرة للقلق (اما بطريق التخيل أو في مواقف حية) مع الاسترخاء، ثم التدرج لمواقف أكثر اثارة لموضوع الخوف.
-11 الضوضاء المقنعة، هي عبارة عن أداة تم تصميمها بشكل خاص لكي تنتج صخباً أبيض من كثافات مختلفة.
-12 طريقة التحكم في التنفس:حيث ان اللجلجة تشمل بعض التغيرات غير الطبيعية في التنفس، فان بعض التدريبات على التنفس قد وصفت كعلاج للجلجة مثل التوقف عند الخوف من كلمة معينة ثم اخذ هواء الشهيق عدة مرات ثم الكلام خلال هواء الزفير.
طريقة اللعب
ثانيا: طريقة اللعب: حيث أدت هذه الطريقة الى كشف اضطرابات الأطفال وتفهم أسبابها وخاصة صغار السن، كما ان اللعب هدف تشخيصي اذ يمكن من خلاله الوصول الى المعلومات والرغبات المكبوتة والاضطرابات المتفرعة.
واللعب أيضاً هدف علاجي، حيث ان الطفل أثناء اللعب يكشف عن صراعاته ورغباته المكبوتة وميل أثناء اللعب للتنفيس عنها من خلال اللعب والصراخ والعدوان وتصير مهمة اللعب هنا تطهيرية علاجية.
ثالثا: طريقة التحليل بالصور: حيث ينسى الطفل نفسه ويعبر عن اتجاهاته وانفعالاته وعلاقاته مع والديه ويتكلم دون اضطراب أو لجلجة.
رابعا: طريقة الاختبارات الشخصية: حيث يستخدم المعالج هذه الاختبارات للكشف عن شخصية المصاب ومنها اختبارات موضوعية وأخرى اسقاطية مثل اختبار (رودجرز) واختبار T.A.T. الذي صممه العالمان (موري) و(مورجان) وهو مجموعات من الصور مخصصة للأطفال والرجال والنساء وهذه الصور تسمح بالتأويل والتفسير والتعبير عن المشاعر والعواطف والاتجاهات.
خامسا: فحص مشكلات المصاب باللجلجة مع والديه: حيث ان اضطرابات المتلجلج تظهر في البيت وتتصل بالطريقة التي يعامله فيها أبواه، وتهتم هذه الطريقة بارشاد الوالدين الى أفضل السبل والطرق في التربية ومعاملة الأبناء.
الايحاء والاسترخاء
سادسا:طريقة الايحاء والاقناع: وهي تتبع لمعالجة مخاوف الطفل الناجمة عن عيوب الكلام وعن الاحباط الشديد وتهدف الى بناء شخصية المصاب والايحاء له بأن حالته في تحسن وأن الاضطراب لن يستمر طويلاً.
سابعا: الاسترخاء: حيث ان اللجلجة عرض جسمي لاضطراب نفسي وهنا يتدرب المريض على ارخاء عضلاته وتخفيف النشاط الذهني والنفسي والانفعالي، وأن يكون المهم هنا هو الوصول الى الأسباب الحقيقية لمعالجة الاضطراب وتحقيق الاستقرار النفسي والعقلي الا ان هذه الطريقة تعتبر عاملاً مساعداً على تحقيق هذا الهدف.
التأتأة عند أطفال الكويت
تبلغ نسبة الاطفال الذين يعانون من تأخر في تطور اللغة في الكويت اكثر من %3 وهذه النسبة قد لا تعبر عن الواقع لان الكثير من الاباء والامهات يتجاهلون هذه المشكلة لدى اولادهم ولا يراجعون الاطباء لمعرفة اسبابها وطرق علاجها.
كما ان للمربيات الاجنبيات دور سلبي على الاطفال خاصة في مرحلة التنشئة الاجتماعية الاولية وذلك لكون المربية وثيقة الصلة به وينعكس ذلك على الحصيلة اللغوية للطفل مما يؤثر في مجموع الكلمات والمعاني والالفاظ التي تطرق اذن الطفل ومكمن الخطورة هنا في تنشئة الطفل في بيئة تحد من امكانية ممارسته للنطق والكلام بسبب وجود رعاية مربية اجنبية هي نفسها لا تقوى على النطق او الكلام.
مظاهر اللجلجة
المظاهر الاولية او الاساسية للجلجة: يمكن ملاحظة السلوكيات الأساسية للجلجة بسهولة حيث يتوقف الكلام الطلق بما يتضمن من تكرارات الأصوات، والمقاطع أو الكلمات أو الجمل، وفترات صمت واطالة الأصوات، وهذه المظاهر تختلف في شكلها عن عدم الطلاقة الطبيعية الموجودة لدى كل المتحدثين الطبيعيين بمعنى ان هذه المظاهر قد تكون موجودة لدى الأشخاص العاديين الا أنها تدوم بصورة أطول لدى المتلجلجين حيث تكون هذه المظاهر لدى المتلجلجين بصورة أطول، ويكون التكرار بصورة أكبر، ويبذل الفرد جهداً أكبر لانتاج الكلام.
وتتفاوت اللجلجة أيضاً في النوعية: حيث تميل عدم الطلاقة الطبيعية الى تكرار الكلمات والجمل أو أجزاء من العبارات بينما اللجلجة تتميز بالاطالة أو التوقف التام وتكرار جزء من الكلمة ومن اهم المظاهر الأولية أو الأساسية للجلجة:
التكرار Repetition: يحدث التكرار عندما يكرر الطفل الأصوات او المقاطع او الكلمة أو العبارة، واطالة الأصوات ظاهرة منتشرة بين الأطفال في بداية اللجلجة.
التوقفات Blocks: غير المناسبة سواء للأصوات أو الهواء، وهي ترتبط غالباً بتجمد أو تيبس حركة اللسان، أو الشفاه، أو الحبال الصوتية، وتتطور التوقفات فيما بعد وهي ترتبط بتوتر العضلات والمجهود العضلي.
– المظاهر او الخصائص الثانوية: السلوكيات الثانوية للجلجة غير مرتبطة بانتاج الكلام وهي سلوكيات متعلمة مع مرور الوقت ترتبط بالسلوكيات الأولية أو الأساسية للجلجة وتتضمن السلوكيات الثانوية للجلجة الهروب والذي يلجأ اليه المتلجلج لانهاء فترات اللجلجة والأمثلة على ذلك كثيرة فقد تتمثل هذه السلوكيات في حركات جسدية كقطع التواصل البصري فجأة، أو حركات متكررة بطرف العين، أو هز الرأس، أو النقر باليد، أو اصدار أصوات غير مفهومة مثل الهمهمة وفي الكثير من الحالات يتم عمل هذه الأشياء ثم بمرور الوقت تتحول الى عادة يصعب التخلص منها.
وتشير السلوكيات الثانوية للجلجة الى استخدام العديد من استراتيجيات التجنب مثل تجنب كلمات معينة أو أشخاص معينين أو مواقف أو أشخاص والتي يشعر من خلالها الفرد بصعوبة وبعض المتلجلجين قد ينجح بصورة كلية في تجنب المواقف والكلمات بهدف المحافظة على طلاقته الكلامية، ومثل هؤلاء الأفراد عادة ما يعانون من مستويات عالية من القلق والخوف الشديد حتى لدى ذوي عدم الطلاقة الخفيفة.
نصائح مهمة
لا تتوافر مراكز خاصة بعلاج مشاكل النطق دائماً حتّى في البلاد الرّاقية والمتقدمة، ولذلك هذه بعض الطّرق الواجب اتباعها والّتي تُساعد كثيراً في العلاج:
-1 مساعدة الطّفل على ان يثق بنفسه وبمقدراته لكي يتخلص من المشكلة.
-2 مساعدة الطّفل على التّراخي وذلك ببناء علاقة متينة معه وذلك مفيد جداً لأنّه يقلل من تركيزه على نطقه ويقلل من توتره النّفسي والجسمي وكلّما تدّرب الطّفل على التّراخي والتّحدّث ببطء ساعده ذلك على النّطق السّليم.كما ينصح الاختصاصيون بتشجيع الطّفل على اعداد ما يريد ان يقوله والتّفكير به قبل نطقه، لأنّه كُلّما وثق فيما يريد قوله أمكنه سرد ما يريد، دون تهتهة أو لجلجلة.
-3 تفهّم الصّعوبات الّتي يُعانيها الطّفل نفسياً، سواء في البيت أو المدرسة، كالغيرة، أو اعتداء الأطفال الأكبر سناً له في المدرسة أو غير ذلك من الأسباب، والعمل على معالجتها وحمايته منها، لأنّها قد تكون سبباً مباشراً أو غير مباشر لما يُعانيه من مشاكل في النّطق أو أيّة مشاكل سلوكية أخرى، كالتّبول اللااراديّ والحركات العصبية، أو الغضب، وهنا قد يستدعي العلاج تغيير الوسط المدرسي الى مدرسة أُخرى، ان كان يُعاني صعوبة في التّأقلم في الوسط الّذي هو فيه.
-4 عدم التّعجل في سلامة مخارج الحروف والمقاطع، وذلك لأنّ التّعجل والاصرار قد يزيد توتر الطّفل نفسياً وجسمياً ويجعله يقظاً لمشكلته مما يؤدي الى زيادة ارتباكه، ويزيد الحالة النّفسية الّتي يُعانيها، ويزيد من اضطرابه في النّطق.كما يجب مراعاة ان سلامة مخارج الحروف والمقاطع في نطق أيّ طفل يعتمد أساساً على درجة نضجه العقلي والجسمي ومدى قدرته على السّيطرة على عضلات الفم واللّسان.
-5 عدم توجيه اللّوم أو السّخرية من الطفل الّذي يُعاني مشكلة في النّطق، سواء من الوالدين أو المعلّمين أو أصدقائه للأسف هناك كثير من المعلّمين والأهل، يحاولون تصحيح أخطاء النّطق عند الأطفال بتوجيه اللّوم أو السّخرية من عيوبهم اللّفظية، مما يؤدي الى فقدان الطّفل ثقته بنفسه والانطواء.
واذا فهمت اللجلجة على انها مرحلة من مراحل النمو في تعلم اللغة وعولجت بطريقة تؤدي الى زيادة مفردات الطفل اللغوية وتنمية شعوره بالثقة في نفسه فانه يستطيع ان يجد الكلمات المناسبة وسوف يتخلص منها بسرعة.
ولكن لا ينبغي ان نعايره بلجلجته أو نلومه أو نحتقره أو نعاقبة أو نعاملة كشخص غير قادر على الكلام.